العالم العربى

استئناف الهجمات الإسرائيلية وتعثر الهدنة يعيد الغزاويين إلى براثن المعاناة

كتب في : الأحد 03 ديسمبر 2023 - 11:59 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

استأنف الاحتلال الإسرائيلي هجماته الغاشمة بشكل مكثف على قطاع غزة بعد أن تعثرت الهدنة المؤقتة بين حركة "حماس" وإسرائيل في صباح يوم الجمعة الماضية، ليعود السكان الغزيين مرة أخرى إلى براثن الصراع ومرارة المعاناة.

فتبخرت أحلام هؤلاء السكان نحو السلام خلال الساعات الأخيرة للهدنة، بتزامن إعلان الجيش الإسرائيلي استئناف القصف بشكل رسمي، مما زاد من حدة التوتر والتحديات التي يواجهها السكان المحاصرين في غزة، ليجدوا أنفسهم مجددًا عالقين في دوامة هذه الحرب.
«هدوء ما قبل العاصفة»

ومع مرور أسبوع كامل من الهدنة بين حماس وإسرائيل، حاول أهالي غزة جاهدين جمع شتات حياتهم المتناثرة، وبعدما عادوا إلى منازلهم أو ما تبقى منها سواء كان ذلك لتفقد الأضرار التي لحقت بديارهم أو لاستعادة بعض من ضرورياتهم وملابسهم، والبعض الآخر كان قد قرر العيش وسط أنقاض منزله مفضلين هذا الوضع على اللجوء إلى مراكز الإيواء والمخيمات، أصبحوا اليوم أمام مصير مجهول مره أخرى.

فبعدما حلم الغزاويين بالعيش في أمان وسلام خلال فترة الهدنة المؤقتة، تبخّرت هذه الآمال بفعل استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية على قطاع غزة، وقصفت طائرات الاحتلال مناطق متفرقة من القطاع، شمالًا وجنوبًا، على كافة الجهات، برًّا وبحرًا وجوًّا، وذلك بعدما قال الاحتلال  إنه قد اعترض صاروخًا اتهمت حماس بإطلاقه، مُعتبرًا إياه خرقًا للهدنة.

وخلال الساعات الأولى بعد انقضاء الهدنة، تحولت مشاهد الأمان والسلام التي كان يتطلع إليها أهالي غزة إلى لوحة مأساوية، ففي غضون 24 ساعة فقط من انهيار الهدنة، دُمرت مجمعات سكنية بأكملها، وراح مئات الفلسطينيين ضحية برصاص العدوان الغاشم في ليلة واحدة، لينضم هؤلاء الضحايا إلى أكثر من 15 ألف قتيل الذين سقطوا منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى المئات من الجرحى.

تفاقم الوضع الإنساني في غزة 

أما مستشفيات غزة، التي كانت بالفعل مكتظة بالمرضى، أصبحت اليوم تعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية، والجرحى، سواء كانوا أطفالًا أم كبارًا، يزدادون يومًا بعد يوم، مما يفاقم الوضع الإنساني الحرج، وتعيش الأسر في حالة من الذعر والرعب، لتتجدد المعاناة بشكل مدوٍ محطمة آمالهم في العيش بأمان خلال هذه الفترة.

وفي ذات السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، على أن العدد الكبير الذي وصل الى مستشفيات قطاع غزة بعد انهيار الهدنة لم تستطع الطواقم الطبية تحمل هذه الأعداد الضخمة، وذلك بسبب اكتظاظ الحالات والإصابات السابقة في قطاع غزة، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.

غزة تعود لإحصاء ضحاياها مرة أخرى

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن أسفه الشديد لاستئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بعد انقضاء فترة الهدنة الإنسانية.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، في منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا)، إلى أن العودة إلى الأعمال العدائية تظهر مدى أهمية التوصل إلى وقف إنساني حقيقي لإطلاق النار.

وأكد جوتيريش، على أن الأمل ما زال يساوره في أن يتم تجديد الهدنة الإنسانية التي تم الاتفاق عليها من قبل واستمرت عدة أيام.

ومع تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي عقب خرق الهدنة وبدء مرحلة جديدة من جحيم الحرب على غزة المنكوبة، يعود القطاع لإحصاء ضحاياه مرة أخرى، وتتكرر نفس المأساة والمعاناة بل وربما تزداد أيضًا، ويتجدد الخوف والقلق بين صفوف المدنيين الذين يعيشون في ظروف صعبة.

الكلمات الدالة:
الحرب على غزة - طوفان الأقصى - فلسطين - إسرائيل - غزة - الهدنة في غزة

بداية الصفحة