عالم

المؤتمرات الحزبية.. وما بين السطور

كتب في : الأربعاء 20 يوليو 2016 بقلم : رشا الفضالى

من المتوقع أن يعلن الحزب الجمهوري في مؤتمره الذي يعقده حاليا في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، دونالد ترامب مرشحه الرسمي في الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في نوفمبر المقبل.

كما يتوقع تسمية هيلاري كلينتون المرشحة عن الحزب الجمهوري في مؤتمر الحزب المقرر عقده في فيلادلفيا ما بين 25 و28 من هذا الشهر ذاته.

ويستكمل الحزبان في مؤتمراتهما الانتخابية العامة عملية اختيار المرشحين بشكل رسمي لمنصب الرئيس ونائب الرئيس، بالإضافة للتخطيط لسياسته العامة وبرنامجه الانتخابي وأجندته الرئيسية خلال الأربعة أعوام المقبلة.

ولا يمكن التنبؤ بالظروف التي تنعقد فيها تلك المؤتمرات الحزبية، حيث يمكن أن تمر بظروف صعبة، كما هو متوقع من المؤتمر الحزبي العام للجمهوريين الذي يخضع لإجراءات أمنية غير مسبوقة، بسبب الجدل الذي يثيره مرشحه ترامب في الشارع الأميركي.

لكن ما أسوأ مؤتمر حزبي في التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأميركية؟

يعد أسوأ مؤتمر حزبي عام في العصر الحديث مؤتمر الحزب الديمقراطي في عام 1972.

فقد كانت شخصية السيناتور جورج ماكغفرن المرشح الرئاسي لا تحظى بشعبية في بعض القيادات والشخصيات النافدة في الحزب الديمقراطي آنذاك، وكان ائتلاف ماكغفرن من المناهضين لحرب فيتنام، والناشطين في مجال الحقوق المدنية وحقوق المرأة.

ولدى وصول ماكغفرن إلى ميامي لحضور مؤتمر الحزب العام، تفاجأ بأن قيادات الحزب الديمقراطي شكلت جبهة عرفت باسم "إيه بي أم" أو “Anybody But McGovern” وهي اختصار لعبارة أي شخص عدا عن ماكغفرن.

وفي خضم سلسلة طويلة من التحديات التي واجهت معسكر ماكغفرن، أطيح أيضا بعمدة شيكاغو ريتشارد دالي ليحل محله جيسي جاكسون.

كما صوت المندوبون عن ولاية كاليفورنيا خلال المؤتمر الحزبي ضد قواعد الحزب النسبية التي تقضي بأن من يفوز في الولاية يحصد جميع أصوات مندوبيها.

وعقب المؤتمر، غادر الديمقراطيون ميامي منقسمين، ولديهم الشعور أنهم سيمنون بهزيمة كبرى في انتخابات نوفمبر.

وتوالت النكسات على الحزب الديمقراطي بعد ذلك عندما بدأت تقارير إخبارية الحديث عن أن المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس توماس إيغلتون دخل المستشفى عدة مرات لتلقي العلاج النفسي بالصدمات الكهربائية.

واضطر ماكفغرن خلال حمتله الانتخابية للخضوع للضغوط السياسية، واختيار سارجنت شرايفر لمنصب نائب الرئيس بدلا من إيغلتون.

ورغم فوز ماكغفرن بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس، والعمل على أساس برنامجه الانتخابي القائم على مناهضة الحرب، فإن حملته شعرت بأنها وقعت في دوامة من الفوضى، وفي نهاية المطاف خسر السباق الرئاسي أمام ريتشارد نيكسون.

مؤتمر 1976 في المعسكر الجمهوري

بعد أربع سنوات وفي عام 1976، شهد المؤتمر العام للمعسكر الجمهوري فوضى عارمة.

فقد شهدت فعاليات المؤتمر منافسة حامية الوطيس بين مرشحين هما رونالد ريغان والرئيس المنتهية ولايته جيرالد فورد بعد معركة انتخابية شهدتها الانتخابات التمهيدية.

وحاول ريغان بحضوره المؤتمر الذي عقد في كانساس بولاية ميسوري الإطاحة بفورد من خلال سلسلة من الإجراءات الحزبية ووثائق التفويض من قبل أعضاء الحزب.

واعتبرت المعركة الانتخابية بين ريغان وفورد معركة من أجل روح الحزب، لتنتهي المعركة بفوز فورد ببطاقة الترشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري.

مؤتمرا كليفلاند وفيلادلفيا

ربما لن تشكل المؤتمرات الحزبية هذا العام كوابيس لمنظميها كما شهدت بعض المؤتمرات السابقة.

ففي المعسكر الجمهوري، تمكن الحزب ومن خلال لجنة ما يسمى بـ"قواعد الحزب" من سحق حركة Never Trump وتحييدها لإسقاط ترامب قبل نحو أسبوع من انعقاد المؤتمر الحزبي العام للجمهوريين.

إلا أن ذلك الأمر، يشكل إحدى العلامات البارزة على الانقسام العميق داخل الحزب الجمهوري وذلك بعد خسارة المحافظين التقليديين السيطرة على مقاليد الأمور في الحزب.

وبعد عدة أيام عدة، يعقد الحزب الديمقراطي اجتماعه في فيلادلفيا للدفع بمرشحته هيلاري كلينتون نحو السباق الرئاسي.

ويأمل المعسكر الديمقراطي في أن ينعقد المؤتمر الحزبي بسلاسة ودون أي إعاقة من خلال الاستعراضات التلفزيونية.

فقد استرضى الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز من أجل إعلان انسحابه من الترشح وتقديم دعمه لخصمه هيلاري كلينتون، مما يعني أيضا أن الحزب لا يخلو من الانقسامات التي قد تظهر على السطح في المستقبل.

 

بداية الصفحة