ثقافه وفنون

تحية كاظم.. 'ابنة تاجر السجاد' التي وضعها الحب في منزلة 'سيدة مصر الأولى'

كتب في : الأحد 26 مارس 2017 - 12:11 صباحاً بقلم : سالى سامى

علاقة المصريين بزوجات الرؤساء على مر العصور دائمًا ما تطالها الأقاويل والشائعات، وأحيانًا الاتهام بالتدخل في أمور الدولة التي لا ليست من شأنهن، إلا أنه هناك استثناء وحيد، وهي السيدة تحية كاظم، التي حال زواجها بالزعيم جمال عبد الناصر من الظهور للأضواء، وهو ما أكدته بقولها في مذكراتها المعنونة بـ «ذكريات معه» المنشورة في الرابع والعشرين من سبتمبر لعام 1974، حين قالت: «عشات معه ثماني سنوات قبل الثورة، وثماني عشرة سنة بعدها، ثم كانت المرحلة القاسية بعد وفاته، فأنا لم أفتقد أى شيء إلا هو، ولم تهزني الثمانية عشر عامًا في الحكم، إلا زوجي الحبيب، أى لا رئاسة جمهورية، ولا حرم الرئيس».

 

السيدة تحية كاظم التي تحل امس ذكرى وفاتها الخامسة والعشرين، والتي تعود أصولها لدولة إيران، حيث كان جدها أحد علماء الشيعة في أصفهان، والذي أنجب ولده كاظم الذي أتى للقاهرة واستوطن بمدينة طنطا وأنجب تحية في مارس من عام 1920، واتخذ من تجارة الشاى والسجاد معاشًا له ولأسرته، يموت الأب وتنشأ تحية في كنف شقيقها، حتى تصبح في الثانية والعشرين من عمرها، وتنشأ قصة الحب بينها وبين صديق شقيقها اليوزباشي جمال حسين عبد الناصر، الذي كان يكبرها بثلاثة أعوام، ويتزوجا بعد خطبة لم تدم سوى خمسة أشهر.

 

لعل أبرز ما نعرفه عنها، هو ما جاء على لسانها في مذكراتها، أو من الحكايات البسيطة التي رواها أبناءها، وبالنظر لما جاء في تجسيد شخصيتها فنيًا، نجده مهمشًا لشخصيته، لاهتمام كتاب هذه الأعمال بالشخصية الرئيسية، وهي شخصية ناصر، ولهم عذرهم في ذلك، فلم تكن حياتها مليئة بالأنشطة أو الأعمال الخيرية، التي ابتدعتها من بعدها السيدة جيهان السادات؛ وبالرغم من ذلك حاول كتّاب تلك الأعمال الغوص قدر الإمكان بداخل تلك الشخصية، لذا وجدنا أبرز هذه الأدوار وأقربها لشخصيتها، ما قدمته فردوس عبد الحميد في فيلم «ناصر 56» لمحفوظ عبد الرحمن كاتبًا، ومحمد فاضل مخرجًا، هذا بمقارنته بما قُدم من خلال عبلة كامل في فيلم «جمال عبد الناصر» الذي جسد شخصيته خالد الصاوي، أو ما قدمته لقاء الخميسي عام 2008 في مسلسل «ناصر» لمجدي كامل.

 

وحين قررت كتابة مذكراتها كانت كل سطورها تجيش بالعواطف تجاه زوجها، فتجدها في المقدمة تبعث إليه بهذا الرثاء الرقيق: «زوجي الحبيب.. لم تمر علىّ دقائق إلا وأنا حزينة، فأنت أمام عيني في كل لحظة عشتها معك.. صوتك، صورتك المشرقة، إنسانيتك، كفاحك، جهادك، كلامك، أقوالك، خطبك؛ مع الذكريات أبكيك بالدموع أو أختنق بالبكاء».

عاشت "تحية" على تلك الذكرى حتى دفنت إلى جواره بالمنشية في مثل هذا اليوم من عام 1992.

بداية الصفحة