أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن جمهورية مصر العربية نجحت رسميًا في القضاء على مرض الرمد الحبيبي «التراخوما» بوصفه من مشكلات الصحة العامة، لتصبح سابع دولة في إقليم شرق المتوسط تحقق هذا الإنجاز، والبلد الـ27 على مستوى العالم الذي يتخلص من المرض المسبب للعمى، بعد اعتماد المنظمة للإشهاد الدولي لمصر خلال مؤتمرها العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 2025.

ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرة وطنية استمرت أكثر من قرن من الزمان، بدأت مطلع القرن العشرين حين أنشأ الطبيب البريطاني آرثر ماكالان أولى مستشفيات علاج العيون في مصر، لتضع الدولة لاحقًا أسسًا علمية وبرامج وطنية لمكافحة المرض بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشركاء التنمية.

ما هو مرض التراخوما؟

يُعد التراخوما من أقدم الأمراض المعدية المسببة للعمى في العالم، وينتج عن بكتيريا تُسمى المتدثّرة الحثرية، تنتقل عبر ملامسة إفرازات العين المصابة أو بواسطة الذباب.

ويؤدي تكرار العدوى إلى تندّب الجفن الداخلي وانقلاب الرموش نحو مقلة العين، وهى حالة مؤلمة تُعرف باسم "الشعرة التراخومية"، يمكن أن تتسبب في فقدان البصر بشكل دائم إذا لم تُعالج مبكرًا.

ووفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن المرض لا يزال يمثل مشكلة صحية عامة في 30 بلدًا حول العالم، حيث تسبب حتى عام 2024 في إصابة نحو 1.9 مليون شخص بالعمى أو ضعف البصر، بينما يعيش نحو 103 ملايين شخص في مناطق لا تزال موطونة بالمرض ومعرّضة لخطر الإصابة به.

إستراتيجية القضاء على التراخوما

اتبعت مصر – بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية – استراتيجية SAFE العالمية، التي تشمل:

S: إجراء العمليات الجراحية لعلاج الحالات المتقدمة.

A: استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى.

F: تعزيز نظافة الوجه والاهتمام بالنظافة الشخصية.

E: تحسين البيئة والصرف الصحي ومكافحة الذباب.

وخلال الفترة بين 2015 و2025، نفذت وزارة الصحة عمليات ترصد ورسم خرائط ميدانية في جميع المحافظات المصرية، أظهرت انخفاض معدلات الإصابة بين الأطفال إلى ما دون الحد الذي تحدده المنظمة كمعيار لإعلان الخلو من المرض، مع غياب شبه تام لحالات العمى الناتجة عن التراخوما بين البالغين.

كما دمجت مصر جهود الترصد في النظام الإلكتروني الوطني للإبلاغ عن الأمراض عام 2024، لضمان سرعة اكتشاف أي حالات مستقبلية ومنع عودة العدوى.