كتاب وآراء

مصر بين صفرين المونديال

كتب في : الجمعة 29 يونيو 2018 - 3:00 مساءً بقلم : مصطفي كمال الأمير

 

إنفض مولد المونديال وخرجنا بثلاث هزائم من كابوس كاس العالم الثقيل بعدما كان حلماً يداعب خيال المصريين
لم يتغير شيء في مصر خلال 20 عاماً وقعنا فيها بين صفرين كبيرين هما الفشل في ملف تنظيم مونديال 2010 
ثم المشاركة الكارثية في مونديال روسيا 2018 والخروج بدون نقاط من البطولة والخسارة الثانية لمصر من منتخب السعودية 
بعد الخماسية السعودية بكاس القارات ١٩٩٨ في المكسيك التي أطاحت بالمدرب الراحل محمود الجوهري 
تغير اللاعبين والمدربين علي المنتخب القومي 
لكن عيوبنا وأخطائنا لم تتغير رغم زيادة عدد لاعبينا المحترفين بأوروبا
ونجاح محمد صلاح في الوصول للعالمية مع ناديه ليفربول فاز بلقب هداف الدوري الانجليزي
وأحسن لاعب في إنجلترا ٢٠١٨ وفِي إفريقيا ٢٠١٧  وكان مرشحاً لأحسن لاعب في أوروبا
لولا إصابته بخلع كتفه في لعبة خشنة غبية من المدافع الإسباني سرخيو راموس في نهائي أبطال أوروبا 
انتقدت الصحافة الغربية محمد صلاح بعدما تم استغلال شعبيته وجماهيريته لتلميع رمضان قديروف رئيس الشيشان الموالي لموسكو 
بعد استضافته لبعثة المنتخب المصري في العاصمة جروزني البعيدة جداً عن المدن الروسية المقامة عليها مباريات المجموعة

بعد أربعة سنوات من تدريبه لمنتخب مصر فشل المدرب الارجنتيني كوبر في مهمته بالمونديال رغم نجاحه في التأهل لأول مرة بعد ٢٨ عاماً منذ ١٩٩٠ 
كما وصل مع منتخب مصر الي نهائي افريقيا ٢٠١٧ في الجابون لكنه خسر بهدفين من الكاميرون بعد تقدمنا بهدف محمد النني
سجل صلاح هدفين في مونديال روسيا  لكسر هدف مجدي عبدالغني في هولندا عام ١٩٩٠
دخل عصام الحضري "٤٥ عاماً "تاريخ سجلات الفيفا أكبر لاعب سناً يشارك في كأس العالم وكسر رقم حارس كولومبيا 
شارك منتخب مصر ثلاث مرات في كاس العالم أولها عام ١٩٣٤ لكنه لم يحقق اَي فوز في مبارياته خلال 90 عاما"
أرشح الفرنسي هرفيه رينارد الخبير بأفريقيا  أو الهولندي برت مارفايك لخبرته العالمية ووصوله بمنتخب هولندا لنهائي مونديال 2010 وخسارته بهدف أنيستا الإسباني  أو المدرب الوطني حسام حسن الأنسب حالياً من المصريين 
نحن نحتاج الي ثورة رياضية في مصر لتحقيق إصلاح جذري في العقليات وطريقة جديدة لإدارة رياضية محترفة تؤمن بالتخطيط والنتائج  وحتي لانتفاجأ بصفر آخر كبير في طوكيو 2020 ثم قطر 2022
مثل صفر مونديال 2010 الشهير لصالح جنوب أفريقيا 
عندما كان وزير الشباب علِيِ الدين هلال بوق نظام مبارك والحزب الحاكم والمسؤول عن تقديم ملف مصر للفيفا
اكتفي بأستقبال وفد الفيفا بالرقص والمزمار والطبل البلدي في المطار هلال لم يُحاسَبه أحد علي أهدار المال العام حينها وحتي بعد الثورتين 
وبعد فضح ملفات فساد الفيفا ورئيسه المستقيل جوزيف بلاتر فيما يخص تنظيم بطولات كأس العالم خلال ربع قرن ومنها 2010 في جنوب إفريقيا التي قامت بدفع رشاوي لحصد الأصوات علي حساب المغرب ومصر التي لو كانت قد نجحت عام 2004 في الحصول علي تنظيم البطولة في 2010  لربما كان قد تغير التاريخ المصري والعربي أيضاًً 
ولما كانت قامت ثورة ٢٥يناير ٢٠١١  ثم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وما تلاها من أحداث دامية أو إندلاع الأزمة الشهيرة علي التأهل مع الجزائر تقدمت المغرب مجدداً لتنظيم مونديال 2026 
لكن أصوات الخليج وعرب إسيا ذهبت لمنافسيها في أمريكا الشمالية كندا والمكسيك والولايات المتحدة الامريكية علي خلفية سياسية 
وهي عادة عربية غريبة تكررت في المنافسة علي رئاسة الفيفا وفاز بها السويسري انفانتيتو
تم في اليونسكو وفازت بها اليهودية الفرنسية اودري ازولاي

