أخبار عاجلة

بعد زيارة 'نتنياهو' لمنابع النيل.. حان الوقت لنغزو إفريقيا

كتب في : الأحد 03 يوليو 2016 بقلم : نادر مجاهد

العالم القديم يحتضر وحان الوقت كي تغزو إسرائيل إفريقيا.. هكذا بدأت صحيفة "معاريف" العبرية تقريرا لها؛ في تعقيبها على الزيارة التي سيقوم بها بنيامين نتنياهو -رئيس حكومة تل أبيب- إلى 4 دول إفريقية من بينها إثيوبيا خلال الأيام المقبلة.
 
الزيارة التي سيقوم بها نتنياهو أعادت للأذهان محاولات إسرائيل الدؤوبة منذ عقود لتطويق المحيط المصري والعربي من الجنوب، وسرقه مياه النيل وعقد تحالفات مشبوهة مع دول بالقارة السمراء تمثل خطرا على الأمن القومي لعدد من دول المنطقة على رأسها مصر.


أوروبا لم تعد اللاعب المركزي واليورو سقط وبريطانيا خرجت
 
تقول الصحيفة وهي تخاطب نتنياهو، وتبارك تحركاته مع دول ينبع النيل في أراضيها "على إسرائيل أن تغير رؤيتها لأوروبا كلاعبة وحيدة ومركزية في الحلبة الدولية، لابد من تعزيز العلاقات مع دول إفريقيا، نحن نعيش في عصر نهاية البديهيات والمسلمات، كنا نحسب أن العالم العربي لن يتغير مطلقا؛ وها هو لم يتغير فقط بل يتقارب مع إيران ويعطي ظهره لنا ولحلفائه السنة، كنا نحسب أن الاتحاد الأوروبي هو القوة المتعالية وأن اليورو هو عملة الغد وأن مصائرنا مرتبطة بالقدرة على مسايرة السويد وما شابهها، وها هي بريطانيا تخرج من الاتحاد الأوروبي واليورو يسقط واقتصاد دول أوروبا يضعف في ظل تدفق المهاجرين المسلمين".
 

القارة كانت دائما ملعب مباريات الأقوياء على النفوذ
 
وتضيف "الأسبوع المقبل سيقوم رئيس الوزراء نتنياهو بزيارة لمدة 5 أيام إلى إفريقيا، سيتجول خلالها في كل من أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا، وربما تعقد إحدى هذه الدولة مؤتمر يتوافد عليه قادة دول إفريقية أخرى، القارة السمراء رغم أنها ليست مثل روسيا، لكنها لها أهميتها أيضا، لقد كانت دائما ملعب لمباريات القوى العظمى على النفوذ، وخلال الـ15 عاما الأخيرة انتقل الصينيون من دولة إفريقية لأخرى، ليوقعوا اتفاقيات، ومن ثم أصبحت بكين هي القوة الاكثر تأثيرا على الصعيد الاقتصادي بالقارة السمراء".
 
وقالت"الأمريكيون لم ينزعجوا مما يفعل الصينيون ولم يروا في نشاطات بكين الاقتصادية المتزايدة بإفريقيا أي تهديد عليهم، ووسط هذ الفراغ دخل للحلبة قوى إقليمية أخرى؛ إيران على سبيل المثال ترى في القارة السمراء وسيلة لمد نفوذها على الشرق الأوسط، هناك مدارس شيعية اليوم في الكاميرون ونيجيريا وغانا وتنزانيا، وخلال ولاية الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، استثمرت طهران في القارة السمراء بشكل كبير، ووطدت تعاونها مع السودان كما حصل الأسطول الإيراني على الإذن بالعمل في القرن الإفريقي بإريتريا".

 
 
maxresdefault (6)
 
 

وأضافت "لكن الوضع تغير هذا العام؛ ففي أعقاب ضغوط السعودية، قطعت جيبوتي والصومال وجزر القمر علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية، وشاركت السودان في الحرب السعودية باليمن، وعلى ما يبدو سمحت إريتريا للسعوديين بشن هجوم على صنعاء من أراضيها".

