كتاب وآراء

الكاريزما وتأثيرها

كتب في : الجمعة 22 سبتمبر 2023 - 11:55 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

عندك كاريزما تتسم بشكل يجذب الآخرين ؟

تمتلك أسلوب حديث راقي وشيق وهادئ ؟

لديك بعض مهارات التواصل الاجتماعي؟

تُجيد صناعة شيء من لا شيء؟

لديك هدف تريد تحقيقه لتفيد مجتمعك؟

السوشيال ميديا مصدر سريع الوصول للأفكار ويمكنه التأثير عليها بمنتهى السهولة

إذا كُنت تمتلك موهبة التأثير على الآخرين ولديك تلك الكاريزما فلا تستغلها في نشر الإسفاف وما لا يفيد فليس المهم تحقيق أكبر عدد من المتابعين او المشاهدين أو القراء بقدر ما هو المحتوى الذي تقدمه للناس ومراعاة ضميرك والله فيما تضعه في عقل الآخر وليس هذا معناه البُعد عن وسائل الرفاهية أو ضخ كمية من المعلومات التي قد يصعب فهمها عند البعض ولكنك تستطيع جذب الانتباه بخلطة مكوناتها الذكاء في صناعة المحتوى

"ما قل ودل"

ولا مانع من بعض الترفيه المهذب الذي لا يخرج عن سياق الأدب والأخلاق العامة والعرض الشيق للفكرة يجعلها تصل للعقول بسهولة كلٌ في مجاله وتخصصه

أنا أستفيد منك وأنت تستفيد مني وآخر يستفيد منا نحن الاثنين وهكذا ...

العبارات التي يصعب استيعابها والمعاني اللغوية الضخمة ليست مقياسًا للثقافة ولا المؤهل والدرجة العلمية

ثقافتك تنبع من الكم المعرفي والخبرات التي استطعت الحصول عليها من تجاربك الشخصية وتجارب غيرك في الحياة فلا تشُق على نفسك ولا على الآخرين

كلما كان قولك يسيرًا وسهلًا وأسلوبك يتسم بالسلاسة

وخلقك وطبعك اللين كلما وصلت أكثر لقلوب الناس

واكتسبت حبهم وثقتهم فيك في زمن قل فيه مَنْ يتصفون بالصدق في القول والفعل بدون مصلحة

"الطيور على أشكالها تقع "

الطيور تطير وتتجمع في أسراب وجماعات لها نفس الصفات ونفس الأهداف وتتعدد تلك الأنواع وتختلف عن بعضها البعض هكذا الإنسان ليس من المفترض أن نتشابه جميعا في الصفات والطباع والأخلاق والمكانة الاجتماعية والأصل الطيب والعطاء وخوف الله في أفعالنا ومراعاة العادات والتقاليد والعلم وما إلى ذلك

ولكن خلقنا الله مختلفين وكلٌ يُحاسب على عمله في الدنيا وكلٌ مسؤول عن تصرفاته ويختلف الوعي من شخص لآخر حتى في نفس الأسرة ويمكنك أن تجد الإنسان الأكثر وعيًا هو الأكثر عذابًا ومحاربة من الأقل منه في الوعي فهناك بعض المشاعر السلبية التي قد تنتاب الإنسان غير المُتحكم في تفكيره وانفعالاته كشعور الغيرة والحقد والحسد وتمنى زوال النعمة وكلما اقترب الإنسان من الله كلما ابتعدت وانتهت هذه الصفات السلبية فيه ومن هنا تأتي أهمية تقويم النفس البشرية وتغذيتها بكل ما هو إيجابي وفيه نفع وخير والبُعد عن الضغينة والكراهية والتي تشبه برأيي تلك السوائل التي تحتبس داخل الجسم ولا يستطيع التخلص منها إلا بصعوبة وقد يلجأ للعلاجات والأدوية إذا لم تنفع الطرق الطبيعية لذلك فتنقية دواخلك وروحك هي الأساس ومن الثوابت التي تنتهجها في حياتك لتعيش سعيدا وتلك السعادة والرضا تظهر على ملامحك وتكون سرا من أسرار انجذاب الآخرين إليك ، إذا أردت أن تكون هذا الشخص

طَبِّق هذا النهج في حياتك الرضا، التسليم لله ولأقداره التي لا تتغير إلا بالدعاء، نشر الوعي في كيفية تحقيق التعايش بسلام بين البشر، وإنهاء الخلافات، وتوثيق أواصر العلاقات القويمة بين الناس، ومساعدة الآخرين، والقضاء على الطمع والجشع والتَّملق والتَّسلَّق على أكتاف الآخرين لتحقيق مصلحة خاصة، نشر كل ما هو إيجابي، البُعد عن التخويف والترهيب للإقناع بفكرة ما أو فكر ما لنيل المكاسب وتحقيق أهداف بعينها إنهاء فكرة الشللية التي تهدم المجتمعات وتَفُت في عضدها "وتعاونوا على البر والتقوى " انتشار ظاهرة "التريند" والتقليد الأعمى لكل ما لا يناسب مجتمعاتنا العربية وعاداتنا وتقاليدنا وديننا وظاهرة التباهي بالتنزه في الأماكن الفخمة والمنتجعات السياحية والقُرى والمصايف الخيالية الأسعار التي لا تستطيع كل الطبقات الذهاب إليها يُعد ذلك هدم لمشاعر الإحساس ببعضنا البعض وتعذيب للفقراء وقليلي الحيلة الذين يشاهدون فيديوهات مسجلة ومصورة لمُرتادي الفنادق الشهيرة والغالية وشواطئ البحر الخيالية القاصرة على فئة تمتلك أموالا وتتصف بالثراء والغِنى الفاحش ليست مشكلتنا الأساسية من أين لهم هذا ويعطي الله مَنْ يشاء بغير حساب ولكن المشكلة الرئيسية هي مراعاة غير القادر على توفير لقمة العيش لأبنائه فما بالك بالذهاب للمطاعم والأوتيلات ورحلات السفاري التي تُعرض أمام أعيننا بكل وقت على وسائل التواصل الاجتماعي لعالم آخر بعيد كل البُعد عن الأسر التي تكد وتكدح لتربية أبنائها والعمل المتواصل ليل نهار للإنفاق على تعليمهم وعلاجهم وهي أبسط وأقل ما يمكن توفيره لهم وسط موجات ارتفاع الأسعار والغلاء والأزمات الإقتصادية التي يواجهها العالم وزيادة الإيجارات وقلة فرص العمل فلنكُن رحماء ويراعي كل منا الآخر لتنشأ مجتمعات سوية تقل فيها جرائم القتل والسرقة والاغتصاب والتَّسرُّب من التعليم ويسود الأمان وتقل الاضطرابات النفسية وكلنا بالنهاية لله راجعون ولا فارق بين غني وفقير وصالح وطالح الكل مردُُه لله تعالى والحساب عنده وحده.

بداية الصفحة