شاركت بعثة مصر في الدورة الاوليمبية ريو ٢٠١٦ البرازيل بوفد رياضي هو الأكبر في تاريخها علي أمل تحقيق انجاز تاريخي بإحراز مراكز وميداليات تسجل في رصيدها الأوليمبي الذي بدأ في أوليمبياد امستردام ١٩٢٨ 
وكانت الحصيلة النهائية لمشاركات مصر خلال 90 عاما تقريبا 
هي 28 ميدالية منها سبعة ميداليات ذهبية وعشرة فضية مع 11 ميدالية برونزية
وهو ما لا يتناسب مع حجم وقدرات وتاريخ مصر الرياضي الذي بدأ منذ عصر الفراعنة
وقد قام بأِحياء الألعاب الأوليمبية الفرنسي البارون بيير دي كوبرتان نهاية القرن قبل الماضي وهي مستوحاة من الأوليمبياد قديما في بلاد الإغريق عندما كان يجتمع اللاعبين للتباري والتنافس تحت سفح جبل الأوليمبيا والشعلة الأوليميية وتقام الألعاب الصيفية بالتوالي مع الألعاب الشتوية بفارق زمني عامين للسنوات الزوجية 
حدث موقف لافت قبل بداية أوليميياد ريو 2016 هو استبعاد الرباعين والرياضيين الروس 
بسبب فضيحة المنشطات و إلغاء نتائجهم في لندن 2012 
وهو ما أدي الي فوز الرباعة عبير عبد الرحمن بالميدالية الفضية قي رفع الأثقال بعد أربع سنوات من مشاركتها في لندن
عدم تأهل منتخب مصر في كرة القدم لأوليمبياد ريو مع فارق التوقيت الكبير كان من اسباب قلة اهتمام المصريين بمتابعة ومشاهدة بطولة ام الألعاب وهو ربما ما سوف يتكرر في طوكيو عاصمة اليابان

