تقارير

المصرية للأخبار بالجزائر تحاور الدكتور الباحث عبد القادر القدوري و سر القوة الناعمة للحراك الجزائري

كتب في : الخميس 26 سبتمبر 2019 - 9:28 مساءً بقلم : الإعلامية والباحثة الأكاديمية خولة خمري

في تصريحه لمراسلة المصرية للأخبار بالجزائر الدكتور الباحث عبد القادر القدوري: سر القوة الناعمة للحراك الجزائري هو اتخاذ الشعب لشعار سلمية سلمية التي علمت الشعوب معنى حب الوطن..

حاورته الإعلامية والباحثة الأكاديمية خولة خمري.

[email protected]

 

أهلا ومرحبا بك معنا دكتور.

مرحبا .

        

بداية: كيف يقدم لنا الأستاذعبد القادر قدوري نفسه؟ وخلاصة ما عاشه من تجارب وتنقلات فكرية بين الحركات الفكرية للقراء والمتابعين؟

تحية طيبة و بعد : اشتغلت مهنة التدريس لمادة العلوم الطبيعية في الطور المتوسط منذ كان عمري 22سنة بعد ما تخرجت من المعهد التكنولوجي للتربية سنة1997 بشهادة الكفاءة الأستاذية لمادة العلوم الطبيعية ، حيث قدمت الاستقالة سنة 2017 بعد ما نجحت في مسابقة التوظيف بجامعة الأغواط ، حيث عينت أستاذا بقسم علوم الإعلام و الاتصال ، كون أنني مختص في علم الاجتماع الاتصال ، كما لي عدة مشاركات و منشورات وطنية و دولية ، ابرزها دراسة بسيطة حول دور المدرسة الجزائرية في التنشئة الديمقراطية الذي نشرته مجلة العلوم الاجتماعية ببرلين.كما لي عمل بسيط معروض للنشر حول دور التنشئة الروحية في عملية التواصل الديني. 

 

_ تعيش الدولة الجزائرية هذه الأيام حراكا شعبيا ونخبويا كبيرا ما قراءتك الثقافية والفلسفية لهذا التحول الكبير الذي يشهده وعي المجتمع الجزائري؟.

صحيح أن المجتمع الجزائري يعيش كل يوم جمعة وابتداءا من جمعة 22فبراير حراكا شعبيا واسعا من شرقه إلى غربه و من شماله إلى جنوبه ، و ليوم الجمعة دلالة دينية فهو يوم مقدس عند المسلمين ، ففيه يجتمعون في المساجد لأداء صلاة الجمعة ، ليخرجون مباشرة إلى الساحات العمومية وهم مشحونون بالقوة و الإرادة و الإيمان، و الحب و السلام  من أجل التغيير..من أجل غذ أحسن ..من أجل جزائر أفضل ، كما أنني لا أتنكر للجمهور القليل الذي يأتي من الأوساط العمومية و المنازل لينتظر بالقرب من بوابات مساجد الجمعة للالتحاق بالركب ، و الكل يدٌ واحدة بيضاء للناظرين.. مرددين سلمية ..سلمية ..و هنا سر القوة الناعمة الحراك الشعبي ، نعم قوة سحبت الكرسي من تحت من جلس عليه 20سنة و بلطف... كان ذلك لأن المجتمع الإنساني بصفة عامة و بفطرته يسعى لإيجاد التوازن إذا ما حدث خللا في تنظيم شؤون الناس ، تماما كمجتمع النحل. 

 

_ أبانت الحركة الطلابية بالجزائر في ظل الحراك على وعي وطني كبير هل يمكن مقارنة ثورة الطلاب بالجزائر هذه الأيام بثورة طلاب فرنسا سنة 1968م التي غيرت مجرى أوروبا كاملة؟.

في اعتقادي لا يمكن المقارنة هنا ، لأن الحراك الشعبي الجزائري نابع من الجزائريين و من الجزائر العميقة ، من شعب أحس بالمسؤولية لتغيير الوضع الذي طغى فيه بعض العباد في البلاد، فصب عليهم الشعب كل يوم جمعة "عنف عذب" لا عذاب .و كان له ذلك لمشروعية مطالبه من جهة و لمرافقة جيشه له من جهة ثانية.

