نظمت المجموعة العربية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وقفة تضامنية مع فلسطين، اليوم الأربعاء بمقر المنظمة بباريس، وذلك للتعبير عن تضامن الدول العربية مع الشعب الفلسطيني في محنته في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر في قطاع غزة. 

وفي بداية الفعالية، أكد السفير المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى اليونسكو منير أنسطاس، أن هذه الوقفة بدعم من المجموعة العربية برئاسة اليمن، هي رسالة دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني، قائلا : "هذه لحظة تضامن مع الشعب الفلسطيني، وخاصة مع عائلاتنا في غزة. الجميع يتحدث عن فئتين من الضحايا الشهداء والمصابين، ولكن للأسف هناك فئة ثالثة وهي الأكبر والأهم وهم الأحياء ، فهم أيضا ضحايا، فجميع سكان غزة ضحايا، حتى الذين لم يصابوا، لكن لديهم شخص قتل أو أصيب في المستشفى، وهناك من ليس لديه حياة طبيعية. لذا إنهم أيضا ضحايا. وهذه هي اللحظة التي نظهر فيها تضامننا معهم ونقول لهم أننا لا ننساكم". 

وأشار إلى أنه تم فتح سجل تضامن مع الشعب الفلسطيني في هذه القاعة لكي يستطيع الحضور التوقيع والتعبير عن تضامهم ودعمهم مع الشعب الفلسطيني. 

من جانبه، أكد سفير اليمن لدى اليونسكو أن هذه الوقفة لإظهار "تضامننا الكامل مع شعب فلسطين، وليس لسكان غزة فقط الذين يعانون من هذه الكارثة وإنما لشعب الضفة الغربية أيضا". 

وأشار إلى أن منظمة اليونسكو أبدت اهتماما قليلا فيما يتعلق بما يحدث هناك في غزة، "وهذا ليس ما كنا نتوقعه من هذه المنظمة أو من الأمانة العامة. لذا ندعوكم للحضور اليوم لنظهر للعالم أجمع وللمنظمة أننا نقف بثبات من أجل هؤلاء الأشخاص الذين يريدون العيش بشكل طبيعي مثل أي شخص عادي في العالم". 

بدوره، شدد السفير ناجي أبي عاصي، رئيس بعثة جامعة الدول العربية في باريس، على أن صور القصف الإسرائيلي المكثف والتي لا تحتمل على المدارس والمستشفيات والمباني التي تأوي الأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة، تتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبادىء القانون الانساني الدولي، وذلك أمام أعين العالم أجمع، مشيرا إلى أن منظمة اليونسكو دعت إلى ارساء مبادىء عن حقوق الإنسان والسلام وليس تلك التي تغذي الكراهية والعدوان والقمع.

وأضاف أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل السلام في فلسطين عن الحاجة الملحة لتحقيق العدالة. وتابع: "أمام هذا الوضع المأساوي الذي يستدعي كل الضمائر، نود اليوم أن نعرب عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني ومع ضحاياه في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، ونؤكد مجددا طلبنا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار وإيصال المساعدات بشكل مستدام دون عائق أو قيود". 

كما طالب باستئناف عملية حقيقية تهدف إلى إقامة سلام عادل وشامل ودائم في فلسطين وفي الشرق الأوسط وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

من جانبه ، قال السفير عايد يحيى عميد السلك الدبلوماسي العربي في باريس، "ندين القصف المسلح الذي يستهدف المدارس والمباني والمستشفيات الذي أودى بحياة 12 ألف مدني، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن وأيضا الصحفيين حيث يراد أن يتم إسكاتهم إلى الأبد".

وأضاف: "نحن هنا في اليونسكو ويجب ألا نقبل بذلك. إننا نرفض وندين سياسة الإرهاب هذه، ولا سيما هذه الضربات التي تستهدف المستشفيات والمدارس، في حين يعتبر القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي هذه الأماكن ملاذا يجب حمايته أثناء النزاعات المسلحة".

كما جدد مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وتجنب وقوع كارثة إنسانية معينة في ما يُعرف بالفعل بأنه أكبر سجن مفتوح في العالم.
كما طالب بأن تكون منظمة اليونسكو قادرة على التفاعل والتحرك مع قضايا فلسطين بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع جميع القضايا الاخرى سواء في أوكرانيا أو في أي مكان آخر. وقال "في هذا الصدد، فإننا ننتظر سريعا تنفيذ القرار الذي اتخذناه مؤخرا، ومن المهم أن نتذكر أن هذه ليست مسألة حرب، وإنما مسألة احتلال، ففلسطين محتلة بالقوة من قبل قوة أجنبية"، مشيرا إلى القرار الذي اعتمدته اليونسكو بأغلبية ساحقة، قدمته المجموعة العربية ويقضي بالمطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية على المدنيين والمنشآت التعليمية في قطاع غزة بشكل فوري.