وبعد صدور الأحكام النهائية من قضاء مصر العادل علي قتلة المصريين من جماهير الأهلي
في الجريمة الدامية البشعة والغير مسبوقة بالنادي المصري بأستاد بورسعيد في فبراير 2012 التي تسببت في مقتل وأصِابة العشرات من جماهير كُرة القدم 
وماتبعه من ألغاء الدوري وعقوبات علي الناديين وقضايا للقصَاص من القتلة ومن ورائهم في بورسعيد او خارجها
ما اكتبه الآن لن يعيد شهداء الرياضة في مصر الي الحياة لكنه ربما يمنع سقوط المزيد من ضحايا الدم والنار والعار في الملاعب الخضراء التي أصبحت حمراء بلون دماء القتلي والشهداء في إستاد الدفاع الجوي بالقاهرة
التي أثبتت أننا نعيش حالة مركبة من الانتحار الجماعي علي كل المستويات والمجالات مع حالة مستعصية من إنكار الواقع الأليم الذي نتجرع مرارته في مصر بسبب التعصب الديني والسياسي والرياضي الذي عليه ان يتوقف فورا 
ويجب علينا الآن تخصيص يوم "أول فبراير من كل عام عيدا للرياضيين في حب مصر"
ونشر ثقافة التسامح والروح الرياضية وعدم التعصب واحترام كرامة الإنسان المصري
لم يستقيل وزير الداخلية المسؤول عن الكارثة حينها 
مع وزير الشباب ومجلس ادارة الزمالك برئاسة مرتضي منصور  واتحاد الكرة المصري ( تم إحراقه عام ٢٠١٤)
الغاء الدوري آو لعبه بدون جمهور كانت مجرد مسكنات للجراح والألم لكنها لم تكن علاجا وشفاء من هيستيريا الملاعب التي أصابتنا بالاكتئاب 
و أدمت قلوبنا عي ضحايا يسقطون بفعل فاعل او بالإستهتار والإهمال او بجرائم الإرهاب من الاخوان المجرمين 
او من روابط الالتراس الخارجين عن السيطرة والمنطق بإشعال الشماريخ مع شغب الملاعب داخل وخارج المدرجات وإساءة استخدامهم من أطراف غير رياضية
منذ بداية ظاهرة الألتراس وماتبعهَا من شغَب ونزول للجماهير لأرض الملعب في مباراة الزمالك والأفريقي التونسي فيما عُرف بموقعة الجلابية  توقف نشاط الكرة بمصر من اندلاع الثورة 
ولم يتأهل منتخب مصر بقيادة حسن شحاته  ثم الأمريكي بوب برادلي  ثم شوقي غريب لنهائيات أفريقيا للمرة الثالثة 
لأول مرة لما يزيد عن 30 عاما  وهو حامل اللقب7مرات منها ثلاث ألقاب متتالية اخرها ٢٠١٠
والأهم هو الفشل في التأهل لكأس العالم بالبرازيل بعد الهزيمة بالستة من غانا القوية في مباراة الذهاب بكوماسي التي خطفت بطاقة التأهل 
وكما شاهدنا جميعا أوليمبياد ريو ٢٠١٦  وقبلها لندن ٢٠١٢ للمرة الثالثة في تاربخها هناك ومدي الدِقة والجدية والنظافة مع حُسن المعاملة و التنظيم لعشرات الألعاب المختلفة بالتوازي وأقامة وأعاشة آلاف الرياضيين والإعلاميين والإداريين وروعة حفل الإفتتاح والمنافسات لمراسم التتويج 
بعد تصَدُر أمريكا للجدول بمائة ميدالية تليها الصين في ملحَمة رائعة لتحدي الإنسان لنفسُه وللمسافة وللوقت بفنيات عالية ليفوز الأقوي والأسرع والأعلي 
ثم حفل الختام الباهر في منظومة ناجحة نتيجة لتخطيط وعمل سنوات طويلة  وليست أياماً أو ساعات اللحظات الاخيرة  فالنجاح لايأتي صُدفة أو بضربة حظ وكما يقال بأن الصورة بألف كلمة 
فأنه يمكننا أن نري بوضوح مكاننا الصحيح والمناسب لقدراتنا وأِمكانياتنا 
وحتي لا نسبح في الأوهام ونعيش في أحلام اليقظة علي أمل تنظيم دورة الأوليميباد الصيفية أو كاس العالم
التي نجحت روسيا في تنظيمها نجاحاً باهراً وتليها إمارة قطر عام ٢٠٢٢ 
رغم شبهات بالفساد والرشوة ودورها السياسي المشبوه دوليا لدعمها للارهاب 
ولكي نحفظ ماء وجوهنا ونعفي أنفسنا من الإحراج بداية من أعداد الأبطال والمنشآت والكفاآت الإدارية لتقديم ملف محترم يُقنِع أصحاب القرار بضمان النجاح وحتي أستكمال الخدمات الأمنية والأجهزة التدريبية مع اللاعبين والحكام
ورفع الوعي الشعبي في عملية مُعقدَة للنجاح معا بالجهد والعمل 
ومن المفارقات أن اليونان مهد الأوليمبياد قديما لم تنجح حديثا بنتائجها الهزيلة  وأيضا شبه القارة الهندية
أما كل الدول الإسلامية الكبري فنتائجها كانت متواضعة للغاية عدا أِيران وكازاخستان
وهنا يلزم أصدار فتوي بالألعاب المناسبة أِسلاميا وهي مبدئيا السباحة والرماية والفروسية 
بمبدأ العقل السليم في الجسم السليم والمسلم 
وبعد أن تفوق المُعاقين جسديا علي الأصحاء من المُعاقين ذهنيا وأِداريا

