لاشك أن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ، لا تقتصر على المعارك الدائرة على الارض في قطاع غزة ومساحة فلسطين المحتلة ، وبالتالي خسائرها لن تقتصر على الامور العسكرية فحسب ، بل تتعدى ذلك على الصعيد الاقتصادي ، حيث يتكبد الاحتلال الاسرائيلي مليارات الدولارات على مدى سبع وعشرين يوما من زمن الحرب الحالية والتي بدأت في السابع من اوكتوبر الماضي .
حيث ، ان بالامس رشح من بعض المصادر المالية الصهيونية اشارت الى ان تكلفة الحرب خلال الايام الماضية بلغت ثلاث وثلاثون مليار شيكل ، وهذا الامر ما دعى وزير المالية الصهيوني " بتسلئيل سموتريتش ، انه من الضروري العمل على إعادة النظر بموازنة عام ٢٠٢٤ القادم وخصوصاً في نواحي عسكرية وتحديث للجيش والياته وكذلك زيادة في موضوع الاستيطان وتسليحهم ، بالاضافة الى مشكلة كُبرى تواجهها إسرائيل على صعيد الانتاج ، نتيجة لتوقف العمل في نواحي كثيرة من الاقتصاد الاسرائيلي ، وهذا يُكبد الاقتصاد الصهيوني الخسائر الكبرى ، والتي حتماً سيترتب عليها ازمات كُبرى ، ويعود ذلك نتيجة استدعاء جنود الاحتياط والذين يُشكلون قوة عاملة مهمة في قطاعات الانتاج المتعددة وخصوصاً على صعيد ما يعود ذلك من اهمية على صعيد الاقتصاد الاسرائيلي .
من هنا يأتي تدهور الوضع الاقتصادي الاسرائيلي بالاضافة الى الخسائر الفادحة التي يتكبدها الجيش الاسرائيلي في العديد والعتاد سيؤثر بشكل كبير على الكيان الاسرائيلي ويضعه في موقف حرج وسيء   وبالتالي لا تستطيع الالة العسكرية الاسرائيلية الصمود طويلاً في الحرب ، مما سيؤثر سلباً على حكومة العدو ويضعها في موقف لا تُحسد عليه .
هذا الامر سيترتب عليه ، فتح قنوات الاتصال وتسريعها والتي تقوم بها قطر في موضع الاسرى والرهائن لدى حماس ، وبالتالي سيزيد الامور اكثر صعوبة وحرج ، إذا ما طالت فترة المفاوضات وصولاً الى إتمام صفقة التبادل التي تُطالب بها حركة حماس .
خصوصاً اذا ما اخذنا بعين الاعتبار صعوبة نجاح عملية اقتحام شمال غزة وما تُلاقيه العملية البرية من مقاومة شرسة من فصائل المقاومة الفلسطينية ، خصوصا مع ان اهداف العملية الاسرائيلية في القضاء على القوة العسكرية لحركة حماس وباقي الفصائل المقاومة ، وهذا قد يمتد لاشهر طوال ، مع الاخذ بعين الاعتبار ان القضاء على حماس وقوتها العسكرية لايمكن ان يتحقق ، وإن تم إضعاف قدرة حماس وباقي الفصائل المقاومة ، سيجري نهوض مقاومة جديدة ، لان المشكلة في الاحتلال الصهيوني وليس في المقاومة .

هذه الحرب سيترتب عليها نتائج خطيرة جداً على مستقبل نتنياهو السياسي والشخصي كذلك على مستقبل حكومته اليمينية ، كذلك على مستقبل قادة الاجهزة الامنية والعسكرية  ، وهذا ما يُساعد على إطالة امد الحرب .