الأدب
جنون العشق
خذني على أهوج قطار
بلا محطة ولا أرصفة
ولا لوائح أسفار
الوجود والرحيل انا
كالعواصف أنذر بغبار
جنون الجنون أنا
مؤمنة من صلب كفار
أحوم حولك طفلة
مثقلة بالخطايا والأوزار
احرقني داخل عينيك
حولني إلى دخان وبخار
انثرني فوق قمم الأطلس
وأعالي موسى وسنجار
جافيني تارةً وأخرى
فأنا خلطة النور والنار
كأنك تشرك بي أخرى
لأسلك دروب السعار
كن هائجا حينا وتنمر
كن فردا مرة من الأشرار
انس مرة قداسة اسمي
أنظر بعيدا عني باستهتار
احفر بملامحك ذاكرتي
كن مرة غريب الأطوار
تلحف قسوة بالغموض
ثر علي فجأة كالإعصار
اهجرني زوبعة كره
لأطاردك ليال بلا أقمار
أكون قيسا بتركيبة أنثى
مجذوبة بطقوس الانهيار
أركع كبريائي وأطوف
بالمعابد وأتلحف بالأستار
راهبة الهوية تقية
مخبولة بهوس الانتظار
أتحول في نوبات عطائي
عصف حب لكل الأثمار
أَتَـقـيك ضجرا لتثور
لتحيطني بأعثى الأسوار
داعبني عابثا بمكر
لأدفن داخلك كل الأسرار
ازرع دمعة في العين
وبسمة على الشفاه كنوار
فأنا كتلة قنابل عنقودية
قابلة لكل انشطار
لا تحتر لرهافة حسي
بين هجوم حائر وإدبار
قد أقتلع الملل البغيض
من عينيك بالأحجار
أدق اسمي بسادية
على كفيك بمسمار
أنتزع خفاياك كما
أفرغ النخل من جمار
لا تخشى علي من البلل
وأنا سائحة وسط البحار
كل يوم مضى نقشت
على الصخر بالأظفار
تعال اقترب فورا مني
واستعبدني بإصرار
فلا أحد يتجــاوز حبه
عوالمي أو يحد انهماري
لا لحظات عشقي تقاس
ولا عمري ككل الأعمار
لن تعطل خياراتـي
بتسبيح رهبان وأحبار
ولا بأناشيد جبلية
أو ابتهالات بلحن الثوار
البقاء موتا احتراق للعين
ولعيني بصمة الأطهار
تسللت إلي وقت بترت
لدي قرون الاستشعار
أتيت بي محكومة مكبلة
مرغمة بضبط وإحضار
ملكة حين مزاج، وأخرى
غجرية من بيت فجار
قيدني بسلاسل ذهبية
مزخرفة بالورد والأزهار
اقفل علي بالأضلع
وامنع باليد كل الأخطار
ضمني بشرايينك اليوم
بعبادة وعشق الأحرار
كذب ولو صدق من قال
جراح الحب من الأقدار
