كتاب وآراء

الا نعيش حاليا فتنة التطرف والتطرف المضاد؟

كتب في : الجمعة 24 يونيو 2016 بقلم : د / رضا عبد السلام

بالفعل نحن نعيش في زمن غريب جدا، كل منا يخون الاخر، كل منا يكذب الاخر، الاسرة الواحدة منقسمة ومتشرذمة بين من هو مع ومن هو ضد، للاسف صار هذا هو شكل مجتمعنا منذ ٢٥ يناير، فبعد ٢٥ يناير وبدلا من ان ننشغل ببناء دولة عصرية حديثة شغلنا دعاة السلطة بالتمزيق والتقسيم ما بين فلول وسلفي واخواني وعلماني ومسلم ومسيحي...الخ.

استمر هذا التمزيق الى الان، ودليل ذلك حكم الامس الصادر بشأن تيران وصنافير، فهذا حكم قضائي صادر من سلطة تجاه سلطة اخرى وهذا شيء عادي في اي بلد متحضر، ولكن البعض اتخذ منها فرصة للتخوين والشماته ومحاولة كسب ارض وكأن الوطن ألعوبة او مباراة كرة قدم .

ياحضرات، لقد جربت المسئولية، والمسئول يجتهد ويتخذ قرارات وهو من يعيش الموقف والحدث وليس انا او انت، وهناك امور قد لا يكون من الحكمة الحديث بشانها اعلاميا، ولكننا جميعا تحولنا الى قضاة وجلادين نكيل الاتهامات وصرنا داخل الوطن الواحد اعداء حيث مزقنا الكرسي اللعين.

احبتي لما لا نتوقف لحظة مع انفسنا ونسأل الى ما نحن مساقون؟ الحقيقة اننا اصبحنا متطرفين بعد ان كنا وسطيين، واعتقد ان هذا مقصود لهدم هذا الوطن.

يا حضرات ، اي مسئول يصيب ويخطيء فنحن لسنا ملائكة او انبياء، ولكن ايانا والتخوين بغير دليل دامغ يصل اليه صاحب الاختصاص وليس انا او انت. وفي نهاية الامر هناك صندوق وانتخابات، ولنا حرية الاختيار.

احبتي، نحن في شهر فضيل وكريم، هل نتخذ منه فرصة لمحاسبة انفسنا ولتعديل مسارنا لاننا بالفعل مساقون الى مصير مجهول. فالاقتصاد يعاني والمجتمع يتفكك والاسرة الواحدة تتمزق، فماذا بقي اذا من مصر التي كانت على مدار التاريخ رمزا للوسطية والاعتدال؟ اترك الاجابة لضمير كل واحد منا ، وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم.

بداية الصفحة