ثقافه وفنون

«الجائحة الكبرى تزحف».. قصيدة للشاعر محمد عبدالله البريكي

كتب في : الاثنين 15 يونيو 2020 - 12:24 صباحاً بقلم : ليلى عصام فريد

نشر الشاعر الإماراتي  محمد عبدالله البريكي قصيدة بعنوان « الجائحة الكبرى تزحف ».

 

 

وجاءت كلمات القصيدة، على النحو التالي:

 

أحضِرْ لي يا ولدي

شايَ الزعترِ

فالكونُ مريضٌ جدًّا

والأرضُ تخطّفَها الرُّعبُ

وغطَّ العالمُ في الخوفِ

وما عادت أعمدةُ الشارعِ

تحكي للعشاقِ حكاياتِ العطرِ

ولا ظلُّ الخُطْوَةِ ينبِضُ

فالسورُ الواقفُ بين السورِ وبينَ السورِ كفيلٌ بالضوءِ المتربِّصِ بالوقتِ: "إلى النومِ سريعًا

هيّا للغُرَفِ

صباحًا سوفَ تصبِّحُكم أجهزةُ الحاسوبِ وتلتحقونَ بباقي الصفِّ

ولكن عن بُعدٍ

فالمدرسةُ أصابَتها عدوى

الشارعِ يا أولاد"

قال الوالدُ،

وانتبهت في بالِ الشاعرِ هذي الفكرةُ وانتزعَ الهاتفَ كي يكتُبَ عن هذا الزائرِ مَنْ قسرًا أقصى الكلَّ عن الكلِّ وسبّبَ في حَجْرِ الإنسانْ.

 

قالَ صديقي:

هل قلتَ كلامًا "بالشعرِ النبطيِّ" عنِ الجائحةِ الكبرى؟ قلتُ:

قليلٌ جدًّا

 

"يا أقْربْ أحبابي غبتوا

هالأيام وْلا زرتونا

 

قالوا: وِدْنا لكن تعرف

اللي يمنعنا كورونا

 

كورونا ماذا يا عالم

جننتونا جننتونا"

 

في الحجْرِ القسريِّ

أراقبُ هذا العالمَ من ثقبِ الفكرةِ هلْ قابيلُ توحّشَ جدًّا من هابيلَ؟ وهلْ ضاقت هذي الأرضُ بما رحُبَت فأصرَّ على أن يقتُلَ؟

هل ثمّةَ طحنٌ منتظَرٌ؟

فالبحرُ يفيضُ بما يكفي للرعبِ

وهذا الجيلُ المعدودُ بِعَدِّ أصابعِ كفّي كيف نروّضُهُ

ونعيشُ مع البرقِ المرسلِ من سربِ الأقمارْ؟ هل هذا الجوُّ الساكنُ

يعني أنَّ هدوءاً يسبقُ عاصفةً لا تُبقي؟ هلْ ثمَّ غرابٌ يبحثُ في الحالِ

يواري سَوءَةَ هذا الجشعِ

لتَنبُتَ بعدَ جفافٍ

أشجارُ الوجدانْ؟!

 

يا ربُّ

إذا فارَ التنّورُ

وصارَ الماءُ على الماءِ

وطافت في الخوفِ

سفينةُ هذا العمرِ

فلا جوديَّ سوى لطفِكَ

فالموجُ تعاظمَ

من يا ربُّ لهذا الخوفِ سواكَ

فهذا الكونُ اعترفَ أخيرًا

أنَّ الملكَ إلهي لكْ

يا ربُّ

أخيرًا تتّحِدُ المِلّةُ والدعواتُ فلا ربَّ سواكَ يناجيهِ العبدُ

إذا حلَّ الطوفانْ

 

الجائحةُ الكبرى

تزحفُ يا واحدُ

في كل مكانْ

وقلوبُ العالمِ كالقشّةِ

ترقصُ فوقَ الموجِ

وترجو أن يتوقّفَ هذا العبثُ المجنونُ ولو قسرًا

عند الجدرانْ

رحماكَ إلهي

فالأرضُ بلا معنى

دونَ الإنسانْ

_____

محمد عبدالله البريكي ، شاعر وكاتب إماراتي

بداية الصفحة