العالم العربى

الجثث تملأ الشوارع والأحياء يتضورون جوعا.. مشاهد مروعة في غزة

كتب في : السبت 13 يناير 2024 - 2:12 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

جثث ملقاة في الشوارع، وأحياءٌ يتضورون جوعًا.. صورة قاتمة للأوضاع في شمال غزة، رسمها مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في القطاع، في حين يفاقم الشتاء معاناة النازحين المكدسين في الجنوب.

ونقلت شبكة "سى. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن جريفيث قوله: "يصف الزملاء الذين تمكنوا من الوصول إلى الشمال في الأيام الأخيرة مشاهد الرعب المطلق، الجثث ملقاة في الشوارع.. والنازحون الذين تظهر عليهم علامات المجاعة، يوقفون الشاحنات بحثًا عن أي شيء يمكنهم الحصول عليه للبقاء على قيد الحياة"، وفق روسيا اليوم . 

وأضاف: "حتى لو تمكن الناس من العودة إلى ديارهم، لم يعد لدى الكثير منهم منازل يذهبون إليها، والملاجئ تأوي بالفعل عددًا أكبر بكثير من الأشخاص الذين يمكنها استيعابهم".

وتابع أن "خطر المجاعة يتزايد يومًا بعد يوم مع نفاد الغذاء والماء، في حين أن النظام الصحي في حالة انهيار".

وأشار إلى النساء غير قادرات على الولادة بأمان، ولا يمكن للأطفال الحصول على التطعيمات، مع تزايد حالات الإصابة بالأمراض المعدية وبحث الناس عن مأوى في ساحات المستشفيات.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أول أمس الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي منع دخول الإمدادات الحيوية إلى شمال غزة، وقال جريفيث إن جهود فريقه لإرسال قوافل إنسانية إلى الشمال، قوبلت بالتأخير والرفض وفرض شروط مستحيلة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى.

كما تأثرت بشدة الجهود المبذولة لتقديم المساعدة الإنسانية إلى أجزاء أخرى من قطاع غزة، وقال جريفيث، إن "وصولنا إلى خان يونس والمنطقة الوسطى غائب إلى حد كبير".

واستعرض المسؤول الأممى الكبير سياسة الاحتلال المتمثلة في مطالبة الناس بمغادرة منازلهم، قائلًا: "أوامر الإخلاء لا هوادة فيها، ومع تحرك العمليات البرية جنوبًا، يتكثف القصف الجوي في المناطق التي طُلب من المدنيين الانتقال إليها، ومع اضطرار الناس إلى النزوح لقطعة صغيرة من الأرض، يجدون المزيد من العنف والحرمان، والمأوى غير المناسب، والغياب شبه الكامل للخدمات الأساسية، لا يوجد مكان آمن في غزة، والحياة الإنسانية الكريمة أصبحت شبه مستحيلة".

ونزح ما يصل إلى 1.9 مليون شخص، يمثلون 85% من سكان غزة، بعضهم عدة مرات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، في السابع من أكتوبر الماضى، وفقًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "أونروا".

الشتاء يفاقم المعاناة

ويعيش النازحون المكدسون في جنوب غزة، ظروفًا إنسانية قاسية تفاقمت بحلول الشتاء القاسي، الذى جعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لمئات الآلاف من النازحين من شمال ووسط القطاع، الذين فر الكثير منهم من منازلهم منذ أشهر دون ملابس دافئة أو بطانيات، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن محمد شعبان، وهو طبيب يعمل في مستشفى مؤقت أقيم داخل مدرسة تحولت إلى مأوى للاجئين: "أرى الكثير من الناس ينامون على الأرض، بلا مرتبة أو بطانيات".

وفى المدرسة التي تحولت لمأوى، يوجد عدد قليل من الفصول الدراسية يستوعب مرضى شعبان، وعددهم 60 حالة، وتأوي الفصول الآخرى 1700 لاجئ.

وقال "شعبان": "الجو بارد ومزدحم، مع وجود 50 شخصًا في غرفة واحدة، مما يسهل انتشار الأمراض. في الأسبوع الماضي، وبسبب سوء الأحوال الجوية، كان لدينا الكثير من حالات الأنفلونزا ونزلات البرد".

ونقلت"ذا جارديان" عن فلسطينية نزحت بأطفالها الأربعة من شمال غزة إلى الجنوب، أن "المنازل والمدارس مكتظة بالفعل باللاجئين في الجنوب، لذا فإن الوافدين الجدد يعيشون في الغالب في العراء"، وأضافت أن "مدينة من الخيام أقيمت بجوار الغرف التي استأجرتها عائلتها قبل بضعة أسابيع، في مكان لا توجد فيه مياه أو صرف صحي أو خدمات أخرى.. الجميع يعيشون في الخيام، لا يهم إذا كنت غنيًا أو فقيرًا، فالمال لا يسهل الحياة في غزة".

وقال ليو كانز، رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في فلسطين: "دمرت الرياح العاتية الخيام الليلة الماضية.. يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى نحو 9-10 درجات مئوية خلال الليل، وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الخيام فإن الوضع مأساوي بشكل خاص".

وأضاف: "معظم الناس لم يجلبوا معهم أي شيء عندما غادروا منازلهم.. هناك نقص في الغذاء والماء، وهناك أيضًا نقص في الملابس الدافئة والسترات والبطانيات أو حتى مراتب للنوم".

وفي كثير من الأحيان، يضطر النازحون المقيمون في الخيام إلى إقامة مخيمات في المناطق المنخفضة في غزة المعرضة للفيضانات، وما يزيد من المعاناة أن الحطب اختفى من السوق، ويقوم المزارعون بقطع الأشجار لبيعها، ويحرقها النازحون للطهي فقط.

بداية الصفحة