العالم العربى

طبول الحرب تدق فى غزة بعد اغتيال قيادى فى 'الجهاد الإسلامى'

كتب في : الأربعاء 13 نوفمبر 2019 - 12:17 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

فى تصعيد ينذر بنشوب جولة حرب جديدة بين تل أبيب وفصائل المقاومة فى قطاع غزة المحاصر، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلى، بهاء أبوالعطا، القيادى فى «سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة «الجهاد الإسلامى» الفلسطينية، فى قصف شنته، فجر اليوم، على منزله فى حى «الشجاعية» شرق قطاع غزة المحاصر ما أدى لاستشهاد زوجته أيضًا.

وأعلن مكتب بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، عن أن عملية الاغتيال تمت بمصادقة «نتنياهو» شخصيًا بعد الحصول على موافقة من المجلس الوزارى الأمنى المصغر «الكابينت»، بعد اجتماع مطول استمر أكثر من ٣ ساعات.
وقال «نتنياهو»، عقب الاجتماع، فى بيان مشترك مع أفيف كوخافى، رئيس أركان جيش الاحتلال: «الكابينت وافق على عملية اغتيال أبوالعطا منذ ١٠ أيام»، واصفًا القيادى فى «الجهاد الإسلامى» بأنه كان يعد «قنبلة موقوتة بالنسبة لتل أبيب».
وأضاف: «استهدفنا أبوالعطا وهو قائد كبير فى الجهاد الإسلامى، وكان مسئولًا عن العديد من عمليات إطلاق الصواريخ من غزة تجاه مدن الغلاف، وينوى تنفيذ عمليات فورية».
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى عن رصد ١٦٠ عملية إطلاق صاروخى من غزة، ردًا على عملية الاغتيال، مشيرًا إلى أن منظومة «القبة الحديدية» الصاروخية حاولت اعتراض تلك الصواريخ، لكنها لم تنجح.
وشن سلاح الجو بجيش الاحتلال عدة غارات تجاه أهداف تابعة للمقاومة فى غزة، بينما سمع دوى صافرات الإنذار داخل العديد من مستوطنات الغلاف، جراء رد المقاومة بإطلاق الصواريخ تجاهها، حتى وصلت إلى منطقة «غوش دان» فى تل أبيب، وقرب مستوطنة «أشدود»، وتضرر منزل بشكل مباشر داخل مستوطنة «نتيفوت».
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة عن استشهاد ٥ فلسطينيين، منهم اثنان فى غارة إسرائيلية استهدفت فرقة تابعة للمقاومة، وإصابة ٣٠ آخرين، فيما قالت هيئة الهلال الأحمر لدى الاحتلال إنه هناك ٢٩ مصابًا بين المستوطنين، منهم ١٦ بجروح جراء الصواريخ، و١٣ بنوبات هلع.
وأعلنت سلطات الاحتلال عن سريان حالة الطوارئ، وتعطيل العمل والدراسة فى العديد من مستوطنات الغلاف، بالإضافة إلى فتح الملاجئ، كما أغلقت البنوك الإسرائيلية جميع فروعها داخل الأراضى المحتلة، وكذلك إغلاق المحلات الكبرى، خشية وصول صواريخ المقاومة إليها، وأمرت السلطات العسكرية بإغلاق البحر بشكل كامل فى غزة.
فى المقابل، أكد زياد النخالة، الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامى»، أن الأوضاع تتجه إلى حرب شاملة، وأن «نتنياهو» تعدى كل الخطوط الحمراء بعملية اغتيال «أبوالعطا»، مشددًا على أن المقاومة، خاصة «سرايا القدس»، سترد بقوة.
وذكرت «سرايا القدس»، فى بيان، أن «أبوالعطا» هو أحد أبرز أعضاء مجلسها العسكرى، وقائد المنطقة الشمالية، مشيرة إلى أن الرد على عملية اغتياله سيكون بحجم جريمة الاحتلال، وأن تل أبيب تتحمل نتائج هذا العدوان.
وقال مصعب البريم، المتحدث باسم «الجهاد الإسلامى»، إنه لا حديث عن أى وساطات من أجل التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلى، مشيرًا إلى أن الحركة تقدر وتحترم تلك الجهود، لكن من المبكر الحديث عن تهدئة، حسبما نشرت صحيفة «دنيا الوطن» الفلسطينية.
وأوضح: «الأولوية للرد عبر الميدان، والأذرع العسكرية جاهزة لهذا الرد فى ظل الحرب المفتوحة من جانب الاحتلال تجاه الشعب الفلسطينى». فيما قال خالد البطش، عضو المكتب السياسى للحركة، إن «سرايا القدس» فى جعبتها الكثير لتحمى به المقاومة ومشروعها، مضيفًا، خلال مراسم تشييع جنازة «أبوالعطا»: «المقاومة ستثأر وستلقن العدو درسًا قاسيًا ولا حسابات ستمنع الرد على الجريمة، وستبقى معركتنا مع الاحتلال مفتوحة على كل الاحتمالات، ولن نسمح للاحتلال بتغيير القواعد، وسيدفع العدو الإسرائيلى ثمن جريمته غاليًا».
فى السياق ذاته، حمّلت حركة «حماس» الفلسطينية الاحتلال كل التبعات المترتبة على تصعيده الأخير، والاستهداف الخطير ضد أحد قادة المقاومة، مشيرة إلى أن جريمة اغتيال «أبوالعطا» لن تمر دون عقاب.
وأضافت: «نحن فى حالة استنفار وانعقاد دائم لبحث سبل مزيدة للرد المناسب، والرد الأولى للمقاومة هو رسالة واضحة بأن دماء الشهداء لن تضيع، ونثق فى أن وحدة صف المقاومة وكلمتها وجهدها هو الضمان الأساسى لردع الاحتلال وتلقينه الدرس القاسى، وجعله يندم على ارتكابه هذه الجريمة».

بداية الصفحة