يُبرز المتحف المصري في معروضاته الحالية قطعة أثرية فريدة من نوعها، وهي جزء من نقش على الحجر الجيري يوثق رحلة الملكة حتشبسوت إلى أرض بونت، حيث تعد هذه القطعة شاهداً على الإنجازات البحرية والتجارية للملكة، ما يمنح الزوار فرصة للتعرف على أحد أبرز جوانب التاريخ المصري القديم في عهد الأسرة الثامنة عشر.

وصف القطعة الأثرية

تقع هذه القطعة في رواق 12 بالدور الأرضي، وتنتمي إلى الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشر (حوالي 1550–1295 ق.م)، وتعود إلى معبد حتشبسوت بالدير البحري في طيبة، ويبلغ ارتفاعها 62 سم، وعرضها 33 سم، وعمقها أو طولها 108 سم. وتتميز القطعة بدقتها الفنية، حيث تعكس التفاصيل المحفورة على الحجر جوانب متعددة من رحلة الملكة، بما في ذلك الأساطيل والسفن والوفود التجارية، وهو ما يعكس التنظيم الإداري والسياسي والاقتصادي المتقن لمصر في ذلك العصر.

أهمية النقش التاريخية

يمثل النقش مصدرًا غنيًا لفهم الرحلات التجارية والدبلوماسية للملكة حتشبسوت، خصوصاً رحلتها الشهيرة إلى أرض بونت، التي تعد واحدة من أبرز الحملات التجارية في التاريخ المصري القديم. وتوضح المنحوتات الأساليب التي اتبعتها مصر في تعزيز علاقاتها مع المناطق النائية، بالإضافة إلى إبراز دور الملكة في إدارة الموارد وتنظيم الحملات البحرية بكفاءة عالية.

عرض القطعة في المتحف المصري 

يأتي عرض هذا المعروض ضمن استراتيجية المتحف التي تهدف إلى تمكين الزوار من التعرف على الحضارة المصرية القديمة عبر القطع الأثرية الأصلية، مع توفير سياق تاريخي واضح يوضح أهمية كل قطعة في مسيرة الدولة المصرية، ويتيح هذا المعروض للباحثين والزوار دراسة رحلة الملكة حتشبسوت البحرية والتجارية، وفهم الدور الحيوي الذي لعبته في تعزيز مكانة مصر الاقتصادية والدبلوماسية.

أهمية المعروضات الأثرية في نقل الرواية التاريخية

يشكل هذا النقش شاهداً على عبقرية الإدارة والسياسة والتجارة في عهد الملكة حتشبسوت، ويقدم للزوار فرصة فريدة لاستكشاف جانب مهم من التاريخ المصري القديم،  وتؤكد دراسة هذه القطعة أهمية المعروضات الأثرية في نقل الرواية التاريخية بشكل حي وملموس، مع إبراز الإنجازات الفريدة التي حققتها إحدى أعظم ملكات مصر في تاريخها.

نقش حجر جيري يوثق رحلة الملكة حتشبسوت إلى أرض بونت

نقش حجر جيري يوثق رحلة الملكة حتشبسوت إلى أرض بونت

نقش حجر جيري يوثق رحلة الملكة حتشبسوت إلى أرض بونت