وسط إشادات دولية واسلامية بنجاح السعودية تنظيم حج هذا العام 1442 هـ، أنهى حجاج بيت الله الحرام  بعد ظهر اليوم الجمعة ثالث أيام التشريق، أداء مناسك الحج لهذا العام، بعد إكمالهم رمي الجمرات، وأدائهم طواف الوداع، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والإجراءات الاحترازية المكثفة لضمان سلامتهم، والتي أسفرت عن إكمالهم لأداء المناسك دون أي اصابات بفيروس كورونا أو أي أمراض وبائية أخرى.

وأشادت منظمة الصحة العالمية في بيان لها بنجاح السعودية تنظيم حج هذا العام دون أية اصابات بكورونا أو أي أمراض وبائية أخري، وقالت المنظمة في بيان صادر اليوم عن مكتب مديرها العام أن السعودية نجحت في تطبيق الاجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية اللازمة لإدارة هذه الحشود البالغ عددها 60 ألفا، كما أشادت منظمة التعاون الاسلامي في بيان أصدره اليوم أمينها العام الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين بنجاح السعودية في تنظيم حج هذا العام رغم التحديات العديدة التي فرضتها جدائحة كورونا .

كما أشاد مجمع الفقه الإسلامي الذي يضم في عضويته 57 دولة اسلامية في بيان له اليوم بهذا النجاح مؤكدا علي قدرة المملكة في تنظيم حج العام المقبل بشكل أوسع وأكبر، كما أشادت دور الافتاء في عدة دول اسلامية منها ماليزيا وأندونيسيا وباكستان واليمن ودول مجلس التعاون الخليجية  العربية بهذا النجاح مثمنة الجهود التي بذلتها السلطات السعودية لاداء المسلمين ركن دينهم الخامس داعية المولي عز وجل بأن يرفع هذا الوباء والبلاء عن عموم بلاد المسلمين والعالم , كما اشادت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجية في بيان لها اليوم بنجاح السعودية تنظيم حج هذا العام .

وأشار المتحدث باسم وزارة الحج والعمرة المهندس هشام سعيد إلى أنَّ الوزارة والجهات الأخرى المشاركة قدمت الخدمات والدعم اللازم لضيوف الرحمن، من حيث اكتمال جميع مراحل الحج، ومؤكدا أن عملية تفويج الحجاج سارت بكل انسيابية بفضل الجداول الموضوعة، مع مراعاة جميع الإجراءات والبروتوكولات الصحية، قائلا لقد غادر مشعر مني ومكة المكرمة بعد ظهر اليوم الجمعة جميع الحجاج البالغ عددهم 60 ألف حاج،  موضحا أنه قد غادر 40 ألف منهم يوم أمس الخميس وهؤلاء هم المتعجلون، بينما غادر بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة 20 ألفا بعضهم ذهب للمدينة المنورة للصلاة في المسجد النبوي الشريف والسلام علي الرسول محمد صلي الله عليه وسلم بالتنسيق مع شركة حجاج الداخل .

ورمى الحجاج اليوم الجمعة أخر الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، وسط تنظيم دقيق وإجراءات احترازية عالية، وتحقيق التباعد المكاني بين الحجيج وفق خطة التفويج نحو الجمرات لرمي الجمرات الثلاث بشكل آمن صحياً بما يحقق سلامة وحماية ضيوف الرحمن , وبعد الانتهاء من الرمي في مشعر منى توجه ضيوف الرحمن في باصات إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع , وأداء صلاة يوم الجمعة بالمسجد الحرام، ثم غادر حجاج بيت الله الحرام مكة المكرمة بعد أن منَ الله تعالى عليهم أداء فريضة الحج , علماً بأن طواف الوداع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة عائداً إلى بلده، ولا يُعفى منه إلا الحائض والنفساء.

وعملت رئاسة شؤون الحرمين على جداول تفويج منظمة لاستقبال ضيوف الرحمن في المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، عبر تطبيق إجراءات التباعد الجسدي بين كل حاج وآخر، ووضع الملصقات الأرضية الإرشادية بساحات الحرم المكي وصحن المطاف التي تُحدد مسارات الحركة بشكل آمن وصحي.