_أما الثورة الطلابية في فرنساسنة 68 كانت بإيعاز من الخارج من أمريكا كنظام اقتصادي دولي جديد بعد انهيار البنية التحتية  لأوربا. كيف ذلك ؟

 أقيم بفندق  مونت بواشنطن ، اتفاقية "بريتونوودز" سنة 1944 أي عشية نهاية الحرب العالمية الثانية التي تنص على أن كل 35 دولار أمريكي يقابل 1 أونس من الذهب ، و ذلك من أجل اعمار أوربا التي أنهكتها الحرب.و بناء نظام إقتصادي عالمي أحادي أمريكي جديد مهيمن و نشأ عنه بعد ذلك الصندوق النقدي الدولي (IFM)، مصاص دماء و بترول الدول التي كانت تسعى للنمو.و القصة طويلة ، فرئيس فرنسا "ديغول" فطن لخبث أمريكا ، لأنه رأى أنها تطبع الدولار بشكل هستيري و بدون مقابل من تغطية الذهب لديها ، و كل دول العالم تتعامل بالدولار من أجل البترول بيعا أو شراءا.فديغول فَطنَ و فهم أن الدولار يحمل حقيقة وهمية لا كحقيقة الذهب ، و راح ينشر الوعي بين رؤساء العلم و رجال الأعمال و كبار رجال إقتصاد العالم ، الأمر الذي دفع بأمريكا تحريك الطلاب و النقابيين و الموظفين و العمال، ضده و سميت بالثورة الثقافية التي وضعته أمام مأزق حقيقي حيث انسحب تماما من السياسة في أفريل 1969.أما الحراك الشعبي الجزائري حراك ذاتي الإرادة و القوة و الإيمان، فهو نابع من ارتفاع منسوب الوعي بين الجزائريين الذي كان يترقب منذ "اختطاف" العهدة الثالثة أي منذ 2009 حيث ربت خميرة الحراك خلال 10 سنوات، فتعسر على " العصابة" القضاء عليها، واقتنع الجيش نهج المرافقة فكان اختياره حكيما و مُحبا، كما لا ننسى فضل تكنلوجيا الإعلام و الاتصال و النخبة المثقفة من أساتذة و طلاب و أطباء و مهندسين و صيادلة و قدامى المجاهدين في نجاح الحراك الشعبي السلمي و الذي حمل عنفوانا هادئا و لطيفا

 

_ تنامي وبروز النعرات العرقية والقبلية ومصطلح الهوية داخل الحراك في هذا الوقت بالذات اليس مؤشرا خطيرا لاختراق الحراك وهل يمكن لاطراف تصطاد في المياه العكرة ان تتسبب في الانفلات الأمني بالبلاد ؟

كل الثورات في العالم كيف ما كانت حالها سلمية أو غير سلمية ، معرضة للاختراق أو الإختطاف. و لحد الآن الحراك الشعبي الجزائري في تقديري في السكة الصحيحة.رغم التشويش الذي طاله.

للحركات الاجتماعية دور كبير في الفعل الحضاري والتغيير ...تحدثت عن الحركات الاجتماعية وعلاقاتها بالاحتجاجات والثورات العربية الأخيرة وتأثيرها على الشباب العربي وقضاياه، كيف تقرأون المشهد كباحث من باحثي الاجتماع العرب؟

الذي ميّز الحراك الشعبي الجزائري هو التحرّك و النشاط السلمي للجماعات الضاغطة من جمعيات و منظمات طلابية و نقابات عمالية، بما فيها نقابة المحامين و نادي القضاة و نقابة الأساتذة في كل الأطوار ، و التي أعطت للحراك الصبغة العلمية و القانونية ، فالسياسة المعاصرة تتطلب الاحتجاجات و المسيرات و التظاهرات و جمع التوقيعات قصد التأثير في السلطة أو الحكومة ،و من أجل التغيّر الاجتماعي،و كلها أساليب مهمة لتحقيق مصالح و مطالب الناس، و بالتي يبدو في الأفق الجزائري تغيّر اجتماعي سببه الشعب الجزائري و ليس النخب الحاكمة. أو كما أصبحت تُسمى "العصابة"، و هذه المقاربة تناولها "هانكجونستون" في كتابه الموسوم بــــــــ "الدول والحركات الاجتماعية" الصادرة ترجمته عن المركز القومي للترجمة في القاهرة(2017 )لأحمد زايد.

