كتاب وآراء

هل يوجد لدينا إرادة وإدارة !!

كتب في : الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 - 8:17 صباحاً بقلم : حازم محمد سيدأحمد

يقول الله تعالى فى سورة الأنعام ::((فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَح صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ )) صدق الله العظيم
ويقول الشاعر :: ذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة // فإن فساد الرأي أن تترددا

ومن هذا المنطلق الذي يدل دلالة واضحة على أن الرأي وهو مكون من مكونات الإدارة يحتاج إلى عزيمة وهي مكون أساسي من مكونات الإرادة، فالإدارة من دون إرادة قوية لا تحقق الهدف منها، وكذلك فإن الإرادة القوية تحتاج إلى إدارة واعية حكيمة توجه قوتها وتدفعها وتوظفها توظيفا سليما واعيا، ومن هنا لابد أن نعرف الإرادة :هي تصميم واع على أداء فعل معين، ويستلزم هدفا، ووسائل

لتحقيق الهدف، وأما الإدارة فهي عملية التوجيه والتخطيط والتنسيق، ودعم العاملين وتشجيعهم، والرقابة على الموارد المادية والبشرية بهدف الوصول إلى أقصى النتائج فأفضل الطرق وأقل التكاليف وتشتمل على خمس وظائف أساسية كما يلي: التخطيط ، التنظيم ، التوظيف ، التوجيه ،الرقابة، وإذا توافرت الإدارة والإرادة معا أدى ذلك إلى نجاح منقطع النظير، ولذلك نقول أن أعظم تحدٍّ يواجه الإدارة والإداريين هي الإدارة نفسها ، والإداريون أنفسهم. قد تبدو مقدمة غير اعتيادية وصدمة أولية، لكنها حقيقة ،يجب كشفيها ، ووضعها على طاولة العلاج، والبحث عن الخطط التي تجعل من هذا التحدى نقطة انطلاق لآفاق أوسع ليس على مستوى الإدارة أو الإداريين وحسب، وأنما على مستويات: السياسة، والقانون، والفكر، والمجتمع. . وغيرها من العلوم الإنسانية والمعارف التراكمية ، ومن يعتقد أن هذه الأركان الأربعة غير ضرورية لتحقيق الإستقرار والإنضباط التنموي فهو مخطئ في حق التنمية سواء كانت تنمية إنسانية أو اقتصادية أو اجتماعية أو عمرانية، حتى إلى مستوى الإستقرار الوطني واستتباب الأمن على أساس أن استقرار الأمن واستتبابه رأس التنمية السلمية في أي وطن مهما كبر أو صغر. إن الإختلال بين الأركان الأربعة اختلال يؤدي إلى تعثر التنمية المتكاملة والمتوازنة والشاملة،إن الإرادة والإدارة أهم عنصرين في العملية التنموية، وتعدان المحركين الحقيقين لتحقيق الرؤية الواضحة ولإانضباط النظامي, ولهذا فإن الخلل بينهما يؤدي إلى آثار سلبية في التنمية بشكل عام، والخلل هنا يمكن أن يحدث عندم تخون الإدارة الإرادة ، بمعنى أننا نملك الإرادة الراغبة في الإصلاح والتطوير ، لكن تقابلها إدارة ضعيفة أو غير مهتمة برغبة الإرادة، أو ربما معارضة لها ولفكرها ومنهجها ورؤيتها ، وتكون الخيانة أعظم عندما تتصادم الإرادة و الإدارة في ذات الشخص ، بمعنى أن تخون الإدارة الذاتية الإرادة الشخصية في روح الشخص الواحد وقلبه، لقد تأملت هذه العلاقة العكسية الصعبة عندما تتصادم في ذات الشخص الذي يملك الإرادة القوية لتحقيق الذات وصنع المستقبل ثم تصطدم بإدارة ضعيفة تمنع تحقيق الإرادة القوية طموحها ورؤيتها، هذا التعارض الصارخ بين ذات الإنسان