الأدب

إنصهار دمية

كتب في : الجمعة 18 نوفمبر 2022 - 9:30 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمي

 

انتقلت عبر الزمن بدون سابق إنذار

استيقظت فجأة بأرض عباد الرحمن

ملكة هي سكنت الجنان، وقصور الخيال

كان حلمًا طويلًا، عصاها النوم فيه

كان ألمًا مقيتًا مُزيَّنًا بسعادةٍ وهمية

هي مَنْ صنعتها، هي مَنْ عاشتها

ثم كانت إفاقتها على فراشٍ نسيجه شوك الصبار

تسارعت الأحداث، شعور لم ينتابها من قبل

رُبَّما هو سُم يسري بجسدها الذي كانت تراه ينهار، وينصهر أمامها، هل كانت دُمية من معدن صلبٍ يا تُرى؟

أَمْ كانت شيئًا هلاميًّا انساب في حياةٍ بلا بداية، حيث اللانهاية، كأنها اللاشيء، لكنها ظنَّت أنها جسر يمتد عَبر الزمن، لامَسَتْهُ خطوات سمعت وقع رنينها على جسدها الذي أصابه ندوب، وجراح سيرهم فوقه

لم تستسلم يومًا، النبض فيها مصنع لدقات لساعات متتالية، تُحدِّثها، وتهمس في أُذنها انظري بآخر الطريق هناك أنهار من عسل ولبن ستُرَطِّبُ هذا الجسد، ويتوقف عن انصهاره، أخَذَت تنتظر، وتنتظر، لم تَعُد تسمع وقع خطواتهم كالسابق، يبدو أنهم وصلوا لنهاية الطريق بدونها، وما زالت تنصهر، بل وصلت لمرحلة الغليان، لكنها تسمع صوتًا غريبًا مُخيفًا عميقًا، قرقعة، صريخ، تَمَزُّق، هل سينهار الجسر، لم تَعُد تشعر بذلك الألم!!

هل فقدت كل الحواس؟

عن أي حواس نتحدث!!

كانت جسرًا منذ البداية للعبور من فوقه!!

بقلم الأديبة

بداية الصفحة