العالم العربى

مصر والأردن ودول «التعاون الخليجي».. مراكز قوى أساسية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية

كتب في : الأربعاء 18 يناير 2023 - 3:52 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

تمثل كل من مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، مراكز قوى أساسية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وقد لعب كلّ منها أدوارًا محورية في تاريخ المنطقة وتشكيل توازناتها، فضلًا عن العلاقات الوثيقة الثقافية والديموجرافية والاقتصادية التى جعلت منها عمقًا استراتيجيًا أساسيًا لهذه الدول لا يمكن تجاوزه عند رسم أي سياسة خارجية، أو الحديث عن نظرة تنموية تأخذ البعد الإقليمي في الاعتبار. 

ويكتسب الحديث عن العلاقة بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي، أهمية خاصة في هذه المرحلة التاريخية – مرحلة ما بعد الانتفاضات العربية والتي أحدثت معها تغيرات جذرية في المعادلة السياسية سواء على مستوى الشؤون المحلية لهذه الدول، أو على المحاور والتحالفات السياسية.


ولا شك أن نمو تلك العلاقات يكون له العديد من التأثيرات الإيجابية، وبالتالي فإن المحور الأهم في دراسة العلاقات المصرية الخليجية يدور حول واقع هذه العلاقات على كافة المستويات إلى جانب البحث عن الأسلوب الأنسب لتفعيله في ضوء العديد من المتغيرات على الساحتين الإقليمية والدولية.

واستمرارًا لما سبق شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، في "قمة أبو ظبي"، والتي ستجمع قادة مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي فى دولة الإمارات العربية المتحدة.

وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن مشاركة الرئيس في قمة أبو ظبي تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات المتميزة مع جميع الدول الشقيقة المشاركة بالقمة، فضلًا عن التعاون بشأن تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية حيث ستهدف قمة أبو ظبي إلى التشاور والتنسيق بشأن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
 

وخلال السطور التالية نرصد أبرز ما أسفرت عنه تلك الجهود عبر لقاءات وقمم مختلفة جاءت كالتالى:

 

فى 24 سبتمبر 2022

صدر نص بيان عن حكومات الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن واليمن، بعدما اجتمع وزراء خارجية كل من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وكذلك الجمهورية اليمنية والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بدعوة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مدينة نيويورك بتاريخ 23 سبتمبر 2022 من أجل التأكيد على الشراكة التاريخية والدائمة بين بلدانهم وتعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات.


وشدد وزير الخارجية على التزام الولايات الدائم بالأمن والدفاع الإقليمي لشركاء الولايات المتحدة واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وكذلك تطوير المجالات المشتركة للتعاون والتكامل، بناءً على قمة جدة للأمن والتنمية الناجحة في يوليو 2022.


وأكد الوزراء الشراكات التاريخية والاستراتيجية وكذلك الشراكات الطموحة والمتنامية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والدول الأعضاء فيها، وكذلك العراق والأردن واليمن، من أجل تعزيز السلام والأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي في الشرق الأوسط ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الأزمات الإنسانية والغذائية والصحية والمناخية.


وفى 9 ديسمبر 2022

 

صدر البيان الختامي للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الثالثة والأربعين، والذى شدد على أن  أن الأمن المائي لمصر والسودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، ورفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل، مشيرا إلى دعم ومساندة دول المجلس لكافة المساعي التي من شأنها أن تسهم في حل ملف سد النهضة بما يراعي مصالح كافة الأطراف، وضرورة التوصل لاتفاق بهذا الشأن وفقا لمبادئ القانون الدولي وما نص عليه البيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر 2021.

وشدد المجلس على دعمه لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل الجهود لحل الصراع بما يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وثمن جهود الدول العربية لتحقيق المصالحة الوطنية لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ولمّ الشمل الفلسطيني، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف استهداف الوجود الفلسطيني في مدينة القدس، وطرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية، ومحاولات تغيير طابعها القانوني وتركيبتها السكانية والترتيبات الخاصة بالأماكن المقدسة الإسلامية، ومحاولات فرض السيادة الإسرائيلية عليها في مخالفة صريحة للقانون الدولي والقرارات الدولية والاتفاقات القائمة المبرمة بهذا الشأن.

 

 فى 24-6-2022
 


مثلت قمة قادة مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق، مع أمريكا فرصة للتأكيد على قوة علاقات هذه الدول الثلاث مع دول الخليج وفى نفس الوقت فإن الالتقاء بين زعامات الدول الثلاث مع الرئيس الأمريكى جو بايدن ينظر إليه باعتباره فرصة للتأكيد على قوة العلاقات بين هذه الدول والولايات المتحدة، وما سينتج عن تلك القمة سيكون مؤشرا لذلك،  كما تجيء فى مرحلة بالغة الأهمية والحساسية.


أهمية القمة ترجع إلى مواكبتها للحرب فى أوكرانيا وتداعياتها العالمية، وكان من الواضح أن الدول العربية المؤثرة لم تقف إلى جانب أى طرف من طرفى الصراع فى أوكرانيا، بل أعلنت رفضها الحرب واستعدادها للعب دور الوسيط من أجل إنهائها.

وكان لها تأثير خطير على امدادات العالم بالغذاء والحبوب، وارتفاع أسعار الطاقة، وهنا تميزت مصر ببعد نظر حينما سعت لإنشاء منتدى الغاز فى منطقة المتوسط عام 2019.


