عالم

ترامب والعرب... عموميات الانتخابات وخصوصيات الرئاسة

كتب في : السبت 12 نوفمبر 2016 بقلم : نادر مجاهد

لم تخل خطابات ترامب عن نواياه في الشرق الأوسط طيلة حملته الانتخابية من التناقض والغموض من مكافحة الإرهاب إلى الحرب في سوريا والمعارك في العراق، وحتى عملية السلام المجمدة بين الفلسطينيين وإسرائيل إضافة إلى الأوضاع التي تشهدها مصر كبرى دول المنطقة.

 

ترامب وداعش

ففيما يتعلق بداعش فإن ترامب لم يترك مناسبة إلا وشدد فيها على تكثيف الحرب على التنظيم المتطرف وأن سحقه يأتي في مقدمة أولوياته.

وهذا من وجهة نظر منتقديه يعتبر كلاما عاما يخلو من البعد الاستراتيجي خاصة فيما يتعلق بالحرب في سوريا والعراق على الحرب في البلدين والتحالفات المعقدة التي حاولت إدارة أوباما موازنتها.

 

ترامب وسوريا

وفي سوريا تحديدا ربما تكون المعارضة الخاسر الأكبر ففي مقابل دعم إدارة أوباما للمعارضة، قال ترامب إنها ربما تكون أسوأ من النظام القائم، وأن هزيمة داعش أكثر أهمية من إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي هذا الإطار فإن ترامب يتطلع إلى تعاون روسي أكبر في محاربة داعش متجاهلا مطالب سلفه بتغيير السياسة الروسية حيال الأسد.

 

ومقابل تراجع محاولات إدارة أوباما للتعاون بشكل أوثق مع روسيا نتيجة للعمليات الروسية في سوريا فمن المرجح أن يسقط ترامب أي شكاوى أميركية بشأن الحملة الروسية.

 

كما يواجه ترامب أيضا نفس الصراع الذي واجهه أوباما الموازنة بين تركيا وبين منافسها اللدود، الأكراد السوريين.   

ترامب وإسرائيل

أما القضية الأكثر تعقيدا في الشرق الأوسط.، والتي تسبق مستجدات سوريا والعراق بعقود(القضية الفلسطينية) فتبدو أجندتها أوضح في سياسة ترامب الخارجية فتعاطفه معلن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا يكاد يذكر مع الفلسطينيين.

 

وهو وضع جديد كليا في واشنطن التي كانت شاهدة طول ثماني سنين خلت على صراع أوباما ونتانياهو خاصة عندما يتعلق الأمر بالاستيطان الإسرائيلي وتعثر عملية السلام.

 

تعهدات ترامب لنتانياهو تجاوزت المألوف وخاصة ما يتعلق بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو وعد لا ترى الدوائر الأميركية أنه قابل للتطبيق.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فقد أحاط نفسه بمجموعة من المستشارين المقربين من الجناح اليميني المتشدد في إسرائيل، وهو ما دفع حكومة نتانياهو اليمينية للترحيب بحرارة بفوز ترامب واعتبرته فرصة لإسقاط فكرة إقامة دولة فلسطينية.

ومع ذلك، فقد أثار ترامب بعض المخاوف في إسرائيل بإشارته إلى أنه سيبقى محايدا بشأن الصراع، وأنه يجب على إسرائيل سداد مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة.

 

ترامب ومصر

وفيما يتعلق بملف العلاقات مع مصر التي تعرضت لانتقادات في واشنطن بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، فإن دوائر مصرية تعول على تحول كبير في العلاقات المصرية الأميركية في ظل ترامب.

 

وربما يعزز هذا الموقف تصريحات ترامب التي تثني على سياسة الرئيس المصري مما يؤشر إلى طريقة تعاط جديدة مع القاهرة.

بداية الصفحة