 

 

 

 

_زادت معدلات الطلاق على المستوى العالمي بعامة، والعربي بخاصة، ومصر على الخصوص باحتلالها المركز الأول عربيًا، وقد كان لاستخدام المرأة للإنترنت عاملًا هامًا في الإحصائيات المرصودة في أمريكا، ومن الدول العربية الخليجية “الكويت”، وهو ما ساهم في تسريع عجلة الانفصال. فكيف يرصد هذا عالم الاجتماع الدكتور عبد القادر قدوري؟

كل اختراع بشري إلا و يكون ذو حدّين على الأقل، لأن عمل الإنسان و اختراعاتهو اكتشافاته نسبية في الخيرية و المنفعة ، و من جملة هذه الإختراعات ، عالم الكومبيوتر و الإتصال الرقمي ، حيث تشكل ما يسمى بالإتصال الجماهيري الشخصي على حد قول "ميقري إريك"، فتكون فضاء عمومي إفتراضي خاص للأشخاص ، وجدوا فيها نوعا من الحرية و الخُفية ، فتجلت في الوسط الرقمي الإفتراضي مكبوتات النفس و شهواتها ، لا سيما تلك المتعلقة بالجريمة والجنس ، و لتعدد الأسباب و المبرارات في  باب الجنس ظهر ما يسمى بالإنحرافات الجنسية الإفتراضية و الخيانة الزوجية الإكترونية، فكلها تبدو للمستعمل اكتشاف جديد و فسحة لاتباع الهوي  فوقع المحظور . كما لا يمكن لنا أن نتنكر لفضل التواصل الإفتراضي في بناء أسر جادة و محترمة .

 

_أصبحت المجتمعات العربية اليوم تلجأ للدراما التركية بشكل ملفت للانتباه فهل أصبحت الدراما التركية تلبي حاجاته العاطفية التي فشلت الدراما العربية في معالجتها ما تعليقكم؟ أم أن ذلك إحدى وسائل القوة الناعمة التركية التي تمكنت من خلالها السيطرة على ذهن المجتمعات العربية؟.

تركيا منذ سنة2002 عرفت تطورات عدة و في جل المجالات إن لم نقل كلها، و من بين هذه المجالات" الدراما "حيث أصبحت تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد أمريكا بحيث وصل إصدارها الدرامي إلى أكثر من  140 دولة  نهاية سنة 2016، و كما يأكد علماء السياسة مثل الأمريكي "جوزيف ناي"  و التركية "بلين أوزقان"، أن للدراما "قوة ناعمة" و هي القوة الهادئة و اللطيفة من اجل الإقناع و الجذب دون إكراه، ونلاحظ اليوم أن الدولة التركية تمارس هذا بسلاسة و تفوق ،من أجل لفت انتباه المواطن العربي خصوصا و الأعجمي عموما و جذبه ثقافيا و اقتصاديا و اجتماعياو سياحيا ، وذلك كله من أجل التعاطف مع سياستها الداخلية و الدولية. كما تعاطف الشعب العربي مع تركيا في انقلاب2016.و هكذا بدأت السياسة التركية  خلال عقدين من الزمن تنتشر شيئا فشيئا إقليميا و دوليا.

_ المفكر صمويل هنغتون يحذر الغرب من تبعات اتحاد بلاد العم كنفوشيوس مع بلدان العالم الإسلامي كخبير وباحث أكاديمي عما ينم هذا الخوف الغربي من هذا الاتحاد وما قراءتكم الفكرية والسياسية لنمو هذه العلاقة ؟.

في الحقيقة جاءت مقاربة الصهيوني صمويل هنتوغتون "صدام الحضارات" لتنتزع إضاءة مقاربة فوكوياما الموسومة بـــ" نهاية التاريخ ،التي قرر فيها فوكوياما أن الصراع سينتهي للنظام الليبرالي الحضاري الأمريكي ، و الموت المحتوم للنظام الإشتراكي ، و بالتالي الإنفراد بالعالم إقتصاديا و عسكريا من قبل الليبراليين الجدد ، فصمويل نشر ورقته البحثية في مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية سنة 1993 (المقربة من دوائر صنع القرار في أمريكا) ليتنبأ بحدوث تصادم - على الأقل-بين  ثلاث حضارات كبرى هي الحضارة الإسلامية و الغربية و الصينية، حيث يعتقد صمويل أن كل الحضارات ستنصهر تحت لواء الحضارة الغربية الأمريكية بما فيها الأوربية و أمريكا اللاتينة و الهندية، إلا الحضارة الإسلامية و الكونفوشيوسية اللتان تسعيان دائما في اعتقاده إلى التحديث و العصرنة و في نفس الوقت ترفض الأنموذج الغربي ، و هنا يحدث الصراع. لكن لو نقف على مسافة من هذه المقاربة لقلنا أن المستقبل للأحرار ، المستقبل للأذكياء.