توجد فجوة كبيرة داخل الجسد والفكر والعقل الواحد ويؤدي به إلى حالة من انفصام الشخصية وازدواج القرار وتعدد الأوجه وضياع الرأي والعطاء، وعندما لا تجتمع الإرادة القوية والإدارة الحازمة في ذات الشخص، فإنه يحتاج إلى البحث عن الإدارة الحازمة التي تحقق له ما تتمناه إرادته ،و وفقاً لوضوح الرؤية وحزم النظام، ومن مواصفات المدير السلبي والمزاجي، وغير العادل، والعصبي الذي يؤثر على العمل وإنتاجيته بطريقة أو بأخرى معارضة لها ولفكرها ومنهجها ورؤيتها، وتكون الخيانة أعظم عندما تتصادم الإرادة مع الإدارة في ذات الشخص ، الحازمة في ذات الشخص،فإنه يحتاج إلى البحث عن الإدارة الحازمة التي تحقق له ما تتمناه إرادته وفقاً لوضوح الرؤية وحزم النظام،من مواصفات المدير السلبي والمزاجي، وغير العادل، والعصبي الذي يؤثر على العمل وإنتاجيته بطريقة أو بأخرى كما ينبغي على الموظف أن يعرف كيف يتواصل مع المدير، ومدى الحدود المتاح التعامل فيها، وطبيعة القضايا التي يطرحها أمام المدير، وأن لا يزيد من شكواه، ويعرف حدوده في التواصل، وأن يكون هناك احترام متبادل بين الطرفين،و المدير السلبي لا يسعى إلا لخدمة ذاته عن طريق المناورة، ويصم أذنيه عن سماع أي رأي، بدل خدمة مجتمعه، غير عادل، يعتقد أنه ولد ليكون مديرا، همه الأساسي تحسين أوضاعه، يعزو الفضل لنفسه بأعمال لم يقم بها، يظن أن الموظفين لا يحبون أعمالهم، ويعمل كل ما في وسعه لتجنب المسؤولية والارتباط بالالتزامات، يقضي معظم وقته في لوم الموظفين، يمتنع عن اقتراح أي وسيلة لتفعيل العمل، الإدارة في نظره تعقب الرؤية، حيث يحجب نفسه عن الموظفين ويكون من الصعب اللقاء به، يتنصل من المسؤولية ويبحث دائما عن كبش فداء، إدارته قائمة على الخوف، وعلى ردود الفعل، نادرا ما يكون مبادرا بفعل معين، يحترف المناورات، فيتفنن بخلق التكتلات والشلل، وإدارته عنوانها الرفض، والتعايش، حيث يتعامل مع كل المتغيرات وبكل الظروف، في سبيل خدمة نفسه على حساب الآخرين ،وبعيداعن كل الفلسفات التنظيرية التي أعتقد أن جان؟ وما السبيل إلى الوصول بالسفينة إلى بر الأمان؟وأين الخطأ على وجه التحديد؟ فأخذت أتابع أداءه بعض الوقت؛ باعتبار موظف فى العمل الإدارى ، ولأرى بنفسي؛ باعتبار أن من رأى ليس كمن سمع، وأقول إن القيادة لا تعنى أن تأخذ قوتك من منصبك رغم أنها تعطيك الشرعية الرسمية، ولكن في يقيني أن الشرعية النفسية هي إيمان فريق العمل معك بكفاءتك واستيعابك وقدراتك،فيا أيها المسؤول عن الإدارة لا تعني أن تكون لك صلاحية إصدار الأوامر ثم الاكتفاء بذلك، فذاك إمتياز مؤقت ، ولكنها تعني الجهود المبذولة من أجل تغيير سلوك الناس لتحقيقالهدف المرجو ، بمشاركتهم وإحساسهم أنهم الأكثر بذلا، وفي الملمات يكون أقربهمإلى درء الخطر بنفسه وماله، لا أن يتوارى عند الشدائد،فيجب على المسؤول الإدارى أن يكون القدوة في الانضباط، فلا يجوز له أن يصل للإجتماعات بعد الآخرين وبوقت طويل، معتقدا أن أهميته ومكانته تتطلب منه أن يفعل ذلك، وأن استعلاءه على من يعمل معهم هو أسلوب يؤدي إلى احترامه،والمدير الإدارى هو القادر على معرفة قدرات المحيطين به، كما يستطيع