كتاب وآراء

زعيم المعارضة وعدوالثروات

كتب في : الاثنين 26 نوفمبر 2018 - 11:21 مساءً بقلم : محمد العمامرى

اخى القارئ اختى القارئه أقبل ابو ذر الغفاري على مكه نشوان مغتبطا ودخلها متنكرا ليبحث عن سيد الخلق فلو علم أهل مكه لفتكوا به وفى صبيحة يوم ما ذهب لرسول الله فوجده جالسا وحده واقترب منه وقال له نعمت صباحا يا أخا العرب فأجاب رسول الانسانيه وعليك السلام يااخاه فقال أبو ذر أنشدني مما تقول فأجاب الرسول ماهو بشعر فأنشده ولكنه قرآن كريم فقال أبو ذر اقرأ على فقرأ عليه الرسول ولم يمض من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر اشهد ان لا اله الا الله وأن محمد عبده ورسوله فجعل النبى يرفع بصره ويصوبه تعجبا لما كان من أبى ذر ثم قال ان الله يهدى من يشاء  وجلس أبو ذر الغفاري يوما يحدث ويقول اوصانى خليلى بسبع امرنى بحب المساكين والدنو منهم وامرنى ان انظر الى من هو دونى ولا انظر الى من هو فوقى وامرنى ألاأسأل احد شيئا وامرنى ان اصل الرحم وامرنى ان اقول الحق وإن كان مرا وأمرنى ألا أخاف فى الله لومة لائم وأمرنى أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله ويقول الإمام على لم يبق أحد لايبالى فى الله لومة لائم غير أبى ذر عاش أبى ذر يناهض استغلال الحكم واحتكار الثروة وعاش يدحض الخطأ ويبنى الصواب وعاش متبتلا  لمسئولية النصح والتحذير ولما دعاه سيدنا عثمان ليبقى بجانبه قال كلمته المشهورة لا حاجة لى فى دنياكم نعم لا حاجة له فى دنيا الناس انه من أولئك القديسين الذين يبحثون عن ثراء الروح ويحيون الحياه ليعطوا لا ليأخذوا ولقد صدقت نبوءة رسول الله فيه حيث قال يرحم الله أبا ذر يمشى وحده ويموت  وحده ويبعث وحده وبعد عشرين عاما على مقولة رسول الله مات أبو ذر وحيدا فى فلاة الربذه بعد ان سار حياته كلها وحيدا على طريق لم يتألق فوقه سواه ولقد بعث فى التاريخ وحيدا فى عظمة زهده وبطولة صموده ولسوف يبعث عند الله وحيدا كذلك لان زحام فضائله المتعدده لن يترك بجانبه مكانا لأحد سواه رحمة الله على ابو ذر الغفاري زعيم المعارضه وعدو الثروات وخير الختام ذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

بداية الصفحة