العالم العربى

التحالف العربي.. ولجم الأطماع الإيرانية في المنطقة

كتب في : الاثنين 26 مارس 2018 - 12:44 صباحاً بقلم : نورا محمد فرج

بدأت إيران نهج التوسع العقائدي والطائفي، منذ سيطرة نظام الخميني على مقاليد السلطة في البلاد، سنة 1979، وعملت طهران، من ذلك الحين، على تصدير ما تصفها بـ"الثورة" إلى الخارج.

 

وشكلت الجزيرة العربية نقطة اهتمام القيادة الإيرانية الجديدة، فشرعت في محاولات زعزعة استقرارها سواء في البحرين أو الكويت أو المملكة العربية السعودية.

 

وبعد عقود من تنفيذ هذه السياسة التوسعية، نجحت إيران في السيطرة على العراق وسوريا ولبنان، إما بشكل مباشر، أو عن طريق وكلائها كحزب الله في لبنان.

 

وتبعا لذلك، بدأت أولى محاولات التطويق من الشمال، لكن الخطة الإيرانية لتطويق المنطقة لم تكن لتكتمل بدون جبهة جنوبية.

 

استغلت إيران مليشيات الحوثي، وتلاعبت بعقولهم طائفيا وعقائديا، وعملت على تسليحهم وتمويلهم. وفي خريف عام 2014، هبت رياح السموم على صنعاء، إذ خرج الحوثيون عن الإجماع اليمني، واجتاحت ميليشياتهم العاصمة.

 

وانقلبت مليشيات الحوثي الإيرانية على الحكومة الشرعية، ونقضت اتفاق السلم والشراكة ومخرجات الحوار الوطني.

 

وبعد استيلائهم على مؤسسات الدولة ومعسكرات الجيش والأسلحة والذخيرة، انطلق الحوثيون من صنعاء باتجاه المحافظات اليمنية الأخرى.

 

وكشف الحوثيون سريعا عن أطماعهم، وأصدروا ما أسموه بالإعلان الدستوري في فبراير عام 2015، وحلوا البرلمان، واستبدلوه بما سموها "لجانا ثورية".

 

عقب ذلك شكل الحوثيون ما سموه مجلسا وطنيا، ومجلسا رئاسيا من خمسة أعضاء بقيادة محمد علي الحوثي، وهو ما تم رفضه محليا ودوليا.

 

احتجز الحوثيون الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي، قبل أن يتمكن من الخروج من صنعاء إلى عدن التي أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد.

 

التحالف..إعادة الأمور إلى نصابها

 

في خضم ما حصل، لم تكن المملكة العربية السعودية ودول الخليج لتسلم بالأمر الواقع، لاسيما بعدما بات واضحا أن عصر الحوار قد انتهى خاصة وأن الأمر يتعلق هنا بأمن المنطقة العربية الإقليمي ونموها ورخائها الاقتصادي.

 

بموجب التحرك، تشكل التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، استجابة لنداء القيادة الشرعية في اليمن للتصدي للانقلاب.

 

ودشن التحالف العربي في 25 مارس عام 2015، عملية عاصة الحزم، وكانت أهداف التحالف واضحة منذ اليوم الأول: تمكين القيادة الشرعية من ممارسة مهامها، و دحر ميليشيات الحوثي ومنعها، ومن ورائها إيران، من الهيمنة على اليمن، والتحول لخطر مماثل لما يشكله حزب الله اللبناني.

 

ولم يكن من الصدفة أن يتزامن انقلاب الحوثيين في اليمن مع تمدد داعش في سوريا والعراق، وعودة الحياة لنشاط تنظيم القاعدة في اليمن، فالدور الإيراني كان واضحا في توزيع الأدوار على الخريطة، ضمن مخطط توسعي لخنق المنطقة وحصارها.

 

وتصدى التحالف العربي للمخاطر على أكثر من جبهة في اليمن على مدار سنوات. وموازاة مع الجهد المبذول على جبهات القتال، بذل التحالف جهدا مماثلا في تأمين أوراح المدنيين وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني.

 

وبعد مرور ثلاث سنوات على انطلاق العمليات، نجح التحالف العربي في استرجاع أكثر من 85 في المئة من مساحة اليمن من أيدي الميليشيات الحوثية، وتقف قوات الشرعية حاليا على أعتاب معقل الحوثيين في صعدة.

بداية الصفحة