أخبار عاجلة

مكايدة بمكايدة.. استثمارات إيرانية بالقاهرة ورجال طهران «أحرار» في مهاجمة الرياض

كتب في : الأربعاء 28 ديسمبر 2016 - 12:19 صباحاً بقلم : عبد العزيز عبد النبى

 الاعتماد على الاستثمارات الإيرانية «لا مفر منه».. ومعارضون للسعودية يتحركون بشكل أوسع حاليًا

 

 سياسيون يعتبرون دخول الاستثمارات الإيرانية مصر بمثابة «الرمق الأخير» في علاقة القاهرة بالرياض

 

 وزير الخارجية السابق والنائب البرلماني محمد العرابي: دول خليجية سيتقلص نفوذها قريبًا لصالح إيران

 

 قيادي شيعي بارز: نواجه ضغوطًا أمنية شديدة منذ عام 2015.. و«اللي اتكسر جوانا عمره ما هيتصلح»

 

يبدو أن مؤشر التوتر بين مصر والسعودية مرشح للصعود، الأمر لم يقف عند المكايدة السياسية بل تخطى ذلك «الحماقات»، كلا الدولتان تمتلكان أوراقًا كثيرة ضد الأخرى، وهناك من يلعب خلفهما دون أن يشعران.

 

وتُلقي الأزمة التي أشعلت فتيلها مصر بامس أن صوتت لصالح قرار روسي بشأن سوريا أغضب السعودية كثيرًا، بظلالها على المشهد بأكمله، فتتبادل الدولتان نوبات الصدام، فحين تهدأ السعودية تستفزها مصر بمواقف مؤيدة لبشار الأسد (القاتل في نظر الرياض)، وبينما مصر تحاول العودة مرة أخرى فإذا بالمملكة تخطف زيارة لسد النهضة (الكابوس الذي يؤرق المصريين في منامهم).

 

يقول سياسيون مصريون بارزون إن الأمور وصلت إلى حد الحماقات السياسية وتخطت المكايدات بكثير، معتبرين أن السماح بدخول استثمارات إيرانية في مصر يُعد بمثابة الرمق الأخير في العلاقات بين الدولتين الشقيقتين مصر والسعودية، وهي تصريحات يعكسها الواقع بشدة، حينما تعلم أن قيادات شيعية في مصر فُكت قيودها وبدأت في التحرر والنيل من السعودية بعدما كانت مكبلة بأساور من حديد ونار خلال السنوات الماضية.

 

 

قيادي شيعي: هناك صراع حقيقي بين مصر وآل سعود و«لسنا في مكايدة معهم»

وفي السياق السابق، أعرب القيادي الشيعي البارز، أحمد راسم النفيس، عن أمله في أن تُخفف السلطات المصرية من قبضتها على المعارضين لـ «آل سعود»، معتبرًا أن ما يحدث بين مصر وتلك الأسرة هو صراع حقيقي وليس مكايدة.

 

وأوضح النفيس في تصريح خاص لـ «اليوم الجديد»، أنه انتهى من كتابه الجديد «مصر وآل سعود.. الحب المستحيل»، مؤكدًا أنه تناول فيه تأثير هذه الأسرة في الدول العربية وأنها كانت السبب فيما وصلت إليه الأمور حتى الآن.

 

 

ويُضيف النفيس: اتفاق موسى مع عبد الناصر دليل واضح على عدم غدر الشيعة

وأشار إلى أن السلطات المصرية تفرض عليه رقابة شديدة منذ عام 2015 بسبب مواقفه العدائية لـ «آل سعود»، وأنه في الفترة الآخيرة «قل» نشاطه سواء على المستوى الشعبي أو الزيارات التي كان يقوم بها إلى إيران، مستعجبًا مما يحدث مع المعارضين للسعودية داخل مصر.

 

ومضى النفيس في تأكيده على أن العلاقة بين مصر وإيران تأخرت كثيرًا وكان يجب أن تكون أفضل من وقت طويل، معتبرًا في الوقت ذاته أن الشيعة لا يغدرون، ضاربًا مثالاً بالرئيس جمال عبد الناصر حينما استدعى القيادي الشيعي اللبناني «موسى الصدر» ليعقد معه اتفاقًا على العمل معًا، ثم جاء القذافي وغدر به ولا يعرف أحد مصيره حتى الآن.

 

وعن تخفيف الدولة المصرية القبضة على تحركاته ومعه عدد من قيادات الشيعة بمصر، قال: «اللي اتكسر عمره ما هيرجع لأصله، واتكسر جوانا أشياء وأشياء، والسبب أن البعض قدم ولاءه لآل سعود على حساب الوطن».

 

 

العرابي: إيران دولة محورية في المنطقة العربية ونحاول إعادة علاقتنا مع السعودية

من جانبه، قال وزير الخارجية السابق وعضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان السفير محمد العرابي، إن هناك دول خليجية وعربية سيتقلص نفوذها خلال الفترة القادمة، لافتًا إلى أن إيران دولة مهمة ومحورية في المنطقة ونفوذها متزايد.

 

وأوضح العرابي في تصريح خاص لـ «اليوم الجديد»، أن مصر تسعى حاليًا لعودة علاقتها القوية بالسعودية وذلك لكون تلك العلاقة تؤثر في علاقة مصر بالدول العربية والخليجية على وجه العموم، كما أنها تنمي من مطامع إيران في المنطقة.

 

 

ويُضيف: ما يحدث حاليًا ليس مكايدة وإنما حماقات سياسية ونتغاضى عن دخول المعارك

وأشار وزير الخارجية السابق إلى أنه ثبت للأنظمة المصرية على اختلافها أن الشعب المصري متمسك بمذهبه، لذلك فإن تحركات رجال إيران في مصر لن تكون ذات فائدة، وما يحدث حاليًا ليس مكايدة وإنما «حماقات سياسية».

 

وأضاف: مصر دولة منفتحة على الجميع وفي الوقت نفسه تتغاضى عن الدخول في معارك سياسية أو أن تقحم نفسها في علاقة دولة بأخرى، وتمثيل إيران الدبلوماسي في مصر كما هو لم يتأثر، وبالتالي نشاطهم طبيعي، هكذا أرى.

 

ولا تُفيد التكهنات بعودة العلاقات المصرية السعودية إلى طبيعتها حاليًا، خصوصًا مع اقتراب يوم 16 يناير، وهو اليوم الذي يفصل فيه القضاء المصري في واقعة تيران وصنافير بشكل نهائي، حيث لازال ينظر حتى الآن في طعن الحكومة على قرار بإلغاء الاتفاقية بين مصر والرياض.

بداية الصفحة