الأدب

ثورة النايات...

كتب في : الاثنين 07 ديسمبر 2015 بقلم : الشاعرة ختام حمودة..

    

يـا مَنبْــعَ الحُـــبِّ إنَّ الصَّبْــر مُوْفينـا

هــذي الحَيــاةُ نُــداريهـا وَ لَــوْ حينا

لَأنْـتَ حُبّــي وَ تَبْـقـى يا أنـا قَمَـري

بِبَيْــتِ شِــعْـــرٍ يُـوافينـــي دَواوينــا

قَلْبـي بِيَــوْمٍ سَقَــى النَّايـات بُحَّتـهِ

شَـوْقَـًـا إليْكُــمْ وَ مَــا ضَنَّـتْ أغـانِينَا

أطْلقْـتُ مِـنْ وَجَعــي عِشْرين قُبَّرَة

وَ كُنْـــتُ لِلْــــوَرْدِ آذارا وَ تِشْـــرينَـــا

فَجَــرْجَـرَ العُمْـــرُ أيّـامِــي بِـلا وَطَـنٍ

وَ ســاحَ قَلْبـــي بِـأرْضِ الله مِسْكينا

يا مَـرْتعَ الرّوحِ طَيْرُ الشَّـوْقِ يَحْمِلُني

إذْ مـا تَعَشَّـقَ رَمْــلُ الأرْضِ دحْنــونا*

أطــوفُ حَـوْلـي بَأنَّـــات مُحَشْـرَجَـةٍ

وَ وَحْشَــةُ الــدَّرْبِ تَـجْتَــزُّ الأنـا فينا

يا غُــرْبَةَ الــدَّار لا حُضْـنٌ يُلَمْلِمُنـي

آهٍ, فَحَــسْبُـــكِ يَتَّمْــتِ الرَّيـــاحِينا!

رُدّي إلــى العُمْـــرِ أيَّــامَـًـــا مُعَطَّـرةً

وَاسّاقَطي في مَدَى الدّفلى كَوانينا

يا سَكْرَةَ الـرُّوح يـا حُبّـًا يُــلامِسني

تَمَلْمَــلَ الوَقْـــت يُبْــدي لِلّقـــا لينـا

لَقَــدْ تَعِبْنا مِنَ التّطوافِ فــي سُبُلٍ

وَتُهْتُ في الكَوْن عِشرينا وَعشرينا

مُشتاقَةٌ وَخِيام الشَّمْس أنْشــدُها

لَعَـــلَّ ربّي لِــــدَرْب النُّـــــور يَهْـدينا

وللغياب صدى عـــــــادت عَرائِشُهُ

يَجــــيء طَيْـــرَا وَحَنُّـــونًا وَنِسْــرينا

وَ العاكِفــونَ بِظِـــلِّ الحُبِّ ما يَئسوا

بالرّوح جادوا وَ قَـــدْ راحــــتْ قَرابينا

مَنْفى بِروحي وَشَوك العُمر أحْرُثهُ

و ثــــورة الأرض للثّــــوار تَحكينــــا

نُرَتِّـــقُ الصَّبْـــرَ وَالأشْـواقُ لاهِبَــة

وَ دارَةُ الحُـلْـمِ فـي الأحْـلامِ تُبْقينا

وَ خنْجر البُعد في أعطاف خاصِرَتي

وَ لَـــوْن عُشْبك يا أرْضــــي يُنادينا

 ....................

شعر ختام حمودة.

 

بداية الصفحة