الأدب

... ' دهاليز قلب ' ...

كتب في : الأحد 12 نوفمبر 2023 - 11:45 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

رُبَّ قلب ملؤه حنان

قد يكون بيت الحنان

ربَّما يسكنُه الأمان حينًا

وتتملكه الرهبة كثيرًا

وتعبرُ مضيقَهُ سفنٌ ضائعة

يحتار ويحتارون بحثًا

في أروقتِه في عُمق دهاليزه

في بحور نقائه

أي قلب هذا ؟

أي سكنٍ هذا؟

أي الدروب سلك؟

كيف نبضه لا يهلك؟

ندوبٌ تحيا فيه !

تئن وتموج داخلها دموعُه

تنفتح صماماتُه مبتسمة

راضية قانعة

لا يَهزُّها فاجعة

رسوخ الحق فيها

كجبالٍ للشر مانعة

إيمان بقوى الخير الساطعة

شموسٌ تضئ شرايينَهُ

رغم ظلامٍ خَيَّم على سراديبه

رغم القهر رغم المُرِّ

رغم احتضار روح الفجر

ويأس آلامه من شفائها

وتعايشها بقصر مهجور

لا أحد يُضمِّد جروحها

لم تتقبَّل العزاء شموعها

لم تٌعلن الانطفاء

لن تستسلم بركن الانزواء

ستشتعل ستسيل

كلُچينٍ يتلألأ بالظُلمة

لن تطلب العفو

لن تترنَّح تائهة

وتَدُق جنبات القلب سائرها

ويعزف أثير الذكريات لحنًا شجِيَّا

تتراقص أوتار قيثارة روحها

ليفيق ناي الأحزان على صوتها

فيترنَّم وَجدًا زائريك يا قلب

ينصتون لرعودٍ داخلك لا تهدأ

وتشتعل أفئدة بغرامك

وحكايات في عشقك تُنسَج وتبدأ

وأنت أنت تبتعد ومن ذنبهم تبرأ

وأنت أنت تهيم في سرادقات عزائك

تسكب دموعَ النسيان في محاجرها

تُغلق أبواب خزائنها

بداية الصفحة