كما جهزت مسارات مخصصة في صحن المطاف لكل فوج؛ لضمان تحقيق التباعد الجسدي بين الطائفين، من خلال الملصقات الأرضية، بالإضافة لتخصيص أبواب محدّدة للدخول، وأبواب أخرى للخروج لضمان منع حدوث أي تزاحم أو تكدس، وبما يضمن انسيابية حركة الحشود .

وأعلن وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة، نجاح خطة الحج الصحية لهذا العام 1442 هجرية، وخلو حج هذا العام من أي تفش لفيروس كورونا، وغيره من الأمراض الوبائية الأخرى.

وقال وزير الصحة السعودي في تصريحات له اليوم أن الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن بذلت جهوداً كبيرة لتنفيذ خطة الحج الصحية لضمان سلامة الحجاج ومنع انتشار العدوى بينهم في ظل جائحة كورونا.

وأضاف: وبفضل الله أسهمت هذه الجهود المبكرة والإجراءات الاحترازية في التعامل مع الوضع الصحي للجائحة خلال موسم الحج لهذا العام والذي استدعى اقتصار أداء الحج على 60 ألف حاج من مستكملي اللقاح، مما كان له الأثر الملموس في الحفاظ على صحة وسلامة الحجاج.

وتقدَّم وزير الصحة السعودي بالامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على دعمهم اللامحدود لوزارة الصحة وجميع قطاعات الدولة العاملة خلال موسم الحج، داعياً الله أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يعيدهم إلى أهلهم سالمين غانمين.

و أوضحت وزارة الحج والعمرة في بيان لها أنه في ضوء الجولات الرقابية والتفتيشية وأعمال المتابعة التي تنفذها الإدارات المعنية بالخدمات التي تقدمها شركات ومؤسسات حجاج الداخل للحجاج المسجلين لديها ومدى جودتها وتحقيقها لما التزمت به تلك الشركات والمؤسسات فقد تم رصد مخالفات في شأن الوجبات مسبقة التحضير المقدمة للحجاج، وذلك بتقديم وجبات لا تتوافر فيها الاشتراطات المنصوص عليها في إعدادها وتقديمها، ولجوء بعضها إلى التعاقد مع مقدمي خدمة الوجبات بجودة أقل مما تتطلبه تلك الاشتراطات المتعاقد عليها، وفق معايير ومواصفات عالية الجودة.

وأكدت الوزارة أنه سيتم إيقاع الجزاءات المقررة -بعد استكمال إجراءات التحقيق اللازمة في هذا الشأن- في حق تلك الشركات والمؤسسات حيال ما جرى ارتكابه من مخالفات , مع تطبيق أقصى العقوبات على من يثبت مخالفته للمعايير واللوائح والتنظيمات، مع النظر في تقييم أوضاع تلك الشركات والمؤسسات المخالفة في ضوء مستوى خدماتها ومدى إمكانيتها من تصحيح أوضاعها، بما في ذلك إلغاء تصاريحها، بما يرفع من كفاءتها ويسهم في جودة أدائها وتقديمها للخدمات التي التزمت بها، ويضمن تقيدها التام بما ينبغي التزامه واتباعه من اشتراطات تنظيمية وصحية من أجل المحافظة على صحة الحجاج وسلامتهم، وعدم التهاون بأي تعليماتٍ وترتيباتٍ تهدف إلى راحتهم وتيسير أدائهم مناسك هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، بما يؤكد ويعكس ويواكب منظومة الخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية المعنية لضيوف الرحمن، والعناية البالغة التي توليها حكومة المملكة العربية السعودية لقاصدي الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من الحجاج والمعتمرين والزائرين.

واكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية العقيد طلال الشلهوب أن الجهات الحكومية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن اشرفت علي تفويج الحجاج من مقار اقامتهم بمشعر مني الي جسر الجمرات لرمي الجمرات وفق خطط التفويج المعتمدة , ثم تفويجهم الي مكة المكرمة لاداء طواف الوداع  وعودتهم إلى المناطق والمدن والوجهات التي قدموا منها داخل المملكة .

وكشف العقيد الشلهوب أن عدد المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج الذين تم رصدهم وإيقاع العقوبات بحقهم بلغ 370 مخالفاً، مؤكداً أهمية الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج والعمرة حتي لا يقع المخالفون تحت طائلة القانون والأنظمة ومن ثم العقوبات .