فرصة ذهبية لإسرائيل

وبعنوان فرعي "فرصة ذهبية لإسرائيل" قالت الصحيفة إنه "خلال السنوات الأخيرة قامت تل أبيب بتعميق العلاقات مع الدول الإفريقية، ورأى قادة هذه الدول في إسرائيل مصدرا ثريا للتكنولوجيا والعلوم الأمنية والاقتصادية التي لابد وأن يستغلوها، وفي ظل نمو اقتصادي يبلغ 6 _ سنويا؛ فإن السوق الإفريقي تشكل قناة جيدة للشركات الإسرائيلية في عدد من المجالات، لقد علمنا التاريخ أنه لا توجد تحالفات دائمة في إفريقيا، كل دولة يمكنها أن تشارك في هذا الملعب إذا كان لديها ما تقترحه، وعلى سبيل المثال، إيران والسعودية وإسرائيل لديهم عملياتهن في إريتريا".

الاستفادة على الصعيد الدولي

وقالت "يمكن أن نرى كيف سيكون لاستثمارات تل أبيب الاقتصادية والأمنية في إفريقيا نتائج ملحوظة فيما يتعلق بمركز إسرائيل الدولي؛ فبفضل معارضة دول إفريقية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم إسقاط مقترح يطالب تل أبيب بإخضاع منشآتها النووية لإشراف مراقبي الأمم المتحدة، كما تم إسقاط مقترح أخر في مجلس الامن قبل عامين؛ للاعتراف بدولة فلسطينية، بعد أن رفضت كل من نيجريا ورواندا دعمه، كان هذا نتيجة مباشرة لتعميق العلاقات بيننا وبينهم، وكان المسؤول عن هذا أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الأسبق والذي زار القارة السمراء مرتين ".
 
ShowImage
 

وختمت "يمكننا التوقع أنه خلال زيارة نتنياهو لإفريقيا ستتوثق العلاقات بين إسرائيل ودول الأخيرة، وسنشعر بنتائج هذا في الحلبة الدولية، عاجلا أم آجلا، وهذا يعيدنا إلى الرؤية الخاطئة التي تفترض أن أوروبا هي اللاعب المركزي الوحيد عالميا، وإذا أردنا أن نحظى بأقصى ما في الربيع السياسي الذي نعيشه، من المهم ان نعلم أننا في ذروته".

إفريقيا.. ساحة الصراع العربي الإسرائيلي

منذ البداية كانت القارة السمراء ساحة من ساحات الصراع العربي الإسرائيلي؛ وشهدت العلاقات بينها وبين الدول الإفريقية عددا من المراحل؛ فبعد إعلان الكيان الصهيوني عام 1948،انصب اهتمام تل أبيب على تأسيس صلات مع القوى العظمى مثل واشنطن وباريس ولندن وموسكو ولم تهتم بإفريقيا، لكن المنعطف في العلاقات كان مؤتمر باندونج عام 1955 الذي أدان احتلال إسرائيل للأراضي العربية.

عام 1957 كان بداية المرحلة الثانية وتميزت هذه الفترة بمحاولات تل أبيب للتغلغل في إفريقيا؛ حيث كانت الأخيرة أول دولة أجنبية تفتح سفارة لها في أكرا بعد أقل من شهر واحد من حصول غانا على استقلالها ، وكانت عين إسرائيل على قدرة الدول الإفريقية التي كانت تستقل في فترة الستينيات، على التصويت لصالحها في المحافل الدولية، لكن مصر وقفت لها كأكبر عائق بسبب عضوية القاهرة في منظمة الوحدة الأفريقية التي أنشأت عام 1963 ولم تكن إسرائيل عضوا فيها .

1973 كان منعطفا أخرا في الوجود الإسرائيلي بإفريقيا وخط مواجهة أخر بين الدول العربية وعلى رأسها مصر وبين تل أبيب؛ قبل حرب أكتوبر كانت تل أبيب قد استطاعت إقامة علاقات دبلوماسية مع 25 دولة أفريقية، إلا أنه مع بداية عام 1974 تقلص هذا العدد ليصل إلى 5 دول فقط؛ هي جنوب أفريقيا، وليسوتو، ومالاوي، وسوازيلاند، وموريشيوس، وتقلص العدد، تأييدا للموقف المصري وسعيه لاستعادة أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي.
 
e34fedd646497631f7863099b8ee94de


1982 يمكن تسميته بعام العودة الإسرائيلية للقارة السمراء من خلال تدعيم تل أبيب وتكثيف اتصالاتها بدول الأخيرة في كافة المجالات دون اشتراط وجود علاقات دبلوماسية، في هذا العالم أعلنت دولة أفريقية واحدة هي زائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية الآن) عودة علاقاتها مع إسرائيل، في ظل حاجة ماسة للمساعدات العسكرية من قبل تل أبيب .