ولا شك أن تداعيات الحرب فى أوكرانيا مثلت دافعا مهما للزيارة الأولى للرئيس الأمريكى بايدن للمنطقة منذ توليه المنصب يناير من العام الماضى، والتى سيتم فيها عقد قمة مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج، والرئيس عبدالفتاح السيسى، وملك الأردن عبدالله الثانى، والرئيس ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى.


وأشار المراقبون إلى انه من المقرر أن يبحث بايدن خلال زيارته للمنطقة والسعودية  منتصف يوليو القادم، موضوعات تتعلق بأزمة الطاقة والعملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وأيضا الملف النووى الإيرانى والأمن السيبرانى والأمن الغذائى، كما ستركز على مجموعة من القضايا الراهنة فى المنطقة خاصة تعزيز التعاون الإقليمى والتكامل الاقتصادى ومشاريع البنية التحتية والمناخ وغيرها من المشاريع المشتركة.

بجانب الوضع فى اليمن بعد وقف إطلاق النار، وقال مسئول كبير فى البيت الأبيض فى 13 يونيو الحالى أنه خلال قمة دول مجلس التعاون الخليجى، سيناقش بايدن، بعض المبادرات المبتكرة جدًا التى تنفذها القيادة المركزية الأمريكية فى البحر الأحمر؛ والتكامل الاقتصادى ومشاريع البنية التحتية والمناخ المهمة حقًا والتى يتم تنفيذها عبر الحدود من قبل العواصم التى تتعاون مع بعضها البعض بطرق جديدة وواعدة.

20 ديسمبر 2022

 

أكد المشاركون في مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة أهمية آلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق والمشاريع الاقتصادية التي اتفق عليها في سياقها بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي بينهم، وكذلك أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق وخاصة في مجالات الربط الكهربائي والنقل وغيرها من المشاريع الإقليمية لتحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية وبناء الجسور مع الأسواق العالمية بما ينعكس إيجابا على المنطقة.

جاء ذلك في البيان الختامي لأعمال المؤتمر في دورته الثانية الذي استضافه الأردن في منطقة البحر الميت، اليوم الثلاثاء، حيث أكد البيان على دعم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون معه في قطاعات عديدة.


وأشار المشاركون إلى ضرورة استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى لمؤتمر بغداد والمضي في التعاون مع العراق لدعم أمنه واستقراره وسيادته وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلا لحل الخلافات الإقليمية، مؤكدين وقوفهم إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات بما ذلك تحدي الإرهاب، مجددين إدانتهم للتطرف والإرهاب بكل أشكاله.

وأعرب المشاركون عن دعمهم للعراق في جهوده لترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته وتلبية طموحات شعبه، وكذلك دعمهم للعراق لتحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون معه في قطاعات عديدة تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي والصحي والنقل ومشاريع البنية التحتية وحماية المناخ.

وقال المشاركون إن انعقاد المؤتمر في دورته الثانية يعكس الحرص على دعم دور العراق المركزي في توسعة التعاون الاقتصادي الإقليمي وبناء الجسور وتعزيز الحوار بما يسهم في جهود إنهاء التوترات، وبناء علاقات إقليمية بناءة تحقق النفع المشترك، مشيرين إلى أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار لحل الخلافات والتعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء.

وأكد البيان ضرورة تجاوز الأزمات الإقليمية والدولية من خلال تعاون إقليمي شامل ومقاربات ومعالجات اقتصادية وسياسية جادة وفاعلة تعكس المصالح المشتركة وتدعم العملية التنموية في العراق وتسهم في عملية التنمية الاقليمية، منوها بأهمية عقد الدورة الثالثة للمؤتمر بمشاركة عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية العام القادم على أن يتم تحديد مكان انعقادها وتاريخها بالتشاور بين المشاركين.

وثمنت الأردن المشاركة الفاعلة لقادة وممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في مؤتمر بغداد، والحرص الواضح على تعزيز التعاون في ضوء التحديات التي جعلت من العمل المشترك الممنهج ضرورة أكثر إلحاحا تفرضها المصالح المشتركة وسبيلا لتحقيق طموحات الشعوب في بناء مستقبل أفضل يسوده الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار.

وكان المشاركون في المؤتمر قد أعربوا عن شكرهم للمملكة الأردنية الهاشمية لاستضافة المؤتمر وحسن تنظيمه. كما ثمن الأردن والعراق دور الجمهورية الفرنسية التنسيقي في إطلاق مؤتمر بغداد ومشاركتها في دورتيه.

القمة المصرية الأردنية الفلسطينية

 

انطلقت، أمس الثلاثاء، أعمال القمة المصرية الأردنية الفلسطينية فى القاهرة، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بن الحسين، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس «أبومازن»، وهى القمة التى تأتى فى وقت بالغ الأهمية، فى إطار التنسيق والتعاون المصرى - الأردنى لبحث جهود السلام وتنسيق الجهود والتحركات لدعم القضية الفلسطينية، فى ظل التطورات الأخيرة، والتصعيد المتواصل من قِبل حكومة نتنياهو، الأمر الذى يلقى استنكاراً مصرياً أردنياً.

بداية الصفحة