منذ إطلاق الأقمار الصناعية لأول مرة، لم يكن هناك سوى أربعة تصادمات معروفة بين جسمين من هذا القبيل فى الفضاء، لكن الخبراء يقولون إن تحطم الأقمار الصناعية سيصبح أكثر شيوعًا فى المستقبل.

ولفهم أفضل لما يحدث عندما تحطم الأقمار الصناعية التى تسير عدة كيلومترات فى الثانية بأجسام أخرى، قام باحثو وكالة الفضاء الأوروبية بمحاكاة الاصطدامات داخل المختبر، إذ يمكن لهذه التجارب أن تقدم معلومات مفيدة عن آثار الانهيار فى الفضاء، مما يساعد العلماء على التخطيط لمقدار ما يمكن إنتاجه من الحطام - لكنهم يقولون إنه دائمًا ما يظهر بشكل مختلف فى الحياة الحقيقية.

وقالت المهندسة تيزيانا كاردونى بوكالة الفضاء الأوروبية: "نحن نريد أن نفهم ما يحدث عندما يتصادم قمرين صناعيين، فحتى الآن تم وضع الكثير من الافتراضات حول كيفية تبدد طاقة التصادم العالية جدًا، ولكن ليس لدينا فهم قوى للفيزياء المعنية، لذا نريد أن نكون قادرين على الحصول على تصور تفصيلى لكيفية تفكك الأقمار الصناعية، وعدد قطع الحطام التى سيتم إنتاجها، لتحسين جودة نماذجنا وتوقعاتنا".

وأضافت  كاردونى: "ستكون الطاقة الكلية أعلى بكثير من السيناريوهات المعتادة، فهذه حقا منطقة غير معروفة".

ويجرى الباحثون نوعين من عمليات المحاكاة، أحدهما فى معهد فراونهوفر الألمانى للديناميكيات عالية السرعة، والآخر فى كونسورتيوم يقوده مركز الدراسات والأنشطة الفضائية فى جامعة بادوفا بإيطاليا.

وسيستخدم الأسلوب الأول طريقة عددية لمحاكاة التشوه والتجزؤ فى التصادم،  أما الثانية فتدرس العناصرالأكبر للمركبة الفضائية، بما فى ذلك الألواح، والحمولة، ودبابات الدفع، وتعتمد على التحقق من كيفية تكسير هذه الروابط فى حالة التصادم، والهدف هو الجمع بين عمليات المحاكاة لتحقيق فهم أفضل لكيفية حدوث انهيار حقيقى.