كتاب وآراء

الانتخابات الايرانية ، المواجهة بين المحافظين والمتشددين .

كتب في : الأربعاء 06 مارس 2024 - 6:44 صباحاً بقلم : حسين عطايا

 

يوم امس شهدت ايران انتخابات نيابية ، وايضاً انتخابات مجلس خبراء النظام ، والذي يعتبرها بعض المعارضين وحتى بعض المقربين من النظام ، على انها الاسوأ والاقل نسبة مشاركة في تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ نشأتها  .

وذلك ناتج عن إقصاء اكثرية المرشحين ممن ينتمون لتيار  الاصلاحيين وحتى بعض المحافظين والذين يُعتبروم ليبراليين الى حدٍ ما ، وهذا ما جعل المرشحين المقبولين ينتمون الى المحافظين وجناح المتشددين منهم والذي يؤيدون النظام ويوالونه دون سؤال او محاسبة ، وبذلك اقتصرت المنافسة بين المحافظين والمتشددين منهم فقط مع بعض الموزاييك من قلة من الاصلاحيين والذين لم ينجح منهم احداً .
هذا الامر جعل من الانتخابات هذه معروفة النتائج سلفاً ومُعلبة ومظبوطة على ساعة المرشد تماماً حيث تؤمن له ولمشيئته الاستمرارية بذات النهج دون اي نكد سياسي او بعض الازعاج من الاصلاحيين وسواهم .

كذلك رافق الانتخابات النيابية ، انتخابات مجلس خبراء القيادة ، والذي يُعتبر الهيئة الناخبة التي تقوم باختيار المرشد فيما لو غاب المرشد الحالي  بسبب الموت او اية اسبابٍ اخرى ، والذي يتألف من ثماني وثمانون عضواً ، وقد ترشح لعضويته مئة واربعين مرشحاً ، اما الجهة المخولة قبول الترشيح لعضوية هذا المجلس يأتي بعد موافقة على الترشيح من قبل مجلس صيانة الدستور الذي يعين نصف اعضائه المرشد نفسه ، وهذا الامر ما يجعله اداة مطواعة لرغبات المرشد ليأتي مجلس الخبراء وفقاً لمشيئته وإرادته ، والغريب في الموضوع ان من بعض الذين تم رفض ترشيحهم هو الرئيس الايراني السابق حسن روحاني والذي كان عضواً في المجلس نفسه لدورتين .
لذا  يظهر ان هذه الانتخابات لا تختلف عن سابقاتها بشيء وكأن البلاد لم تشهد اعتراضات لا بل ثورة في العام الماضي والتي لازالت بعض ارهاصاتها مستمرة في العديد من محافظات البلاد ، وهذا ما ادى الى شبه مقاطعة شعبية حتى اتت نسبة المشاركة في الانتخابات لما دون الواحد والاربعين بالمئة والتي اعتُبرت الاسواء والاقل نسبة منذ قيام الجمهورية الاسلامية في العام ١٩٧٩ اي الانتخابات الاولى في هذه الجمهورية على إثر انتصار ثورة الملالي في العام ١٩٧٨ .
بذلك يكون النظام الايراني يسير على نفس مسار الدول الدكتاتورية والتي تحفر مسار  سقوطها كما العديد من الانظمة البائدة التي سقطت في حقبات التاريخ واندثرت .

بداية الصفحة