العالم العربى

السعودية ودحر الإرهاب... تجربة نالت ثقة واشنطن

كتب في : الجمعة 10 فبراير 2017 - 12:55 صباحاً بقلم : يارا طاهر العدل

لم تخل السنوات الماضية من تهديدات تتعرض لها السعودية من جانب التنظيمات الإرهابية، تهديدات أحبطت المملكة معظمها وتصدت لمدبريها في مهد محاولاتها.

التعامل اليومي مع هذه التهديدات وحتى الهجمات، التي تقع وفرت للأمن السعودي قاعدة بيانات عريضة مكنته من تتبع الإرهابيين إلى أوكارهم كما حدث في جدة مؤخرا وفي أكثر من مدينة سعودية.

 

ولذلك لم يكن مستغربا في أوساط الإدارة الأميركية الجديدة وخاصة في شقها الأمني أن لا تتضمن اللائحة، التي حظر سفر رعاياها إلى الولايات المتحدة السعودية، فسجلها في مكافحة الإرهاب واضح للمتابعين وخاصة في الولايات المتحدة.

 

الولايات المتحدة وهي المعني بالجدل السائد في العالم بشأن قرارها بمنع السفر اكتوت بنار الإرهاب، وربما هذا ما يبرر للبعض موقفها الذي يصفه كثيرون بالمتسرع، لكنها مع ذلك تؤكد على لسان كيلي أن المعنيين بقرارها هم من لا يستطيعون ضبط الإرهابيين أو من لا يملك قاعدة معلومات جافية عنهم، وهذا في حالة السعودية يجافي المنطق والحقيقة.

 

وفي شهادته أمام الكونغرس، قال وزير الأمن الداخلي الأميركي، جون كيلي: "السعودية لديها قوة شرطة فاعلة وجهاز استخبارات يمكننا العمل معه، إذا أدرجنا دولة مثل السعودية على القائمة، خاصة وأن لديها استخبارات جيدة جدا وشرطتها تقوم بعمل جيد جداً، عندها قديخرج البعض ليقول إن المسألة متعلقة بالديانة".

 

فالسعودية لم تكن في صف مناوئ للحرب على الإرهاب وعرضت المساعدة في أكثر من محفل على أكثر من صعيد، بل وكانت الداعية لتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، الذي يعتبر مكملا للتحالف الدولي الذي أطلقته الولايات المتحدة.

 

وهذا التحالف يأتي ليتوج عقودا من العمل الأمني والاستخباري السعودي للوصول إلى الشبكات الإرهابية، التي نفذت في الماضي هجمات عدة استهدفت المصالح الحيوية في السعودية، لكن أيديها ما لبثت أن بترت وصارت متوقعة التحركات مكشوفة الخطط وهشة أمام قوة الأمن.

 

وللعارفين بتركيبة المنطقة والإقليم وطبيعة التحركات الإرهابية، التي تجري فيه لا بد أن تشير أصابع الاتهام شرقا وتحديدا إلى إيران التي لا يخفى على أحد أطماعها ورغبتها في إيجاد حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.

بداية الصفحة