كتاب وآراء

الى متى ستتصالح المصالح؟

كتب في : الخميس 03 اكتوبر 2019 - 11:55 مساءً بقلم : محمد العمامرى

هذه مقوله شهيره يتداولها الناس فيما بينهم وينطقون بها وهم فرحين ولو علموا خطورتها لضحكواقليلا وبكو كثير لأنه من أجل أن تتصالح المصالح  ولتحقيق ذلك قد يعوق الإبن ابوه وأمه ويقطع الأخ  صلته بإخيه وقد تبطش الأخت بإختها او أخيها وقد يخون الصديق صديقه اوالصاحب صاحبه أوالمرؤوس رئيسه اوالزوجه زوجها اوالزوج زوجته وقد تضطر أن تدفن الأم جنينها حيا اويزنى الزانى أو يسرق السارق أويقتل القاتل كل هذا من أجل ان يحقق الشخص مصالحه مع من  عنده المصلحه ومن سيحققها له وساعتها سيقترب طالب المصلحه مع من عنده المصلحه ولو على كرامته أو شرفه أوأخلاقه أودينه فالمهم عندطالب المصلحه أنه سيأخذ مصلحته حتى لو داس  صاحب المصلحه بنفسه على كل من حوله لذلك وكنتيجه حتميه لذلك يحدث خلل فى العلاقات الانسانيه وقد تصل للعلاقات الزوجيه فتجد الرجل الطيب يتزوج بإمرأة خبيثه والعكس لأن المصلحه هى التى تتحكم فى مشروع الزواج وليس حكم الله وكتابه وسنة رسوله وتجد حتى الأصحاب ليسوا على مذهب وعقيده ومبدأ واحد لأن المصلحه هى التى تجمعهم فقط ومما لاشك فيه أنه بإنتهاء المصلحه ستنتهى العلاقه  ولكن بعد أن خربت الدنيا من بعدهم فقد ظلموا هذا وأكلوا مال هذا وهتكوا عرض هذا لأن إجتماعهم ليس على منهج الله بل لتحقيق مصلحة شخصيه لهم و عندما  تنتهى  تلك العلاقه المبنيه على المصلحه  فقط والتى فى ظاهرها أنها علاقة طيبه جدا والحب يغمر قلوب أصحاب المصالح لكن فى حقيقتها نية مبيته  وهى أنها ستنتهى بعد قضاء المصلحه وأنه لايوجد مايمنع أن نخالف شرع الله وسنة رسوله لتحقيقها ففى مكمنها الفجور والفسوق والغل والحقد والحسد وفيما بينهما ولكن لا يظهرون ذلك بغية تحقيق مصالحهم فما بنى على الباطل فهو باطل لأنه مهما طالت العلاقات بين أصحاب المصالح  الغير مبنيه على منهج وكتاب الله  وسنة رسوله ستنتهى لا محاله يوما من الأيام ولكن بعدها سيكون الحساب عسير من المولى عز وجل خاصة إن كانت هذه المصالح بتتصالح فيما لا يرضى الله ورسوله فالعقاب مضاعف فى الدنيا والأخره  ففى الدنيا  سيسلط الله عليك من أغضبت الله من أجل إرضاءه لتحقيق مصلحتك  فعلى سبيل المثال   قد يضطر أخوك أوختك أن يقطع صلته  بإخيه من أمه وأبيه أوأخيه  المحب والمخلص والوفى له فى الله  وذلك من أجل مصلحته  مع آخر من أصاحب  السوء له او لإرضاء زوجته أولإرضاء رئيسه  فى العمل  فالخساره  ساعتها ستكون كبيره لأن قاطع صلة الأرحام مقصر وملعون لأنه يخالف كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام وكذلك قاطع صلته بالصالحين من أجل الطالحين أصحاب المصالح هو منافق لقوله تعالى  عنهم " الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين"  وختاما أقول ليس عيبا أن تبحث عن مصلحتك مع الآخرين ولكن دون المساس بمصالح الآخرين ودون أن ترضى العبد في مغضبةالرب تجنبا أن يسلطه الله عليك اللهم مابلغت اللهم فإشهد وخير الختام ذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

بداية الصفحة