بعد انتظار دام 50 يومًا من الصمت المطبق من الجانب القطري، خرج الأمير تميم بن حمد آل ثاني بخطابه الأول في يوم أمس منذ بداية أزمة الدوحة مع دول الخليج وما نتج عنها من اعلان مقاطعتها طيلة هذه المدة، ليلقي خطابًا حمل الكثير من الدلائل والرسائل.
 
خبراء السياسة والشأن الدولي حللوا خطاب تميم، الذي انطلق من 3 محاور رئيسية، وهي استعطاف الشعوب، وتصعيد الأزمة، ومحاولة استمالة الغرب، مؤكدين أنها نفس الخطوات التي انطلقت منها خطابات وبيانات جماعة الاخوان المسلمين خلال الأربع سنوات الماضية، منذ عزل مرسي.
 
وأكد الخبراء أن الصيغة العاطفية ولغة التصعيد بدت واضحة في وصف مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها بالحصار، وهي نفسها  طريقة الخطاب التي تعتمدها جماعة الاخوان المسلمين في التسويق لنفسها، والترويج لمظلوميتها.
كما بدا الخطاب أكثر استفزازًا وهو يثني في كلماته على الدعم العسكري والاقتصادي التركي.
 
وفي إطار ذلك، قال الداعية السلفي، سامح حمودة، "خطاب تميم أمس فيه دلائل الحمض النووي للإخوان، وكأنه  صادر من مكتب الإرشاد للجماعة".
 
وأكد "حمودة" أن الخطاب يحمل بصمات الإخوان، حيث جاء بدون أيه حلول، فهو مجرد كلام للاستهلاك العاطفي ، وإثارة الشفقة وتسول العطف الشعبي، واستجداء رجوع العلاقات العربية معه، وبيان مدى الضرر الذي لحق به نتيجة غضب الدول العربية عليه".
 
وتابع: "وهي الطريقة التي خرج بها الإخوان قُبيل ثورة 30 يونية بخطاب عاطفي لاستثارة الشفقة، ولم يتطرقوا لأي حل لإنهاء الأزمة وتهدئة الجماهير التي ملأت الشوارع رفضًا لهم".
 
وأكد أنه كان على تميم أن يُعلن تراجعه عن دعم الإرهاب وإيواء الإرهابيين، ويُؤكد إغلاق قناة الجزيرة التي تبث الفتنة والتهييج ضد المصالح العربية.
 
وعقّب "حمودة" في منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،  "ولكن خطابه ليس به أي مقترحات أو حلول أو تراجع عن غيِّه وغوايته، مطالبًا الدول العربية بتفعيل إجراءات حاسمة ضد حكومة تميم المدعومة من جهات مشبوهة".
 
وبالمثل أكد سامح عيد، القيادي الإخواني السابق، أن حديث تميم عن السيادة القطرية، جاءت على غرار خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي في حديثه عن الشرعية، دون تقديم أية حلول فعلية للموقف وانهاء الأزمة.
 
وأوضح "عيد" لـ "اليوم الجديد" أن تميم اعتمد في خطابه على الترويج لمظلومية الشعب القطري، وما قاله حول أن الشعب القطري ذهب ضحية الحصار الذي فرضته دول المقاطعة على قطر، وهي نفس الطريقة التي تسوق بها الاخوان لنفسها.