ثقافه وفنون

الفنانة سولاف فواخرجى: أفلامنا عن الحرب السورية خالية من مشاهد الدمار والدماء لأننا لا نقدم نشرة أخبار

كتب في : الأربعاء 28 اكتوبر 2015 بقلم : رشا الفضالى

■ ردود الأفعال حول فيلمك «الأم» كيف قرأتِها؟

- كلها والحمد لله كانت إيجابية ومن الصعب الحديث عن الفيلم ككل، لكنى قدمت في العمل رسائل قوية عن وطن مفقود وعن حبيب مفقود، وهو محاولة لإحياء الأرض المسلوبة، وكنت سعيدة بالعمل مع المخرج السورى الكبير باسل الخطيب، الذي نلت شرف العمل معه، وحماسى للفيلم لأنه يحمل رسائل فنية كثيرة، فهو يتحدث عن أم لديها خمسة أبناء، هذه الأم تُمثل الوطن سوريا والأبناء هم طوائف الشعب المختلفة، الذين تركوها في حزنها ومرضها وابتعدوا عنها، ويحمل فيلم «الأم» أيضًا رسالة فنية هي أننا لابد أن نرجع لإنسانيتنا ونتخلى عن الخلافات والنزاعات والمصالح الخاصة من أجل وطننا العزيز الذي نتمنى أن يعود إلى سابق عهده.

■ فيلماكِ «الأم» و«رسائل الكرز» رغم تناولهما الوضع السورى إلا أننا لم نر فيهما مشاهد دمار أو قتال؟

- بالفعل، ففى فيلم رسائل الكرز تعمدت كمخرجة إظهار الجوانب الإيجابية، فكنت حريصة على إيصال معلومة، وهى أن وطننا لابد أن يعود خاليا من الدماء، وهو نفس الشىء في فيلم «الأم»، فحرصنا على أن يكون خاليا من الدماء ومشاهد العنف والحرب التي أصبحت مُسيطرة على كل الشاشات، فكنت أريد أن ينظر الجمهور إلى سوريا كوطن نشعر بالدفء في أحضانه وليس سوريا التي تشهد الحرب والعنف والنزاعات والدمار، لذلك كان الغرض من الأعمال الفنية هو اللعب على الإحساس، فنحن لسنا نشرة أخبار تنقل الدماء والحروب.

■ لماذا رفضت الخروج من سوريا كما فعل غيرك من الفنانين؟

- دورى في سوريا ليس بطوليا على الإطلاق فهناك الملايين من السوريين بقوا في بلدهم، وليس لى فضل عليهم ببقائى هنا فأنا أخجل من أن أتحدث عن تواجدى وسط بلدى وقيامى بدور بطولى لأن ذلك هو المفترض على الجميع أن يفعله، وكل فنان خرج من سوريا له ظروفه الخاصة وآراؤه ومعتقداته التي دفعته إلى القيام بذلك، وبلدنا سيتجاوز محنته وسنعمره بإذن الله.

■ هل وجدت صعوبات في أعمالك الفنية التي صورتها في السنوات الأخيرة؟

- بالطبع كانت هناك صعوبات، فعندما أخرج من منزلى للوصول إلى موقع التصوير لا أتوقع عودتى مرة أخرى، فنحن نعيش حربا حقيقية، ونصور أفلامنا تحت دوىّ صوت الرصاص والقذائف، ورغم ذلك نمتلك إرادة الحياة والبقاء داخل بلادنا ولن نتخلى عنها أو عن الفن السورى وسنناضل من أجله.

■ وماذا عن تجربتك الأولى كمخرجة في فيلم «رسائل الكرز»؟

- أحمد الله على هذه التجربة التي أخافتنى كثيرًا، فعندما عرض الفيلم لأول مرة كانت دقات قلبى تتسارع كثيرًا، ولكنى وجدت انطباعا جيدا ومحبة من الناس، ربما هناك من الجمهور من لم يتوقع هذا الفيلم، وعمومًا الفيلم تجربة لن أنساها وسأكررها مرة أخرى فهناك سيناريو نحضر له، ولكنى سأستفيد في تجربتى الجديدة من كل أخطاء التجربة الأولى.

■ وماهو العمل الجديد؟

- هو فيلم سينمائى بعنوان «مدد» تأليف الكاتب الصحفى محمد إسماعيل، وهو عمل خطير كعنوان، ويتحدث عن بداية الحرب في سوريا، فالعمل يكشف كواليس الأيام الأولى من الحرب التي تعانيها سوريا، وسنحاول من خلاله تقديم ما نعيش فيه طوال عمرنا في تابوهات من السياسة والجنس والدين، وكل هذه الأشياء ليست محرمة أمام الوطن.

■ هل سيحمل صبغة صوفية؟

- سيحمل صبغة صوفية وبقوة، وسيكون عملا تجاريا وسيضم فنانين كبارا وشبابا، ونجرى حاليًا اختيار فريق العمل له.

■ هل ساعدك زوجك المخرج وائل رمضان في تجربتك الأولى كمخرجة؟

- بالفعل استعنت به في بعض الاستشارات لكن من بعيد لبعيد، لم يساعدنى في أي شىء إخراجيًا، لأننى قررت الاعتماد على نفسى حتى لا يُقال إننى دخلت مجال الإخراج عن طريق زوجى.

■ لماذا اخترت طريق الإخراج؟

- قررت عندما قرأت السيناريو أن أخوض التجربة، وحتى أوصّل الفن الذي أؤمن به إلى الناس.

■ لو عرضت عليك تجربة الإخراج في مصر هل ستوافقين؟

- من الممكن أن أوافق، إذا أحبيت السيناريو، ولكن أتمنى أن تعود السينما المصرية لسابق عهدها، لأن عدد إنتاج الأعمال المصرية أصبح ضعيفا ووحشتنا الأفلام القوية والمهمة التي كانت تنتج في مصر، لأن منبع الفن العربى الذي عرفناه منذ صغرنا هو مصر، وخصوصًا في سوريا.

■ برأيك متى تعود سوريا إلى سابق عهدها؟

- عندى أمل كبير في أن تعود أفضل مما كانت عليه في السابق، فالناس التي بقيت وصمدت وخسرنا بسبب هذا الصمود أولادنا وأحباءنا وأقاربنا وأمننا، لكننا لن نفقد الأمل في رجوع سوريا أحسن مما كانت عليه، ولكن علينا كعرب أن نقف ونعرف من المستفيد مما يحدث في بلادنا العربية، فالسبب هو العدو الرئيسى للبلاد العربية حتى يعيش في راحة، ونحن نحارب بعضنا ونعيش في حروب ودمار وقتل ودماء.

■ آراؤك السياسية هل أضرتك كفنانة؟

- دخول الفنان في السياسة من الطبيعى أن يضره، لكننى لم أدخل في ملعب السياسة، فقط عبرت عن آرائى كموقف وطنى من بلدى الذي يعيش في دمار، فمن الممكن أن نختلف في السياسة أو الآراء أو الدين، لكن الكل يحبك لفنك، وأنا لم أخلط فنى بالسياسة، بل مواقفى كلها كانت دفاعًا عن وطنيتى، وأنا مؤمنة بما أنا فيه، ولو مت وعدت سأظل مؤمنة بقضيتى ووطنى، ودفاعى عن بلدى وبيتى وأولادى وأهلى في بلدى سوريا.

بداية الصفحة