ثقافه وفنون

«لن أعيش في جلباب أبي».. سر خلطة نور الشريف السحرية

كتب في : الجمعة 28 إبريل 2023 - 4:41 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

تظل شخصية الحاج "عبدالغفور البرعي" تجربة استثنائية في رحلة النجم الراحل نور الشريف، فرغم تعدد الشخصيات التي قدمها بالدراما التلفزيونية، والتي تنوعت ما بين الأعمال الاجتماعية والدينية والتاريخية، لكن يبقى مسلسله "لن أعيش في جلباب أبي" تجربة مثيرة شديدة التميز والاختلاف في مشواره الفني

ومع تكرار عرض العمل على كثير من القنوات الفضائية على فترات متفاوتة على مدار العام إن لم يكن العمل الأكثر عرضًا، يتحمس جمهور النجم الراحل لمتابعة العمل بنفس الشغف والدأب في المشاهدة كالمرة الأولى التي عرض فيها العمل

والمذهل في الأمر ونظرًا لارتباط عرض العمل في شهر رمضان، يبحث عشاقه عنه بعد انتهاء كل موسم رمضاني جديد، بصفته العمل الأيقونة لهم مهما تعددت وتطورت المنظومة الدرامية لتشمل كثير من الأعمال والنجوم.

نجاح تجربة "لن أعيش في جلباب أبي" ارتبطت بالأساس باسم بطلة النجم الراحل نور الشريف، الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم الجمعة "28 إبريل"،  فلم يكن العمل يحقق كل هذه الأصداء لولا الإيمان والصدق الكبير الذي قدم به الراحل شخصية عبد الغفور البرعي، والتي وصلت لحد قيامه بإتساخ يديه وقدميه ليبدو أكثر واقعية، حيث تروي المخرجة رباب حسين والتي كانت تعمل مساعد إخراج في هذا العمل لـ "بوابة الأهرام" أنه عندما خرج الراحل نور الشريف لأول مرة عليها وهو يرتدي الجلباب وهم يقومون بالتصوير في وكالة البلح، رأت الراحل خرج ويديه نظيفتان حينها قالت له أن هذا لا يصلح نظرًا لطبيعة عمله، حينها أكد الراحل على صحة حديثها، وبالفعل ذهب ليوسخ يديه وقدميه حيث أقدم على آخذ بعض الرماد والأتربة من الأرض وقام بمسحها بيديه وقدميه ووجهه وهي أمور لم تكن ملفتة لنظرها في تلك اللحظة أضافها الراحل بوعيه وخبرته.   

أقترب نور الشريف بشخصية الحاج "عبدالغفور البرعي" مع فئة مجتمعية تتمتع بقاعدة عريضة في تلك المرحلة، خصوصًا وأنه لم يحدث من قبل أن تقدم الدراما التلفزيونية شخصية معلم "الخردة" بعيدًا عن نموذج معلم القهوة التقليدي الذي صاحب أعمال تلك المرحلة، مما جعل من رحلة الشخصية الممزوجة بآداء الراحل طابع ووهج خاص لا يمكن أن يقارن بها أي عمل يحاول الاقتراب من قريب أو بعيد لهذا النموذج

كذلك اقترب "عبدالغفور" بكاركتر شخصيته المثير مع مزاجية الكثير من شريحته المجتمعية أو حتى الرجال الذين لديهم نفس قناعته الشخصية كأنه يترك للفتاة الحرية في استكمال التعليم والزواج لكنه لا يفسح مجالًا لآخر، هذا بخلاف طريقة حديثه وهوايته المفضلة في شرب الأرجيلة "الشيشة" وكيف أنه لا يستطيع مواصلة يوم عمله أو التواجد في مناسبة ما بدونها مثل فرح ابنته عندما ذهب زوج شقيقته لإحضارها إليه في الفندق المقام به الفرح.

للتركيبة أيضًا التي جمعتها حالة الأب عبد الغفور البرعي خصوصية لدى المشاهدين، فرغم أن البعض قد يرى أن صرامته مع نجله "عبد الوهاب" هي أمر أضر بشخصيته لكن على الجانب الآخر، هناك نسبة كبيرة تتعامل مع أبناءها بنفس منطق ومنهج "الحاج عبد الغفور" الذين يرونه صحيحًا من وجهة نظرهم، لذلك فهم يرونه شخص واقعي يشبه تجربتهم الحياتية

أضفى الراحل نور الشريف على شخصية " الحاج عبد الغفور" قدر كبير من البهجة في انفعالات وجهه سواء في علاقته بشريكته "فاطمة كشري – عبلة كامل" أو في علاقاته بالسوق، ما جعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يستخدمون مقاطع كثيرة من مشاهده الطريفة عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ويعلقون بها على أحداث حياتهم الخاصة أو على بعض الأمور الحياتية بشكل عام

يبقى نجاح "لن أعيش في جلباب أبي" مقترن بخلطة نور الشريف السحرية " الواقعية والصدق والإيمان بالمشروع" وربما تكون الأخيرة هي الأهم والتي تؤكد على حبه وشغفه كفنان بمهنته وبتقديم مشروعًا هو يعلم جيدًا حصاد نجاحه بعد سنوات طويلة خصوصًا وأن العمل كاد أن يتوقف تمامًا بعد تعرضه لأزمة إنتاجية كبيرة، ولولا إيمانه به وتقديمه المشروع لقناعته لم يكن ليخرج للنور ونظل نعيش في "نوستالجيا" الحاج عبد الغفور

بداية الصفحة