 

 

_تمارس الدوائر السياسية العربية نوعا من التعسف على نتائج الدراسات في علم الاجتماع لتغيير نتائج تلك الدراسات  لكي لا تشكل ضغطا جماهيريا على السلطة الحاكمة ما قراءتكم لهذا؟ وهل يمكن القول أنالإستبانة تعتبر معيارا دقيقا في دراسات علم الاجتماع؟

أغلب الدراسات -للأسف -يُوضع لها تصور لنتائجها ، ثم يذهب الباحث ليبرر هذه النتائج بأثر رجعي و بشتى الطرق ،لهذا السبب ( و أخرى) لا نجد منتجات معرفية و علمية للدراسات في العالم العربي إلا ما ندر ، أما في ما يخص الإستبيان كمعيار دقيق و في نتائج الدراسات في العلوم الاجتماعية و الإنسانية عند العرب ، بملإ الفم : لا، لأن ظروف الدراسة قاسية و فيها معاناة للباحث أو حتى مركز البحث أو مخابر البحث و تقل الحرية فيها أيضا  ، كما الظروف المالية و البيئية و السياسية ..الخ لها تأثيرها السلبي في تدبيب المعرفة.

 

_ فكرة المهدي المنتظر ظاهرة منتشرة في الأديان السماوية ما قراءتكم لتحول هذه الفكرة إلى مطية للتكاسل عن فعل التغيير بالوطن العربي دون باقي الشعوب؟.

ربما سأكون صريحا لأول مرة أمام الجمهور أني لا أومن بالمهتدى المنتظر لا بالصيغة الإسلامية ،و لا الصيغة  المسيحية ، لأنه ببساطة كيف لقضية دينية  محورية و مصيرية عند الناس و لم يتناولها القرآن الكريم لا من بعيد و لا من قريب، فكل القضايا المصيرية التي تهم الإنسان من ولادته إلى خلافته في الأرض إلى موته إلى يوم القيامة تناولها القرآن الكريم و شرحها الرسول الكريم ، أما المهدي المنتظر "المزعوم"لم يذكر إلا  في أحاديث منسوبة للنبي الكريم ،كُتبت بعد قرنين من الزمان بعد الرسول الكريم (صلى الله عليه و سلم) لا ندري صحت أما لا.

 

_بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 تم الإعلان من أمريكا عن جعل تلك السنة سنة للتعايش و الحوار بين الأديان ..لكن الواقع أدى إلى عكس ذلك فشاهدنا  ضرب العراق وغيرها ما تحليلكم لذلك؟.

باختصار :ضرب العراق و تدميره و شنق رئيسه،  له علاقة بقرار و توعد الرئيس الشهيد صدام حسين ببيع البترول  باليورو بدل الدولار ، و هنا جن جنون أمريكا ، و ما أسلحة الدمار الشامل إلا ذريعة واهية بالنسبة للمتتبعين..لأن أمريكا تعلم مسبقا لو وَجد العالم عملة أخرى بديلة عن الدولار لتداول المبيعات العالمية كالبترول و الغاز و الذهب، لانهارت أمريكا، فانهيار أمريكا في اعتقادي مرتبط بانهيار دولارها كعملة عالمية في السوق العالمي.

 

انتشار دعوات تجديد الخطاب الديني تطالب به العديد من الدول الغربية ..إذا كنا فعلا بحاجة لذلك فلماذا الاقتصار على الخطاب الديني الإسلامي فقط دون المسيحي في منطقتنا العربية ؟

أي خطاب ديني متجدد سواء كان إسلاميا أو مسيحيا أو أيا كان ،  لا يتوافق مع الفطرة الإنسانية النقية، و المنطيقة ،والعقل السليم و الصريح، و  شروط البيئة المعاصرة ، يحمل في طياته اندثاره.

