كتاب وآراء

تصريح البروفيسورة الجزائرية ربيعة برباق على هامش المؤتمر الدولي التداولية وتعليمية اللغة العربية

كتب في : الاثنين 30 نوفمبر 2020 - 9:37 صباحاً بقلم : خولة خمرى / الجزائر

كعادتها تبدع البروفيسورة الجزائرية المتألقة ربيعة برباق بتقديم مداخلة علمية جد قيمة جاءت بعنوان: الأسس التداولية لتعليمية اللغة العربية وذلك أثناء مشاركتها في فعاليات المؤتمر الدولي الذي جاء بعنوان المؤتمر الدولي التداولية وتعليمية اللغة العربية

المؤتمر الذي شهد مشاركة شخصيات لسانية بارزة في مجال التداولية واللغة، وقد كان حضور البروفيسورة الجزائرية ربيعة برباق متميزا وملفتا للانتباه بتدخلاتها القيمة حيث وضعت الأستاذة يدها على الجرح بتقديمها للعديد من النقاط المهمة التي تعاني منها تعليمية اللغة العربية، مقدمة العديد من الاقتراحات الدقيقة والمتخصصة، للخروج من بتعليمية اللغة العربية الى النجاعة والتيسير والمقبولية، واعادة الاعتبار لها في مجال الاصطلاح والبحث العلمي، واتخاذها لموقعها الصحيح بين اللغات المجاورة لها أو المتشاركة معها في الاستعمال والتعليم والخطابات الرسمية، والانتقال بها من الصراع اللغوي إلى التعايش اللغوي، والحفاظ على اللغة العربية الفصحى مرتبط بالهوية الدينية للشعوب العربية، وارتباطها بالاسلام يكسبها موقعا استراتيجيا في المنظومة التعليمية لهذه البلدان، ولكن هذا لا يعني أنها في مأمن، خاصة ونحن نرى غزو اللغة الانجليزية لغة العلوم الموضة، صرحت قائلة: بأن الجامعات العربية فقدت السيطرة على اللغة العلمية والحضارية، ودخلت في أزمة اصطلاحية، سببها ترجمة العلوم والمعارف، وعدم القدرة على إنتاجها محليا، بسبب السياسات المعتمدة في التخطيط اللغوي والتربوي، ما يحتم علينا ضرورة المسارعة إلى إيجاد الحل لتجنب تبعات أسوء. وقد استهلت بحديثها عن الأسس التداولية التي تحكم منطق اللغة واستعمالاتها لتنتقل الى الحديث عن الوضع اللغوي في الجزائر، من تداخل وتعدد لغوي، ومظاهر لغوية لم تؤخذ بعين الاعتبار في بناء المناهج التعليمية، باعتبار اللغة العربية الدارجة هي اللغة الأم التي طغت على ألسنة المستخدمين، بالإضافة إلى اللغات الأخرى كالفرنسية، والامازيغية التي يستعملها كثير الجزائريين في حياتهم اليومية، في مناطق مقدمة العديد من المناطق، مما يستدعي إعادة النظر في إمكانية توحيد المنهج والطريقة والكتاب المدرسي، ونحن نتعامل مع متعلمين مختلفين في اللغة الأم. وقدت البروفيسورة عدة اقتراحات كونها مختصة في مجال اللسانيات والتعليمية، ودعت إلى توظيف مبادئ ونظريات اللسانيات والتداولية في بناء مناهج تعليمية اللغة، والتمييز بين تعليمية اللغة العربية لأبنائها وتعلينها للناطقين بغيرها، للحصول على متعلم قادر على الحديث بالفصحى وكتابتها والإبداع بها. ولما لا إنتاج العلوم والمعارف بها. بدل نقلها وترجمتها عن اللغات الأخرى. وصرحت أنه يجب أن تتكاتف جميع الجهود لرأب هذا الصدع الفكري الذي بات ينخر مجتمعاتنا، بسبب الصراعات التافهة. وأكدت البروفيسورة على ضرورة وعي الشعوب بمدى أهمية التعليم وضرورة النهوص به في جميع التخصصات والمواد، وقد دعت البروفيسورة وسائل الإعلام المختلفة إلى دعم هذا التوجه منوهة بمدى الأثر الكبير الذي تشكله وسائل الإعلام المختلفة على نشر الوعي، وتعليم اللغات، وضرورة مواكبته لحاجيات المجتمع، من خلال تبني الخطاب الايجابي، واعطاء أولوية للبرامج التعليمية، والنأي عن الخطابات الفارغة، كي يصبح الإعلام الجديد بمختلف ألوانه و أشكالها لقاء ثقافيا لمختلف اللغات، دون الوقع في فخ الانسلاخ والذوبان في الآخر. وأكدت البروفيسورة ربيعة برباق أن المجتمع المدني له دور كبير في استعمال اللغة، من خلال الجمعيات والنوادي والمنظمات الثقافية، ومختلف الهيئات التي تعمل على تنشيط المجال الفكري والإبداعي الذي يضمن بقاء الفصحى. مع ضرورة التفاعل الايجابي مع ما سيفرضه عصرنا من تطورات كبيرة في مجال تداولية اللغات خاصة أننا في عصر التعددية الثقافية واللغوية والعالم يتوجه إلى مزيد من الانفتاح على اللغات الأخرى، فتعلم اللغات الأجنبية صار مطلبا كبيرا، لكن ايضا اثمر العصر الحديث وعيا لدى الشعوب بضرورة الحفاظ على لغاتنا وهوياتها الثقافية، في ظل هذا الانفتاح. كما صرحت البروفيسورة الجزائرية ربيعة برباق في نهاية محاضرتها بأن تعليم اللغة العربية او اي لغة أخرى لابد أن يقوم بمنأى عن الصراعات، وأن يستثمر ما توصلت إليه اللسانيات المعاصرة من أجل تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة. ها مستعدة لقبول دعوة أي مؤسسة تود منها توضيح بعض الإشكاليات المتعلقة بعالم اللغة وتعليميتها وإشكالياتها. وقد صرحت الباحثة في هذا الشأن قائلة: ان اي لغة مهما كانت مكانتها الاجتماعية، لابد لأهلها من انتاج معرفي وعلمي وخلق وابتكار وإبداع للحفاظ على وجودها، وجذب المتكلمين الى استعمال اللغة العربية والاعتزاز بها مرهون بهذا الأمر، وهذا لن يكون إلا بتكاتف جهود الجميع من مؤسسات وحكومات ووزارات وكذا جهود العلماء واللغويين المختصبن، دون ذلك لايمكن بالاقتصاد العربي الراكد بسبب الركود الفكري، وتجاوز هذه الأزمات اللغوية التي يعاني منها الوطن العربي عامة و الجزائر خاصة" وقد وعدت الباحثة الجمهور الذي حضر المؤتمر من الطلبة المتعطشين لمعرفة خبايا عالم اللغات وتداوليتها أنها ستقدم المزيد من المحاضرات حول هذه القضايا المثيرة للجدل في قادم الأيام شاكرة إياهم على حسن تفاعلهم مع المحاضرة.

بداية الصفحة