كتاب وآراء

'مصر غدا' طاعة أولى الامر'

كتب في : الخميس 26 سبتمبر 2019 - 9:02 مساءً بقلم : محمد العمامرى

يقول الله تعالى فى كتابه الكريم "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم"فلقد رتبها الله عز وجل ترتيبا واجب النفاذ لأن الأولى بالطاعة أولا هو الله عز وجل الحبيب الأول  وهذه الطاعة  ستكون وفقا لما أمر به سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم  ثم يليها طاعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الحبيب الثانى مرتبة ومقاما بعد الله عز وجل وتلك الطاعة الواجبه للمصطفى صلى الله عليه وسلم تكون وفقا لسنته  صلى الله عليه وسلم ثم يليها طاعة أولى الأمر وهوكل من تولى أمرك من أب أو أم أوجد أوجده أو أخ أو أخت أو رئيس عمل أو رئيس دوله لأنهم أحق بالطاعة مادام الله قد ولاهم عليك فإذا خرجت على أبيك أو أمك أو وجدك وجدتك  مثلا فهذا عقوق وإذا خرجت على رئيسك سواء فى العمل أو رئيسا للدولة فهذا  يعتبر عصيان فكليهما  العقوق والعصيان عقابهما عند الله أليم و شديد فإن فررت من عقاب الدنيا ستجد عقاب الآخرة  أشد فيجب أخى المسلم المصرى أن يكون الإستقرار هدفك وأمنيتك لتحيا حياة سعيده أنت وذويك ولاتنسى قول الله تعالى فى كتابه الكريم" ياأيها الذين آمنواقواأنفسكم وأهليكم نارا"فمتى سيحترم الكبير الصغير  ويرحم الكبير ضعف الصغير  "مصداقا لقول رسول الانسانيه ليس منا من لايوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ولوأن كل مريض لايجد الشفاء أو كل فقير عنده ضيق فى الرزق أوهم أوخوف  أراد الخروج على ولي أمره  معتقدا أنه هو السبب لمااصابه وأن الحل عنده لما أصابه من سوء فهذا يعتبر إسقاط منه فيه جور وظلم على ولى أمره فالله يخبرنافى كتابه الكريم أن الفقر أوالنقص إنما هو إبتلاء منه عز وجل كتبه الله عليهةفإنما لإختبار  كل العباد ليرى مدى صبرهم ورضاهم وقوة عزيمتهم وليس لولى الأمر دخل في إختبارالله لعباده لأنه عبد لاحول له ولا قوة فهو بشر لايقوى على شيء إلا بإذن الله وما يؤكد ذلك  قوله تعالى جل شأنه  "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" صدق الله العظيم فهذا الإبتلاء الذى كتبه الله عزوجل عليك هو مراد الله لك و لكل العباد  لأن هذه الدنيا هى دار إختبار وإبتلاء ولم يخلق الله فيها الراحه الأبديه فهاهو سيدنا جبريل عليه السلام يضحك فيقول له المصطفى صلى الله عليه وسلم مايضحكك ياجبريل  يقول سيدنا جبريل تعجبت لأمر  بعض العباد يبحثون عن شيءلم يخلقه الله إلا فى الآخرة قال رسول الله ماهو؟قال سيدنا جبريل الراحة فلماذا معظمنا يريد أن يسعد؟ على الرغم من أن الله عز وجل قال وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون  فلم يقل سبحانه وتعالى الا ليتمتعون ولم يقل عز وجل إلا ليسعدون  فياأخى المسلم مصريا كان أم عربيا حافظ على بلدتك وأرضك وأولى الأمر منكم فلقد ذهب الصحابه لسيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه عندما تولى الحكم قائلين ياعلى احكم بما حكم عمر فلم يقل لهم سبدنا على بن أبى طالب فقيه الأمه إن شاء الله سأحاول لأن حكم عمر كان حكم الفاروق قد فرق بين الحق والباطل بل قال لهم آتونى برعيه مثلما كان على عهد عمرآتيكم بحكم عمر فقد كنت أنا على بن أبى طالب من رعية الفاروق عمر وهذا معناه أن المشكله الحقيقيه ليست إلا فى الناس وفى الرعيه وفى مدى حبهم وأخلاصهم لبعض ومدى أخلاقهم مع بعض ووفاءهم فالناس هم أنفسهم الذين قد يفرضون إرتفاع أسعار السلع  والخدمات دون الرجوع لولى الأمر ويقومون بإستغلال بعض فيأكلون الربا وهذا كله لم يأمر به ولى الأمر وكذلك الغل والحقد والحسد والأنانية والغيبه والنميمه والقتل والسرقه والخيانه والشهاده الزور التى بين العباد لم يأمر بها  أيضا ولى الأمر فلقد كان الأنصار يهبون المهاجرين كل ما يملكون من ديارهم وأموالهم أما ولى الأمر فليس عليه إلا تولى أمر الناس يصلح إذا صلح الناس ويفسد إذا فسد الناس فأصلحوا انتم من أنفسكم أولاً قبل أن تسقطوا تجاوزتكم واخطاءكم على ولاة أموركم الذين لاحول لهم ولا قوه الا السهر على تدبير أموركم وتدبر أحوالكم ولا يسعون لا لشيء إلا لإرضاءكم وكيف يرضونكم وانتم  أساسا غير راضين عن خالقكم الذى اوجدكم من نطفه فلو رضيتم عن خالقكم الذى اوجدكم من عدم  لرضيتم على من هو دونه فكن انت اخى الكريم على بن أبى طالب فى بيتك وفى عملك وفى طريقك وفى صلاتك وفى قضاءك وفى بناءك وفى زراعتك وفى تجارتك ساعتها  سيهديك الله إلى الطريق المستقيم و سيتكشف الأمر كله أمامك وستعلم أن من رزقك الله به من أب أو أم أوأخ أو زوجه أوإبن أو رئيس عمل أودوله أومن رزق اومن صحه اومن عمل  هو الخير لك فأصلح انت من نفسك تنصلح لك الدنيا وتنكشف عنك الغمه ولاتنسي الحديث القدسى" خلقتك للعباده فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب فإن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندى محموداوإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض  الوحوش فى البريه ثم لايكون لك منها إلا ماقسمته لك وكنت عندى مذموما"  ومفاد ومعنى هذا الحديث أن ربنا  عز وجل هو الذى يرزقك وحده كثيرا كان ام قليلا فذلك لحكمة  لايعلمها إلاهوعز وجل وحده  "فإن من عبادى من يصلح له الفقر فإن أغنيته فسد حاله والعكس فمن عبادى من يصلح له الغنى فأن أفقرته فسد حاله فلا تقل لماذا أفقرنى الله وأغنى غيرى ؟ولكن ارضى بما قسمه الله ومن ثم ندرك أنه ليس لولى الأمر دخل فى فقرك أوغنى غيرك  ولافى مرضك أوصحة غيرك فمهما سعيت أنت اخى الكريم لن تأخذ إلا ماقدرالله  لك ولو  إفترضنا أن  ولى أمرك يقوم بتوزيع ذهب وفضه فلن تأخذ ذهب لوأناالله قدر  لك الفضه والعكس فكله بأمر الله عز وجل وحده  فلن يصلك الا ماقدره الله لك من هذا الذهب أوتلك الفضه فكفانا إسقاط الأمر والأحداث على ولاة أمورنا والعيب فينا  مثلما أخبرنا سيدنا عليا بن أبى طالب كرم الله وجهه وخير الختام الصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد بن عبد الله

بداية الصفحة