وقد تزامنت دورة لندن 2012 مع شهر رمضان الكربم وصيام اللاعبين فمنهم من أفطر بفتوي أنهم علي سفر!!
وتزامُن شهر رمضان مع الألعاب الأوليمبية يحدُث كل عقدين من الزمان لاختلاف التقويم الهجري والميلادي 
وقد كان يمكن لمنظمة المؤتمر الإسلامي أو اللجنة الأوليمبية العربية طلب تأجيل الدورة لنهاية رمضان علي مبدأ إتاحة تكافؤ الفرص بين اللاعبين  لاسيما أن الدورة السابقة ببكين بدأت 8 أغسطس ٢٠٠٨ 
وليس في شهر يوليو
والجدير بالذكر هو عدم حصول أسرائيل علي ميداليات وبالتالي عدم رفع علمها أو نشيدها القومي في لندن 
وهو ما أثلج صدورنا للغاية ونتمناه دائما 
حتي زوال الإحتلال وتحرير المسجد الأقصي

أما عن الدول العربية فلديها حصاد هزيل ل22 دولة في أفريقيا وآسيا 
نادرا فيها من يمارس الرياضة مع أهدار المليارات في دوريات للمُحترفين الأجانب لمُدرجات خالية من الجمهور 
أو تمويل وشراء لاعبين وأندية أوروبية مُفلسة!! أو تعاني من مشاكل مالية ..

هذا وتأوي لندن الكثير من الهاربين ومنهم منير ثابت صِهر مبارك ورئيس اللجنة الأوليمبية المصرية لسنوات قبل الثورة
فالرياضة كانت ومازالت لغة عالمية الي جانب الإبتسامة والفن والجنس والمال 
بالإضافة الي لغة القوة والمصالح والتي تحكم عالم اليوم
ولذا فنحن نستطيع الفوز بتنظيم وأقامة دورة أوليمبية أو كأس العالم 
بشرط وحيد هو تعلُم الدرس من فريق النادي الأهلي ( بنظامه الأوروبي ) 
من العمل في ظروف معاكسة وغير مواتية وتحديات هائلة
مع رؤية ثاقبة من فائد وطني قوي ينجح في أن يعمل من الفسيخ شربات 
وهو ما نراه ممكناً في الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس مصر
في منظومة شاملة بكل المجالات بما فيها الرياضة
مع الاهتمام بالرياضات الرقمية الفردية للحصول علي ميداليات أكثر من الألعاب الجماعية المكلفة ماديا والمخيبة للآمال 
السباحة المصرية فريدة عثمان بطلة افريقيا وغيرها من الأبطال هم أمل مصر في طوكيو وما بعدها 
وعلينا إستلهام روح البطولة والنجاح في أِعادة بناء الأهرام مجددا !!
وحينها علينا العمل جديا بروح الفريق 
والإنتظار حتي عام 2032 بأذن الله

 

بداية الصفحة