كتاب وآراء

' وباء جارف زائر للغنى والفقير والوزير والخفير وقليل منهم المتعظون'

كتب في : الأربعاء 08 إبريل 2020 - 9:21 صباحاً بقلم : محمد العمامرى

أكتب مقالتى هذه ولست على يقين إن كانت تلك المقاله اخر مخطوط لنا معكم أم لا حيث قال تعالى"  وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ "صدق الله العظيم أى لقد خلقنا الإنسان ونعلم ما تحدِّث به نفسه فلا يخفى علينا سرائره وضمائر قلبه  "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ اى ونحن أقرب للإنسان من حبل العاتق والوريد هوعرق بين الحلقوم والعلباوين والحبل هو الوريدفأضيف إلى نفسه لإختلاف  لفظ اسميه ومعناه نحن أملك به وأقرب إليه في المقدرة عليه  ومايقلقناوبحق  فى هذه الآونة  هو ردود أفعالنا نحن كل المصريين حيث تفشت الكورونا التى لاتقف عند شخص بذاته فهى تزور لتصيب الغنى قبل الفقير والوزيرقبل الخفير وللأسف فقليل من عباد الله الذى يتعظ ويعتبر ويرجع إلى الحق  فالله يقول فى كتابه الكريم" اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أوهم قائلون فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين "صدق الله العظيم وقال تعالى"أحسب    الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون" ومعنى هذا هو أن الله عز وجل عندما يبتلي العبد يكون ذلك من أجل أن يختبر الله مدى إحتماله وتحمله ومن ثم نجاحه فى الصبر على تحمل هذا الإبتلاء ومدى مقابلة هذا الابتلاء بالرضا والقناعه والتسامح وهذا مؤداه ومفاده أن العباد لم يأتو حتى ينعموا أويسعدوا  فى الدنيا كما  كانوا يعتقدون ويتصورن خطأ حيث لم يوضحها لهم الكثير من الآباء والأمهات لفقرهم انفسهم بالمعرفةبما فى كتاب الله وسنة رسوله فتوارث الناس وآل إليهم جهل آبائهم وأمهاتهم هذا  ولذلك ينزعج العبد عندما يبتلى بمرض أو نقص من الأموال لأنه يفاجأ أنه خلق للعباده والإبتلاء معا وغفل قوله تعالى فى كتابه"  وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "  وايضا "قال تعالى"ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبه  قالوا إنا لله وانا اليه راجعون " صدق الله العظيم  فلو أعد كل عبد نفسه بحق أنه سيخضع للإبتلاء فى الوقت الذى حدده الله عز وجل له سلفا فى كتابه المحفوظ لعلم الله الأسبق لما فزع العبد وقابل الإبتلاء بصبر  ومثابره "فعجب لأمر المؤمن  أمره كله عجب إذا إصابته ضراء صبر فكان خير له وإذا إصابته نعماء شكر فكان خير له" وفى الختام ومما تقدم فعلى المرء أن يكون له من الكورونا  وقفه ورجوع مصداقا لقول رسول الله "فكفا بالموت واعظا وكفى بالتقوى غنى وكفى بالعبادة شغلا وكفى بالقيامة موئلا  وبالله مجازيا وللأسف فتجد الناس يستعدون لمواجهة الكورونا فقط ولا يستعدون لمواجهة رب وخالق الكورونا ومن ثم نقول لهم أما آن الآوان أن يرجع الظالم عن ظلمه فيبدله بالعدل والكاذب عن كذبه فيبدله بالإعتراف بكل صدق وان يرد الحقوق لأصحابها  سواء كانت كلمة حق أو مال منهوب اومسروق أما آن أن يرجع الحاسد عن حسده فيبدله بالرضا فالكورونا  وباء  زاحف جارف لايفرق بين رجل وامرأة ولا بين شيخا وطفلا ولا مؤمن وكافر  فيلزم لمقاومته القرب من الله الحبيب الأول لكونه الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد  كما نحتاج أن ندعم أنفسنا لمقاومة  هذا الداء الجارف بالصلاة على الحبيب المصطفى حبيبنا الثانى مقاما ومرتبة فإستحق تلك المرتبة فرضا  لما له من مقام محمود بعثه الله اليه فعليه أفضل الصلاة اوزكى السلام"

بداية الصفحة