العالم العربى

رسالة جمعية مركز مغاربة ليفير كوزان بالعمل الإنساني الخيري./ صور

كتب في : الاثنين 20 سبتمبر 2021 - 8:24 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد / المغرب


الإسلام دين الانسانية يحثنا على العمل الإنساني للبشرية جمعاء، دون أن يقتصر عمل الخير عند المسلم على الأخوة في الإسلام، ليتعداها إلى الأخوة الإنسانية، والعمل الخيري أو الإنساني هو العمل الذي لا يعتمد على تحقيق أي مردود مادي أو أرباح؛ بل يعتمد على تقديم مجموعة من الخدمات الإنسانية للأفراد المُحتاجين لها، فالمسلم حين يتعامل مع غيره، فهو يتعامل معه ظاهراً، لكنه في حقيقته يتعامل مع الله تعالى، يتوجه بقلبه وعقله إلى الله تعالى بهذا العمل، قاصداً الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.

قامت مؤخرا جمعية مركز مغاربة ليفير كوزان بألمانيا، بمبادرة انسانية التطوعية بمشاركة الجاليتين التركية والألبانية، تمثلت في إطعام ومساعدة المحتاجين والفقراء من أجل تصحيح الصورة المغلوطة عن الدين الإسلامي الحنيف عند الرأي العام الألماني  من الجنسيات الأخرى المقيمة بألمانيا الاتحادية. 

فإن مفهوم العمل الخيري والإنساني يتعدى دائرة الإسلام إلى دائرة الإنسانية، ويتعدى دائرة الإنسانية ليشمل دائرة الحيوان والجماد والنبات، فالعمل الإنساني قد يكون واجباً مفروضاً، وقد يكون مستحباً أو مباحاً، وليس في دين الله تعالى ما يحرم عمل الخير لغير المسلم، بل تتسع دائرة العمل الإنساني، لتشمل المسلم وغير المسلم معه أيضاً.

إن العمل الإنساني هو من المقاصد الكبرى التي خلق من أجلها الإنسان وخلق ليعمر الأرض لا ليهدمها، وهذا أمر يدركه البعض ويغيب عن الكثيرين، لذلك أولاه الإسلام أهمية كبرى فجعل أي عمل يتقرب فيه الإنسان إلى الله نوعاً من العبادة، وأي عمل يتقرب فيه الإنسان إلى الله وفيه خدمة ومنفعة للإنسانية هو من أعلى وأرقى العبادات، فلذلك نجد نصوصاً كثيرة في السنة النبوية تكافئ على قليل من العمل، لكن مقابل هذا العمل محتوى إنساني كبير، فرجل يدخل الجنة لأنه أزال سعفة على الطريق، وامرأة تسقي كلباً تدخل الجنة، لأنها كانت تمثل قمة الإنسانية، فالعمل الإنساني له أبواب واسعة تساعد الإنسان على أن يترقى في منازل الجنة.

العمل الإنساني إخاء، وتراحم، ومحبة، ووفاء، وطاعة، واستزادة لفضل الرحمن الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، قال تعالى {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم، وإقراض الله هو الإحسان لعباده الفقراء، الذين مسَّتهم البأساء والضراء، ونحوهم من ذوي الحاجات، الإحسان إلى هؤلاء بمساعدتهم

بداية الصفحة