عيون ينابيع المياه المعدنية الحارة إحدى أسرار الطبيعة التي سخرها الله سبحانه وتعالى للإنسان،

تتفجر بصورة عجيبة من باطن الأرض في أماكن كثيرة حول العالم وفي الدول العربية أيضا ،

يزورها المواطنين ورواد السياحة العلاجية من أجل الاسترخاء والتداوي والاستكشاف، بعضها حطم رقماً قياسياً في درجة الحرارة،

والبعض الآخر مازال يتدفق منذ قرون وآلاف السنين مثل معجزة بئر زمزم تتميز مملكة المغرب الشقيق بوجود عشرات آبار المياه الجوفية وعيون المياه المعدنية الطبيعية التي يفوق عددها 120 عيناً للمياه النابضة بالحياة في جبال الأطلس ( مع 300 سد مائي) مثل سيدي علي وعين سايس ولماس ومولاي يعقوب الكبريتية عين السلطان وسيدي حرازم فيتيل وأكبرها عيون نهر أم الربيع ( 47) مع مياه الأمطار في نهر أبو الرقراق مما جعل المغرب لديه إكتفاء ذاتي من المياه الصالحةً للشرب والزراعة والحمامات المغربية الشهيرة وكذلك موسم حصاد انتاجه الغزير من الخضر ًوالفاكهة الموسمية بكل أنواعها والياميش "المكسرات" الذي يكفي احتياجات السوق المحلي ويتم تصديرها لأوروبا والعالم كما أن لديه اكتفاء ذاتي من إنتاج مراعي الماشية ولحوم الأغنام " الحولي" واللحوم البيضاء ( الدجاج والأرانب البرية والطيور) وأيضًا الصيد البحري المتطور لصيد الأسماك " الحوت" علي شواطئه الممتدة بطول 3500 كم علي البحر المتوسط من السعيدية شرقًا حتي طنجة غربًا وعلي المحيط الأطلسي من طنجة شمالًا حتي اغادير والجويرة العيون والداخلة في الصحراء المغربية عيون المياه المعدنية الطبيعية وعيون المياه الأخرى التي يتوفر عليها المغرب، تعتبر ثروة نادرة، في ظل أزمة ندرة المياه على المستوى الدولي، والتغييرات المناخية والإحتباس الحراري وقد أعلن نزار بركة وزير الري والأشغال المغربي أن زلزال الحوز المدمر الذي ضرب المغرب سبتمبر 2023 الذي قتل الآلاف لكنه أظهر 50 من العيون المائية الجديدة الصالحة للشرب وري الأراضي الزراعية ولحسن الحظ لم يكن مركز الزلازل مدينة مراكش التاريخية ذات المباني الأثرية وكثافتها السكانية العالية وبحسب بيانات وزارة الري والمياه في المغرب يتوفر على موارد مائية معدنية وفوارة تتمركز بالمناطق الجبلية وتلعب دورا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية كما تساهم من تحسين ظروف العيش بتوفير وإنعاش فرص للشغل إضافة إلى دورها الفعال في التغذية الصحية والاستشفائية كما تعد قبلة للسياحة الداخلية. إلى جانب ذلك، يتوفر المغرب أيضا على عيون غازية ومعدنية وهي مياه ثبت تأثيرها العلاجي في تخفيف الأمراض أو الوقاية منها. وعادة تحتوي على نفس نسبة الأملاح التي تحتويه المياه المعدنية الطبيعية. تمنح البيئة الجيولوجية للمغرب إمكانيات كبيرة في ميدان التغليف والتداوي بالماء بفعل وجود ينابيع مياه معدنية طبيعية تقارب 120 ينبوع متواجدة بمناطق الريف وشبه الريف مثل مولاي يعقوب، وعين للا الشافية وعين الله، ومناطق الشمال الشرقي مثل ثقب بنشاقور، ووسط المغرب مثل سيدي علي و للا حيا. ثم الأطلس المتوسط الذي يضم عيونا منها عين تبخباخين ، وسخونات مرموشة، وعين إيفران في بن صميم وسيدي حرازم، والأطلس الكبير الذي تتواجد به حامات مولاي علي الشريف وعين مولاي هاشم، ثم الأطلس الصغير الذي يوجد عين اباينو وإيفرن الأطلس الصغير هذا زيادة على عيون بالصحراء في الجريفية وابرطيل. وللحفاظ علي ثروة المياه في المغرب يتوفر حاليا على 152 سدا كبيرا و141 سدا صغيراً كما يوجد ما يزيد عن ثمانين بحيرة مائية لجمع مياه الأمطار في المغرب أشهرها بحيرة إيسلي ويوسف بن تاشفين وعبد الكريم الخطابي واد المخازن والمسيرة كما تم حفر آلاف الآبار المائية لاستخراج المياه الجوفية. وقد بدأ تسويق المياه المعدنية "سيدي حرازم" في سنة 1968 وتعتبر أول مياه معدنية تسوق في المغرب. فيما يصل عمق البئر الذي تستغله شركة "صوتيرما" في سيدي حرازم إلى 100 متر في عمق الأرض في وسط طبيعي تحميه تضاريس جبلية وعرة لوحة مبهجة تعلن عن حلول فصل الربيع، حيث تكتسي جبال الأطلس المتوسط الشاهقة بالبساط الأخصر، المزركش بالأزهار بمختلف أنواعها وروائحها، يتخلل هذا البساط الطبيعي شلالات وعيون متفجرة وأنهار تجعل المشهد