عالم

إيران.. عندما كادت طهران أن تصبح 'وحشا نوويا'

كتب في : الخميس 15 نوفمبر 2018 - 6:57 صباحاً بقلم : منى مجاهد

أظهر تحليل للأرشيف النووي الإيراني، أن طهران كانت أقرب بكثير إلى إنتاج القنبلة النووية، مما كانت تعتقده الاستخبارات الغربية.

 

وقال ديفيد أولبرايت، وهو فيزيائي يدير معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إن الولايات المتحدة كانت تقدر أنه كان أمام إيران عام أو عامين لصنع سلاح نووي قبل توقيع الاتفاق النووي في 2015.

 

لكن المعلومات الواردة في الأرشيف، الذي استولى عليه جهاز المخابرات الموساد الإسرائيلي في وقت سابق هذا العام، تظهر أن الإيرانيين قطعوا طريقا ،أطول مما ظنته الاستخبارات الأميركية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

وأضاف أن الحكومة الفرنسية، التي كانت تقول آنذاك إن إيران يمكن أن تحقق سلاحا في غضون ثلاثة أشهر، كانت بالفعل أقرب بكثير في تقديراتها إلى الواقع.

 

ويعكف أولبرايت حاليا على إعداد تقرير يحلل فيه أرشيف البرنامج النووي الإيراني المكون من 100 ألف صفحة، ويغطي الفترة بين عامي 1990- 2003، وتمكن الموساد الإسرائيلي من الاستيلاء عليه في يناير الماضي، وفق المجلة.

 

 وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لدى الكشف عن هذه الوثائق في أبريل الماضي "هذه الملفات أثبتت بشكل قاطع أن طهران تكذب بوقاحة عندما قالت إنه لم يكن لديها برنامج أسلحة نووية."

 

وتوصل الخبير الأميركي إلى خلاصة مفادها أنه في حال انسحبت إيران من الاتفاق النووي، فسيكون لديها الخبرة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية بسرعة كبيرة، ربما في غضون أشهر.

 

وأشار إلى أن نظام الملالي لا يزال بحاجة إلى إنتاج يورانيوم ليتمكن من صنع الأسلحة، ومع ذلك فإن إعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي،تجعل فترة 7- 12 شهرا كافية لإنتاج قنبلة نووية.

 

شهران فقط للنووي

 

وقبل الاتفاق النووي في يوليو 2015، كان من الممكن أن يستغرق إنتاج القنبلة النووية شهرين فقط، لكن بموجب الاتفاق، طُلب من إيران شحن حوالى 97 في المئة من الوقود النووي إلى خارج المنطقة، وتفكيك أجهزة الطرد المركزي.

 

وخلال الفترة التي تغطيها الوثائق، كان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يشغل منصب مستشار الأمن القومي، ووفق النسخة الأولية من تقرير المعهد الأميركي، فقد كان روحاني شخصية مركزية في البرنامج النووي، ومن الصعب العثور على دليل على أن دعمه للأسلحة النووية قد انتهى.

 

 

وركز التقرير على كيفية تجهيز طهران لبنية تحتية لبرنامج نووي شامل أواخر عام 2003، بغية إنتاج 5 رؤوس حربية نووية، قوة الواحد منها تصل إلى 10 كيلوطن.

 

وخلص خبراء في المعهد إلى أنه بحلول أواخر التسعينيات من القرن الماضي، طورت إيران بالفعل "مجموعة كاملة من الكفاءات والقدرات التقنية"، وليس بعضها منها، كما ذكرت الوكالة الذرية.

 

ويقول خبراء إن الكشف عن امتلاك إيران قدرات متقدمة لصنع أسلحة نووية، عوضا عن قدرات إنتاج الوقود الذي يمكن استخدامه في السلاح النووي وهو المحور الرئيسي للاتفاق النووي، اكتشاف مثير للدهشة والقلق.

بداية الصفحة