1991 ..كانت هذه بداية المرحلة الخامسة والأخيرة.. وتشهد منذ هذا العام تطبيعا في العلاقات بين الاحتلال وعشرات الدول الإفريقية، لدرجة أنه في العام الذي تلاه 1992 أعلنت 8 دول بالقارة السمراء إعادة تطبيع علاقاتها مع تل أبيب.

3 أدوات إسرائيلية لترسيخ التواجد الصهيوني في إفريقيا

تعتمد تل أبيب على 3 وسائل لتعزيز تواجدها في القارة السمراء؛ أولها المساعدات الاستخبارية، والتدريبات العسكرية سواء الخاصة بقوات الشرطة وقوات الحرس الرئاسي لعدد من الدول الأفريقية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية  والكاميرون، كما تنشط هذه المساعدات في إثيوبيا ودول القرن الأفريقي.

 

 

8a9f4430-4da8-425d-998b-bd0b3577139a
 


أما الأداة الثانية فهي المساعدات الفنية، من برامج تدريبية معينة وتزويد الدول الأفريقية بخبراء إسرائيليين لمدة قصيرة أو طويلة المد، ووفقا لبيانات وزارة الخارجية الإسرائيلية فإن عدد الأفارقة الذين تلقوا تدريبهم في إسرائيل عام 1997 بلغ 742 متدرباً إضافة إلى نحو 24636 أفريقيا تلقوا تدريبهم من قبل في مراكز التدريب الإسرائيلية خلال العقود السابقة.

وتأتي تجارة السلاح والألماس كوسيلة ثالثة في هذا الاتجاه الإسرائيلي، وكشفت الأمم المتحدة عن تورط شركات إسرائيلية في التجارة غير المشروعة للألماس، والذي تقوم بتهريبه من دول مثل الكونغو وسيراليون وأنجولا عبر دول الجوار ليصل إلى هولندا ثم بعد ذلك إلى مراكز تصنيع الألماس في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ويوازي هذه التجارة أخرى تتعلق بالسلاح؛ ما يسهم في استمرار واقع الصراعات والحروب الأهلية في الدول الأفريقية الغنية بالألماس.

مراقبون : عين تل أبيب على مياه النيل

ويرى مراقبون أن هدف إسرائيل الثابت من وجودها في القارة الإفريقية هو الرغبة في الحصول على مياه نهر النيل، كما أنه من المعروف أن إسرائيل تلعب دوراً غير مباشر في صراع المياه بين دول حوض النيل استفادة من نفوذها الكبير في دول مثل إثيوبيا وكينيا ورواندا.


maxresdefault
 

ولا تتوقف الأهداف عند ماء النيل فهناك أيضا -وفقا للمراقبين- الممرات الحيوية التي تملكها القارة السمراء للتجارة الدولية ومنافذها وموانئها البحرية على المحيطين الهندي والأطلسي، علاوة على الإمكانات النفطية، كما ان الأخيرة تشكل ممرا هاما للتجارة البحرية الإسرائيلية حيث يمر 20_ من هذه التجارة أمام سواحل القرن الأفريقي وفي مضيق باب المندب.

أما عن الأهداف الاقتصادية، فمن بينها فتح أسواق للمنتجات الإسرائيلية، والحصول على المواد الأولية اللازمة للصناعة ، وتشغيل فائض العمالة من خبراء وفنيين إسرائيليين في دول القارة؛ هذا في الوقت الذي حصلت فيه تل أبيب على امتيازات للبحث عن البترول في أفريقيا، وتأسيس عدة شركات على أنها أفريقية، واحتكار تجارة بعض المحصولات والأسواق.

كما يملك الإسرائيليون اليوم كبرى الشركات التي تتحكم في الاقتصاد الأفريقي كشركة "أجريد أب" للتطوير الزراعي التي تقوم باستصلاح الأراضي وإقامة المزارع و"شركة ألرا" و"موتورولا" و"كون" التجارية و"سوليل ونيه" الفرع الخارجي، وكذلك شركة فنادق أفريقيا وغيرها.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

بداية الصفحة