العالم العربى

العالم والإرهاب.. التنسيق المطلوب

كتب في : الثلاثاء 23 مايو 2017 - 2:33 صباحاً بقلم : رشا الفضالى

بعد تنامي الإرهاب واستفحال خطره ليغطي كل بقاع الأرض، كانت الكثير من الدول المعنية عربية وغربية تعمل جاهدة لاحتواء هذا الخطر بأشكاله المتعددة، من إرهاب الأفراد والمنظمات كداعش والقاعدة وحزب الله، إلى إرهاب الدول كإيران.

وقد نتج عن هذا الجهد تحالفات عسكرية كالتحالف الدولي ضد داعش في العراق، والتحالف الإسلامي الذي أعلنته السعودية ضد الإرهاب.

 

واستكمالا لهذا الجهد وتطويره إلى الأفق الكفيلة باستئصال الإرهاب كان لا بد من قدر أكبر من التنسيق والتفاهم والتشارك والتعاون، وهو ما اتفق عليه القادة في القمم الثلاث التي استضافتها الرياض.

 

وحسب خبراء فإن المعركة ضد الإرهاب وجودية، وكسبها لن يتأتى إلا بتنسيق الجهود العالمية، وهي حقيقة وقف عليها العالم وهو يرى الإرهاب بأشكاله ومسمياته المختلفة، آخذا في التمدد، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، لا تسلم من شره ديانة ولا ملة، ليضع الجميع أمام مسؤولية استئصاله.

وثمة موجات متلاحقة من العنف الدموي بلغت ذروتها مع داعش، منذ تصاعد تهديده القياسي، في يونيو عام 2014، عندما اكتسح في ساعات شمالي العراقي ثم امتد غربا وشرقا، قبل أن يصل بين ما اقتطعه هناك من أراض مع سوريا ليعلن ما سماها "دولة الخلافة".

 

أيام صاعقة، انقلبت فيها الموازين دفعة واحدة، فتشابكت التحالفات وذابت المحاور، إذ أعلنت واشنطن تحالفا دوليا يضم عشرات الدول، وتحت سيف الخطر الذي استهدف من المسلمين أكثر من غيرهم.

 

وجاء الإعلان السعودي عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، واستنهض هذا التحالف همم العالم الإسلامي، للعمل على دحر آفة التطرف، والتخلص من شرورها.

 

لكن في جردة حساب للنتائج، يتضح أن المطلوب أكبر وبكثير، والمطلوب كما أعلن قادة من العالمين العربي والإسلامي فضلا عن قادة واشنطن، من لقاءاتهم في الرياض، هو تنسيق الجهود وتوحيد الاستراتيجية، لمواجهة العدو المشترك، بيد واحدة.

 

كما أجمع المجتمعون أيضا على أن المطلوب أيضا، وعلى وجه السرعة، هو تجفيف مصادر تمويل هذا العدو.

وخلال قمم الرياض الثلاث سميت الجهات بمسمياتها، وكشف الغطاء عن التنظيمات التي تخطط وتنفذ، وتلك التي تتمدد تحت مظلة الاعتدال الذي حددت قمة الرياض حدوده ومعالمه.

 

وكان لافتا أن إعلان الرياض تضمن ترحيبا بتوفير 34 ألف جندي كقوة احتياط لدعم العمليات ضد الإرهاب في سوريا والعراق.

 

لكن قوة السلاح ليست الأداة الوحيدة ولا الأقوى في المعركة، فأصل الإرهاب فكرة، تحيد بالدين عن مقاصده السامية وغاياته العليا.

 

وعليه فإن دحر الإرهاب لن يتم إلا بالتصدي لمنبعه الأول: الفكرة.

 

وأولى الخطوات في طريق مكافحة الإرهاب من هذا المنطلق، كانت افتتاح مركز عالمي لمواجهة الفكر المتطرف، مقره الرياض.

 

وهي خطوات، ترسم مجتمعة ملامح خريطة طريق بين واشنطن والعالمين العربي والإسلامي، عنوانها الأبرز التعاون والالتزام المشتركين، لتحقيق الأمن والاستقرار المرجوين، والرسالة لمن يهمه الأمر.

 

بداية الصفحة