بأقل الإمكانيات تحقيق أفضل النتائج، وإسناد العمل المناسب للشخص المناسب، وأن تكون الكفاءة المهنية هي الحاكمة في التمييز بين من يعملون معه،والمسؤول الإدارى الحقيقي، هو من يستطيع أن يفجّر طاقات من حوله عبر توفير بيئة صحية، وتكون الأولوية فيها للجلوس في الصفوف الأولى لأصحاب البذل الأكبر، كما أن الإداري الناجح يميل دائما إلى أن يجمع من حوله المحترفين في تخصصاتهم، ولكن الضعيف والمرتجف لا يستعين إلا بمن هم أقل منه حتى لا يشعر بعجزه، والإدارة الحقيقة لا تعني اختفاء المسؤول خلف المكتب بعيدا عن الناس، ولا يسمح لهم بالدخول إلا بعد عنت يجعلهم يكرهون القدوم إليه، فمن أحب لقاء الناس لا شك أنهم يحبون لقاءه. القيادة الحقيقية تعني احترام كل فرد في المؤسسة مهما كان دوره ، والمدير الإدارى الحقيقى لابد أن يكون صاحب مشروع ولديه وضوح فى الرؤية وخطة محددة يسعى إلى تحقيقها، ومن وضوح رؤيته يستمد منه الآخرون ، طاقة للبذل عبر الفهم، أما ضبابية القيادة فهي تنعكس على من حوله، ففاقد الشيء لا يعطيه،المسؤول الحقيقي هو الذي يستطيع التمييز بين طباع ونفسيات وحاجات الذين يتعاملون معه، فهو لا يتعامل مع آلات تعمل لتنتج دون معرفة الاحتياجات، فهناك من يسعده الثناء والكلمة الطيبة التي تمنحه مزيدا من الثقة بالنفس قبل المكافأة المادية، وهناك من هو بحاجة للتشجيع المادي قبل الثناء، وهناك من يحتاج إلى إشعاره بمكانته، وقبل هذا وذاك كيف يستطيع القائد الإداري أن يتعامل مع النفوس ليستنفر ما بداخلها من عطاء ويفجر ما لديها من طاقات ،المسؤول الناجح لا يترك المشكلة حتى تتحول إلى أزمة، ولا يتجاهل الأزمة حتى تتحول إلى كارثة، وعند مواجهة المقصرين لا يكتفي بتوقيع الجزاءات ،وهو الطريق الأسهل، ولكنه يهتم قبل ذلك بمعرفة وتحليل الأسباب التي أدت إلى تلك المشكلة، وكيفية الخروج من خلال ابتكار حلول غير تقليدية،المسؤول الحقيقي هو من لديه القدرة على الإستماع إلى الآخرين وإعطاء كل ذي حق حقه، كما يتمتع بنفسية واسعة تعطيه القدرة على الاعتراف بخطئه إن أخطأ، والتنازل عن رأيه إذا ثبت أن هناك رأيا أصوب بغض النظر عن صاحبه، وأن تكون لديه مرونة تعديل المواقف، فأن نفعل الأشياء الصحيحة ولو متأخرين خير من أن لا نفعلها. ومن خلال تجربتى العملية في الحياة، شاركت في كثير من الاجتماعات فوجدت أن الإداري الناجح هو الذي يستمع أولا إلى آراء الغير قبل رأيه، حتى لا يجامله البعض يتبنى وجهة نظره حتى لو كانت خاطئة، المسؤول الإدارى الناجح هو صاحب قرار حازم ، وأن يبادر دائما إلى الفعل، لا أن تنبع سلوكياته من ردة الفعل، كما أنه يتمتع ببصيرة تستشرف فرص النجاح، وتستشعر مواطن الخطر، مما يزيد الوثوق به ، إضافة إلى أسلوب واضح للتقييم أساسه الإنصاف بين العاملين، مع التصميم على تحقيق الأهداف التي يتم وضعها مهما بدت الصعاب، من خلال إثارة حماس منحوله ، لذا فإن القيادة الإدارية الناجحة، في جانب كبير منها، فن لا يجيده الجميع، رغم أن البعض قد ينجح في اكتساب بعض الصفات التي تؤهله ليكون مديرا، ولكن القليل هم من يصلون إلى درجة الإبداع الإداري؛ لانعدام القدرة .

بداية الصفحة