ثقافه وفنون

الأسطورة الفنان الراحل الخالد بإبداعاته الفنية عبد الصادق اشقارة يُكرم بالديار الكندية.

كتب في : الأربعاء 11 مايو 2022 - 11:49 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

الموسيقى لا تعترف بالحدود ولا بالصراعات السياسية ولا بالتأشيرات، تُخلق في سماء الإبداع والدوق الرفيع،رجل وليس كسائر الرجال فنان من الدرجة الرفيعة، رجل المواقف الصعبة ورجل الخير والإنسانية، لن أنسى معاملته معي مان دائماً يلبي دعوتي في اي حفل خيري إنساني لا يطلب المُقابل بل يُدخل الفرحة والسرور على الحاضرين عشنا معه أيام العز والفن الراقي كان سفيراً للموسيقى الأندلسية والروحية والأغنية التطوانية عرف بمسقط رأسه في العالم وكان رحمه الله يفتخر ويعتز بمدينته ومعبودته تطوان العريقة. 

هذه  الشخصية الفذة تستحق التكريم كل سنة في كل دول العالم لانها شخصية عالمية جعلت من الموسيقى وسيلة لنشر ثقافة المحبة والسلام والتعايش والتسامح وتقارب الشعوب. 

لقد تالقت الروح الطاهرة للأسطورة الفنان الراحل عبد ادصادق شقارة بالديار الكندية بتكريمه والافتخار والاعتزاز للجالية المغربية المقيمة بكندا بهذا الموسيقار الفنان المبدع الذي ترك لنا ثروة فتية خالدة من أغاني وطنية إنسانية دينية صوفية،ويرجع الفضل في هذه المبادرة المميزة إلى إبن  أخيه الفنان المقتدر جلال شقارة الحامل للرسالة الفنية التي تقوم بنشر ثقافة المحبة والسلام وحب الأوطان من خلال الأغاني الخالدة للفنان المايسترو المرحوم عبد ادصادق شقارة. 

ولد الفنان عبد الصادق شقارة – Abdsadek Chkara عام 1931 بمدينة تطوان شمال المملكة المغرب؜ية،  وتحديداً بحي الجامع الكبير،بالمدينة العتيقة وكانت يفاعته الفنية تزدان وتكبر في زنقة الدويقة .، في مدينة تطوان قضى معظم أيام حياته، إلى أن وافته المنية مساء يوم السبت 30 أكتوبر 1998.

نشأ في أسرة الفن والمديح والسماع. أمه  للا السعدية حفيدة السيد محمد الحراق، وأبوه السيد أحمد  شقارة، الذي كان أستاذاً بالمعهد الموسيقي بتطوان. حفظ القران الكريم في الكتاب (المسيد) ودرس بالمدرسة الخيرية، ثم بالمدرسة الأهلية.

وكانت بدايته الفنية من داخل بيته على يد والده، ثم بعد ذلك جاء دور الزاوية «الحراقية» التي أثرت بشكل كبير في مسيرته، حيث تلقى فيها تكويناً جيداً في أصول المديح والموسيقى الأندلسية والعزف على الكمان، وكانت شخصية الشيخ سيدي عرفة الحراق، شيخ الزاوية من أكثر الشخصيات، التي اجتذبت فكره واهتمامه لدرجة أنه لما التقاه وتعرف عليه أصبح يعتبره بمثابة الأب الروحي، وهو الذي أهداه أول عود تمكن شقارة من العزف عليه دون علم والده.

من أهم محطات في المسيرة الفنية للفنان عبد الصادق شقارة، للتحاقه بالمعهد الموسيقي بتطوان عام 1947، ليتتلمذ على أيدي ثلة من أساتذة الموسيقى المعروفين في ذلك الوقت، أمثال العياشي الوراكلي، ومحمد العربي التمسماني، والعربي الغازي، وعبد السلام الدريدب.

وكانت للقاءاته سنة 1949 برواد الموسيقى الأندلسية في فاس، ثم في الرباط أهمية خاصة جعلته يتعرف ويستوعب قواعد هذا الفن من أسماء كبيرة كالحاج مصطفى اكديرة، قبل أن يلتقي بهرم التراث الأندلسي مولاي أحمد الوكيلي في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.

وتعتبر أغنية “الحبيبة جرحتني” التي افتتح بها مسرح محمد الخامس، وبحضور عاهل المملكة آنداك عام 1957 الانطلاقة الموسومة بالشهرة الخالدة للفنان عبد الصادق شقارة، وقد أنشأ عبد الصادق شقارة مع مجموعة من الموسيقيين التطوانيين جوق المعهد الموسيقي لتطوان، الذي ساهم في إغناء المشهد الثقافي المغربي بتقديم موسيقى أصيلة لجمهور كان متعطشاً يومها للفن، ومولعا بالموسيقى التراثية الرفيعة. كما انضم إلى المجلس المصغر للملحنين سنة 1961 فشارك في تسجيل النوبات الإحدى عشرة للموسيقى الأندلسية، وفي سنة 1978 عين حارساً عاماً للمعهد الموسيقي بتطوان، الذي كان يديره الراحل  الأستاذ محمد العربي التمسماني.

وما ميز الفنان  عبد الصادق شقارة هو تطويره للموروث الغنائي في تطوان، وبالأخص البراويل والحضرة والطقطوقة ، بالإضافة إلى الأغاني التي استمدها من القصائد الجزائرية، التي جاءت بها بعض عائلات هذا البلد التي اختارت الإقامة في تطوان.

استطاع الفنان الراحل عبد الصادق شقارة بفضل مواهبه الفنية أن يتبوأ مكانة مرموقة بين رواد الموسيقى العربية خلال العقود الماضية، إذ استطاع بذكائه وحسه الموسيقي العالي أن يجعل راقصات الفلامنكو يتهادين على أنغام الموسيقى الأندلسية، ودفع الراقصة العالمية “كلارا” بأن ترتدي القفطان المغربي، وتوقع خطوات ملؤها الإيقاع والجمال، كما لم ينس تطوير الأغنية الشعبية المغربية، من خلال رائعته “الحبيبة وجرحتيني”. وعمل على الانفتاح على موسيقى البحر الأبيض المتوسط، خصوصاً الفن الموسيقي الإسباني، وكأنه كان يسعى لإعادة الروابط والأواصر مع الأندلس مان رحمه الله سابق لعصره.

وقد أبدى الفنان الراحل  عبد الصادق شقارة جهداً كبيراً في المزج بين الموسيقى الأندلسية وموسيقى الفلامنكو، من خلال مشاركاته مع فنانين وأساتذة إسبان أمثال   Enrique Morientes  في مهرجان Huesca ، وشارك أيضاً مع ابنة موريانتيس التي غنت معه “حبك القمر بكمالو”، ولم يفت شقارة المشاركة مع فنانين دوليين آخرين، مثل الموسيقار البريطاني عازف البيانو الشهير "مايكل نيمان" ، في الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام السينمائية، منها فيلم “البيانو” الحائز على الأوسكار، كما زاوج سنة 1982 بين الغناء الشعبي الجبلي والفلامنكو، ما يؤكد أن الفن المغربي والفن الأندلسي كانا وسيظلان وجهين لواقع ثقافي وحضاري مشترك.
فرحم الله هذا الفنان الإنسان الأسطورة عبد الصادق اشقارة رحمه الله.

بداية الصفحة