 

_ تاريخ العالم العربي والإسلامي يعج بالعديد من المغالطات التاريخية وحتى الدينية منها لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا ارتبط ظهور هذه المغالطات بالفكر الاستشراقي بالذات ما قراءتكم لذلك؟.

لأن الفكر الإستشراقي فكر متحرر،يعتمد على العقل المحظ و التجربة الحسية ، و لا يقدس النصوص الدينية و يطعن فيها بمجرد إمعان العقل و التفكير و المقارنة بأنواعها، لأنه أصاب في جزيئيات قليلة مرتبط بالمجهودات البشرية المنسوبة للدين الإسلامي كالتاريخ المزيف و الأحاديث المكذوبة ، و استطاع أن يخترق بهذا العقول الهشة ، لكن أمام النص القرآني الكريم وجد الفكر الإستشراقي صلابة و علما و حقائقا معجزة و مدهشة  أدت ببعضهم إلى اعتناق الإسلام مثل جوهن لويس بوركهارت السويسري، و فريتسكرنكوف الألماني الأصل، و الحبل على الجرار.

 

_ الحركة الثقافية العربية تشهد تهافتا كبيرا على منجزات الثقافة الغربية لكن يشوب تلك العملية حركة انبهار بل وتلقي دون غربلة أو مراعاة للخصوصيات الحضارية والثقافية التي أوجدت تلك النظريات ما قراءتكم لذلك؟.

لا ننكر الفجوة المعرفية و الرقمية بيننا و بين الغرب ، بل هناك أشياء و تكنولوجيات و معارف لا تكاد تُصدق ،فالمنتجات الغربية لا تنفك عن هوية الإنسان الغربي ، و هذا معقول و طبيعي ، لكن المشكل في اعتقادي  ليس في استهلاك الماديات و الآلات و المخترعات و الأدوية  المذللة لصعاب الحياة ، و إنما في المنتجات المعرفية المرتبطة بتنظيم شؤون الناس ، أقصد السياسة و الأخلاق و الاجتماع ، هنا مربط الفرص و هنا يحدث الصدام الذي تحدث عنه صمويل هونتوغتون. .....

 

 

_ما مدى قدرة علماء الاجتماع العرب على إيجاد نظرية عربيةأصيلة في علم الاجتماع تمتاح من النظريات الغربية ومصطلحاتها وكذا التراث العربي الأصيل من خلال كتابات رواد النقد علم الاجتماعالعرب أمثال عبد الرحمن ابن خلدون وغيره؟.

الإستفاذة من الخبرة الإنسانية من أي جهة كانت ، حتى تلك التي نختلف معها في العقيدة ، أمر جميل ، و محبب، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ، و ذلك من أجل بناء خبرة إنسانية أرقى ، فالعلم تراكمي و المعرفة تراكيمة و الخبرة الإنسانية كذلك ، فلا ضير أن نعيش بعقلية الأسرة العالمية " الكوسموبوليتية " كنزعة ترمي إلى التحرر من الأحقاد القومية.

_هل بالإمكان إيجاد نوع من المقاربات التّثاقفية الجديدة الجامعة بين الثّقافتين العربية والغربية لحل الجدل الدائر بين بنية المجتمعات الشرقية والغربية من خلال تشاكل ثقافي كوني جديد بعيدًا عن سلطة المركزية الغربية؟.

لا يمكن أن نصل إلى المقاربة الجامعة بين العرب و الغرب إلا إذا تخلّت كل منها على الأنانية وحب الذات و العصبية ،و احتكار معرفة الحقيقة ،و الاحتكام للعقل الصريح و المنطق السليم،  و مادام القوة في يد "غير العادل" لا يكون الأمان و الأمن في العالم ...يأبت استجره إن خير ما استجرت القوي الأمين...الآية..

           

_دكتور في نهاية حوارنا الشيق هذا، نطرح عليكم سؤالا أخيرا وهو ماهو تصوركم لواقع ثقافة العيش المشترك بالوطن العربي بعد خمسون سنة؟.

ثقافة العيش المشترك هي ثقافة مفخخة ، ما لم تحتكم للقانون و سلطان العدل .

 

_ كلمة أخيرة تعبر فيها عما يجول بخاطرك وما تود قوله للجمهور والمتتبعين ؟

المستقبل للنبهاء المستقبل للأذكياء ، المستقبل للمجتهدين ، المستقبل للذي يقرأ كل شيئ

بداية الصفحة