أكثر روعة، تضيف لخلفية المشهد موسيقى خرير المياه وأصوات الطيور الفرحة بحلول الربيع، الذي يحرص الكثير من المغاربة والسياح الأجانب على التوافد حول «شلال أم الربيع» الذي يتوسط جبال الأطلس المتوسط في إقليم خنيفرة، - وسط المغرب-، للاستمتاع بدخول فصل الربيع، حيث تتدفق عشرات العيون الطبيعية العذبة، وسط جبال الأطلس المتوسط، وتنساب الشلالات بين الصخور لتجتمع المياه بعد رحلة طويلة من قمة جبال الأطلس في سهل وادي أم الربيع، لتقطع طريقها طوال مئات الكليومترات بين الجبال حتى المصب في المحيط الأطلسي. وتنشط السياحة في موسم الربيع، ولذلك سمي الوادي والنهر بأم الربيع، ويتكسب سكان القرى الواقعة حول الوادي والنهر على امتداد مئات الكليومترات من السياحة إلى جانب الزراعة والرعي، حيث تتميز المنطقة بتوفير بيئة فلاحية متميزة تعكس عادات وتقاليد سكان المنطقة «الامازيغ» منذ آلاف السنين، وهي مازالت كما هي لم تتغير، نفس الطقوس والعادات والتقاليد والحرف التقليدية التي يقبل السياح على شراء منتوجاتها، مثل الزرابي «السجاجيد» والعقود والحلي «الفضية والحجر والعظام» والمنسوجات الصوفية. قطعة من الجنة وحول وادي أم الربيع تكثر المطاعم الشعبية التي تقدم الأكلات التقليدية مثل الكسكس المغربي الأمازيغي الشهير، واللحم بالبرقوق، والبسطيلة وهي فطيرة باللحم أو السمك، والحريرة «وهي حساء مغربي أصيل»، وطواجن الخضر بلحم الماعز، كما توجد بالمنطقة ثلاثة فنادق جيدة وأسعارها مناسبة دائما ما تكون كاملة العدد خلال فصل الربيع، وأقل قليلا في فصل الشتاء والصيف، حيث يستمتع الكبار بمشهد الطبيعة الساحرة، ويستمتع الصغار بالاستحمام واللعب في مياه بحيرة أم الربيع، بحيرة الخير والجمال وجنة الله في قلب جبال المتوسط أشهر ينابيع المياه الحارة في الوطن العربي للسياحة والعلاج والاستكشاف مملكة البحرين تميزت تاريخيًا بمياه الينابيع العذبة والعيون البحرية بها والتي يبلغ عددها 25 عين تقريبًا وحتى أن البحرين سميت بهذا الاسم بسبب تلك الينابيع، حيث يجتمع الماء العذب مع الماء المالح في مكان واحد حمام "المسخوطين " وورقة في الجزائر الذي يقع على بعد 25 كيلومتراً من عاصمة ولاية قالمة الشرقية وتصنف مياهه الثانية عالمياً من حيث درجة الحرارة بعد مياه براكين أيسلندا، وتبلغ درجة حرارتها 96 درجة مئوية وتتجاوز 6500 لتر في الدقيقة الواحدة. حمامات ماعين في الأردن واحدة من أجمل الينابيع الطبيعية في الشرق الأوسط، تقع بين مادبا والبحر الميت على بعد 58 كيلومتراً جنوب عمان. وتنتشر منابع المياه الساخنة في أنحاء تونس، أشهرها "عين العتروس" عين خت في الإمارات العربية المتحدة كما توجد في مصر عيون كبريتية اشهرها العين السخنة جنوب السويس شرق القاهرة وكابريتاج حلوان وبحيرة عين الصيرة جنوب القاهرة بعد تطويرها الشامل وتحويلها لمركز سياحي بعد افتتاح متحف الحضارة المصرية علي ضفافها وعيون الواحات البحرية في سيوة والفرافرة وبحيرات جبال الملح وحمام عيون موسى بمدينة طور سيناء خمسة عيون تصب في حمام علي شكل حمام سباحة وتفيد هذه المياه الكبريتية في شفاء العديد من الأمراض الروماتيزمية والجلدية وحمام فرعون»، أحد أهم أماكن الاستشفاء بجنوب سيناء ويبعد عن نفق الشهيد أحمد حمدي بحوالي 110 كيلو ويتكون من خمسة عشر عين تتدفق منها المياه الساخنة من داخل المغارة التي توجد بالجبل الذي يوجد بالقرب من شاطئ البحر وتتراوح درجة حرارة هذه المياه من 55 الي 75 درجة مئوية وفي سلطنة عُمان توجد 25 عيون طبيعية واشهرها عين الكسفة العيون المغربية العديدة تنبض بالحياة لكن بعضها ينضب أيضًا مثل عين إرفود في الجنوب التي اكتشفت 1984 ربما لعدم صيانتها والإهتمام بها حيث ان متوسط عمر البئر 70 سنة تقريبًا كما تحتضن مناطق المملكة السعودية نحو 12 عينا كبريتية تفتقر إلى استغلالها بغرض السياحة العلاجي بينما بئر زمزم المباركة في مكة المكرمة منذ إسماعيل وأمه هاجر المصرية زوجة أبو الأنبياء إبراهيم وتحققت دعوته لله "رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ" وظلت مياهها العذبة جارية منذ آلاف السنين تروي عطش ملايين المسلمين من الزوار والمعتمرين وحجاج بيت الله الحرام