العالم العربى

انتقادات روسية 'حادة' لأداء القوات السورية

كتب في : الجمعة 24 مارس 2017 - 12:46 صباحاً بقلم : ندى طاهر العدل

وجهت وسائل إعلام روسية انتقادات حادة إلى القوات السورية، متسائلة عن أسباب نجاح مجموعات مسلحة في التسلل والتقدم إلى العاصمة دمشق.

وحسب مقال نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، فإن وحدات من لواء الحرس الجمهوري تمكنت امس من استرداد حي جوبر على أطراف دمشق من متشددين، من "جبهة النصرة" و"فيلق الرحمن" وغيرهم من مقاتلي الجيش السوري الحر.

 

وأضاف المقال أن المسلحين استخدموا أنفاقا جرى إعدادها مسبقا، وتمكنوا عبرها من زرع عبوات ناسفة ضخمة قرب مواقع للجيش السوري، تزامنا مع تنفيذ هجمات انتحارية بسيارات مفخخة، قبل بدء هجوم على الحي الذي كلف القوات السورية خسائر فادحة.

 

لكن بعد معركة حامية تمكنت القوات السورية من إجبار المسلحين على الانسحاب، فيما حاصرت عددا كبيرا منهم وقتلتهم.

 

ألا أن المقال طرح بعض التساؤلات بشأن أداء الاستخبارات السورية في العاصمة، وقال: "كما هو الحال في تدمر، ليس مفهوما ماذا كانت تفعل وحدات الاستطلاع والاستخبارات العسكرية، ولماذا تمكنت أعداد كبيرة من التشكيلات المسلحة (لا يوجد حتى الآن رقم محدد حول عدد المهاجمين) مع آلياتها التسلل والتقدم إلى العاصمة؟ لماذا تبين وجود أنفاق في دمشق تم إعدادها مسبقا من قبل المسلحين، وعلى ما يبدو كانت أنفاقا كبيرة؟".

 

وأضاف المقال ملقيا اللوم على "تكاسل" القوات السورية: "هذه الحقائق يصعب أن نحمل المسؤولية عنها للخبراء العسكريين الروس، الذين يؤكد بعضهم أن عدم رغبة السوريين في التحرك على وجه السرعة، المصحوب دائما بكلمة (غدا) يستحيل التغلب عليه، مما يجعل إجراء استطلاع شامل للكشف عن الأنفاق ضربا من الخيال".

 

وتابع: "ما الذي يمكن قوله إذا كان الجنود يتركون مواقعهم بصورة ذاتية حتى أثناء المواجهات القتالية، والضباط القياديون بصعوبة بالغة يفهمون معنى الانضباط العسكري، وضرورة تنفيذ المهمة القتالية؟ والموقف نفسه يتخذه السوريون في التعامل مع الصيانة الدورية للمعدات والأسلحة، ما يتسبب في تلفها السريع".

 

وأشارت الصحيفة إلى إن "التحرك الفوري الذي أبدته الهياكل الإدارية للجيش السوري في التصدي لهجوم (الإرهابيين)، حدث من دون شك بفضل الدور الذي لعبه هنا المستشارون العسكريون الروس، إذ إن الجنرالات السوريين ليسوا قادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم في الظروف التي تتطلب التغيير الحاسم في الوضع الناشئ، لكن النجاح الذي أحرزه السوريون على أرض المعركة هذه المرة مدينون به على الأرجح لمقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية".

 

وأوضحت: "لو بقي السوريون وحدهم من دون تدخل الروس، لأخذت عملية القضاء على الإرهابيين الذين شقوا طريقهم إلى دمشق شهرا آخر، فالهجوم الجامح وتطويره والمناورات التكتيكية الماهرة وكسر شوكة العدو، جميع هذه الميزات ليست موجودة في أي جيش من الجيوش العربية".

 

ونقلت "نيزافيسيمايا غازيتا" عن مصدر في وزارة الدفاع السورية قوله إنه "تمت محاصرة جزء من التشكيلات المتشددة والقضاء عليه بالكامل"، مشيرة إلى أن "هذا لا يشبه تماما نمط عمل الجيش السوري، وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية ومنذ فترة طويلة المعلومات التي تشير إلى وجود قوات العمليات الخاصة الروسية في سوريا".

 

وختم المقال: "بطبيعة الحال وإلى حد كبير، يقع عبء العمليات العسكرية على كاهل الحلفاء الآخرين للجيش العربي السوري من اللبنانيين والإيرانيين، لكن يبقى الجنود الروس الأكثر فعالية في العمليات القتالية في سوريا وعلى جميع المستويات، من التخطيط والإدارة والإمداد وصولا الى النشاط القتالي للقوات".

بداية الصفحة