كتاب وآراء

حرب غزة وتداعياتها على حرب لبنان .

كتب في : الخميس 25 إبريل 2024 - 3:28 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

في الاسبوعين الاخيرين تشتد حماوة الحرب في جنوب لبنان ، وتتدحرج الى حالة من التصعيد والذي يبقى الى حدٍ ما مُنظبط وقابل للتوسع في اية لحظة ،

بينما شيءٌ من التراخي في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ، والتي خفتت حدته تقريباً ، والذي شهد منذُ الرد الايراني والرد الاسرائيلي على ايران قد ضعُف الاهتمام بحرب غزة ولم يعُد الاهتمام سوى بزيادة المساعدات الانسانية وموضوع ترحيل النازحين واهالي رفح ، وقد نقلت معلوماتٍ متواترة من ان الجيش الاسرائيلي بداء بإنشاء مخيم مطللنازحين في منطقة خان يونس ، والتي خلال اسبوعين سيُجبر نازحي رفح بالانتقال اليها ، وسيقوم الجيش الاسرائيلي بتنفيذ عملياته في مدينة رفح بعدما حصل على الضوء الاخضر الامريكي ، مع الطلب منه بتخفيف اعداد القتلى المدنيين وان تكون عملياته محدودة ونوعية مع عدم الافراط بمنسوب قتل المدنيين او تجنبهِ قدر الإمكان . وعلى هذا الاساس إن عملية الانتهاء من عملية عسكرية في خان يونس تحتاج لفترة ما بين اربع الى ستة اسابيع ، وهذا الامر ، يترتب عليه ان مسار وقف لاطلاق النار يحتاج الى حوالي شهرين للوصول اليه اي حتى انتهاء عملية رفح العسكرية المزمع القيام بها . اما على جبهة لبنان ، وما يُسميه حزب الله حرب المشاغلة والاسناد ، يشهد مسرح العمليات تطوراً لافتاً وتصعيداً فيه بعض الحماوة حينا والهدوء في بعض الاحيان ، لكن اللافت في الامر ان بنك الاهداف الاسرائيلي بدأ يجد طريقه الى التنفيذ وما استعمال الاحزمة النارية بالامس اثناء قصف عيتا الشعب سوى بعضاً مما استعمله الجيش الارائيلي في قطاع غزة ، وهذا يُنذر ان بقرار اسرائيلي بمسح القرى والبلدات الحدودية وجعلها غير قابلة للعيش وقد بدأ تنفيذه حرفياً ، حيث تشهد بعض القرى والبلدان جنوباً وخصوصا تلك المحاذية للشريط الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة ، تدميراً ممنهجاً ومنها على سبيل المثال ، الضهيرة ، طيرحرفا مروحين والجبين في القطاع الغربي ، عيثا الشعب وراميا وعيثرون في القطاع الاوسط ، كما بليدا وحولا وميس الجبل وكفركلا في القطاع الشرقي ، هذا الامر معطوفاً عليه الاستعمال المكثف للفسفور الابيض والذي قضى على مساحات واسعة من الاراضي الزراعية والحرجية كما على بعض حقول اشجار الزيتون المعمرة ، وبالتالي يضاف الى نهج التدمير نهجاً اخراً الا وهو القضاء على اساسيات عيش المواطنين الجنوبيين ويقطع ارزاقهم في ارضهم على الاقل لمدة تتجاوز الاربع سنوات في حال تم معالجة الاراضي المصابة بالفسفور الابيض بطريقة علمية لكي يُعاد الانتفاع منها . هذا الامر بكل تأكيد يتحمل عواقبه ابناء الجنوب نتيجة مغامرة حزب الله الغير محسوبة في جر لبنان الى حربٍ اقل ما يُقال فيها غير قادر على خوضها معطوفة على مغامرة حماس التي قضت على سُبُل العيش في قطاع غزة نتيجة الدمار الهائل التي اصابه في بناه التحتية والعمرانية واعاد القطاع الى سنوات القرون الوسطى ، مع استعادة الاحتلال الكامل للقطاع . لذلك ، كل الخطب الرنانة الذي يُطلقها قادة حماس وحزب الله مع بقية قادة محور الممانعة من رأس الهرم ايران عن النصر القادم وعن هزيمة إسرائيل ما هي إلا اوهام واحلام بينما شعبينا في فلسطين وغزة تحديداً وجنوب لبنان يدفعان للمرة الالف ثمن مغامرات وحروب لا طائل منها . اما ما تقوم به قيادة حماس في الخارج من مفاوضات ولقاءات الهدف منها معرفة مصير ودور حماس في اليوم التالي لوقف الحرب ، كما ان مشروع التسوية في جنوب لبنان وتنفيذ القرار ١٧٠١ ايضاً اصبحت جاهزة بنسبة تسعون في المئة ، لان الوسيط الامريكي آموس هوكستين ، يقوم باتصالاته وتحضيراته لليوم التالي لوقف الحرب وعلى هذا الاساس اجرى اكثر من إتصال بعيداً عن الانظار مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لاستكمال ما بدأ به قبل ان يتوقف عن جولاته ، وإن اضفنا اليها بعض الزيارت التي حدثت وستحدث ومنها زيارة بلينكن الاخيرة لفرنسا ومن ثم زيارة جان ايف لودريان لواشنطن ولقائه هوكستين ، وما سيليها قريباً زيارة سيجرونيه وزير الخارجية الفرنسي في اليومين القادمين للبنان ثم السعودي وبعدها إسرائيل ، والتي تأتي بموازاتها زيارة بيل كلينتون ايضا للسعودية وإسرائيل تصب في ذات الاتجاه في التحضير لليوم التالي الذي سيلي انتهاء الحرب . إذاً ، قد تكون مرحلة زيادة التواير والتصعيد هي مرحلة الوصول لوقف الحرب بعد اجتياح رفح الغزية في في الايام والاسابيع القادمة .

بداية الصفحة