كتاب وآراء

... ' الرضا '...

كتب في : السبت 02 فبراير 2019 - 11:29 مساءً بقلم : محمد العمامرى

اخى القارئ اختى القارئة ان معنى الرضا ان يرضى العبد عن كل ماقدره الله له حيث أعطاه بعضا من النعم وحرمه من البعض الاخر  ليرى مدى تحمله فى الحفاظ على ما أنعم عليه به والصبر على ماحرمه منه  حيث ماحرمه منه هو الابتلاء ويقاس مدى رضا العبد بمدى صبره على الابتلاء المتمثل فى حرمانه من بعض النعم وتختلف من عبد لآخر حسب طاقة تحمله فمن الناس من يتحمل النقص فى نعمة المال والآخر من يتحمل النقص  فى نعمة الصحه ومنهم من يتحمل النقص فى نعمة عدم الإنجاب ومنهم من يتحمل فقد الأبناء والأحباب وقدرة التحمل تختلف من شخص لآخر حسب طاقته التى أعطاها الله له حيث قال الله تعالى فى كتابه الكريم( لا يكلف الله نفسا الا وسعها)صدق الله العظيم ولكن من اجل ان تسع النفس ماكلفت به  فهى مشروطه بان يكون العبد فى وصل وقرب مع الله حتى يتحمل الابتلاء اى التكليف أو النقص فى النعم  والدليل على ذلك يتضح  عندما يصاب العبد   بنقص فى نعمة اى بابتلاء  فيصاب بالهلع الذى يصل به إلى الصراخ لماذا لأنه ليس فى وصال مع الله فلا يعقل أن تنقطع صلتك بالله  وتريد أن تتحمل الابتلاء فكيف يتحقق هذا وعلى النقيض  فأما من يتحمل مفاجأة سحب النعمه  (كنعمة الصحة اوالمال او الأبناء) فهو من يكون فى وصل مع الله ومن ثم فهو العبد الراضى الذى يرضى عن الله ومايقدره له من  الابتلاءات والاختبارات  وليس من حق أحد أن يقلل من ابتلاء  الاخر لان الكل يبتلى على مقدار تحمله الذى قدره الله له فلا مبرر لأحد أن ينتحر متعللا لعدم قدرته على التحمل بما ابتلاه الله به ومن ادعى بما يخالف ذلك فهو كاذب صاحب افتراء على الله فليس من حق من ابتلى بالصداع مثلا ان يقلل من حجم ابتلاء من ابتلى بالمغص  فكلاهما فى ابتلاء على قدر طاقته  التى فطره الله عليهاوختاما أوصى نفسي واوصيكم بالرضا عن هذا الابتلاء اوذلك التكليف لأننا ان لم نرض سيتحقق فينا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن رب العزة فى حديث قدسى(  ان لم ترض لتركضن ركض الوحوش فى البريه وكنت عندى مذموما مدحورا) فمتى سنرضى عن قدر الله  وتقديره ومتى سنكون  فى وصل مع الله حتى نتحمل ماكلفنا به ومتى سنعلم ان لكل اجل كتاب فمن ابتلى اليوم يعتقد أنه الوحيد الذى ابتلى ويبدأ فى عدم الرضا قائلا لماذا انا يارب ولا يعلم ان أخيه او أخته سيبتلى غدا فلن تمت نفسا قبل ان تبتلى اى تختبر ولكن من يحدد الميعاد هو الله لأن الله يبتلى العبد فى الوقت الذى يكون فيه العبد قادر على التحمل حتى لا ينتحر فالله لايختبر العبد ليعجزه حتى يدخله النار ولكن ليرفعه حتى يدخله جناته وذلك حسب مقدار تحمله وصبره  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلاة وسلاما عليك يا حبيبى يا رسول الله

بداية الصفحة