أخبار عاجلة

جلسة لوسائل الإعلام.. وصلة 'ردح' أمام الرئيس 'السيسي'

كتب في : الخميس 27 اكتوبر 2016 بقلم : نادر مجاهد

انطلقت فعاليات المؤتمر الوطني للشباب بمدينة شرم الشيخ، أمس ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد من الشخصيات العامة، وكان من بين الجلسات المقررة «ندوة تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام الشبابي»، بحضور عدد من رموز الصحافة والإعلام، امس.

 

«ندوة تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام الشبابي» قادها الإعلامي أسامة كمال، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، بمشاركة الإعلامي شريف عامر، والدكتور فتحي محمد فتحي، الأستاذ مساعد بكلية الإعلام، وممثلًا عن البرنامج الرئاسي، والإعلامي محمد الدسوقي رشدي، والصحفي إبراهيم الجارحي، والكاتب الصحفي الأستاذ إبراهيم عيسى.

 

ولكن المؤتمر أقيم خصيصًا للشباب، وكانت القيادة في يد إعلامي ينفرد دائمًا بالحوارات مع الرئيس السيسي، بالإضافة أنه كبير في السن، وليس من فئة الشباب، وهو أسامة كمال.

 

حوار الإعلاميين ساده الكثير من الجدل والخلاف أمام الرئيس السيسي والجميع، فتحدث الصحفي إبراهيم الجارحي، قائلًا«إن المعد يفرض الأجندة على الإعلامي الموجود، على حسب الأحداث «الرائجة»، فرد الكاتب إبراهيم عيسى:«محدش بيفرض حاجة على حد، والقرار يؤخذ من إدارة البرنامج على بعضها، لأنهم يعملون كفريق متكامل».

 

ومن ناحية دور الإعلام أكد «عيسى» أن السوشيال ميديا في 25 يناير هي من قادت الثورة، والإعلام لعب دورًا كبيرًا في 30 يونيه وإسقاط الإخوان، وأصبح لدى الإعلاميين إحساس أنهم قادرين على تحريك الشارع، وهو أمر ليس صحيح ولابد من التخلص منه الآن، موضحًا أن الإعلام هو صدى صوت للرأي العام، يحول غضبه أو رضاه إلى حقائق ومعلومات، تنظم حركة التفكير لديهم.

 

الدكتور فتحي محمد فتحي، تحدث بصفته ممثلًا عن الشباب، فقال إن الشباب فقد المصداقية في الإعلام التقليدي، وأصبح المذيع منظر وهو العالم الأوحد، وليس محاورًا، ما جعل الجميع ينظر إلى إعلام المواطن والسوشيال ميديا أكثر، وتابعه في ذلك الإعلامي شريف عامر معترفًا «احنا بنققل من احترامنا للمشاهد، لأنه يعلم ما يتفرج عليه، ويعرف المعلومة الحقيقية».

 

خلال الندوة أعطيت فرصة للحديث لبعض من صغار الصحفيين، فقالت الصحفية حنان شومان موجهة حديثها لكبار الإعلاميين المتواجدين:«أنتوا مش راضيين عن اللي أنتوا بتعملوه، وأنا مش راضية والجمهور مش راضي عني، مش عارفة هنحل إزاي الإشكالية دي، مفيش حد راضي» فرد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى:«أنا راضي يا حنان»، كما انتقدت «حنان» الأداء الإعلامي قائلةً «اللي بيتفرج على البي بي سي يتعلم كيف يتناقش، لكن من يتفرج على قناة مصرية يتعلم كيف يردح».

الإعلامي إبراهيم عيسي انفعل خلال الندوة قائلًا:إن التنوع في وجهات النظر تخلق مناخا مناسبا في الشارع المصري، معلقًا:«في صحفيين وكتاب مسجونين دلوقتي بقانون العقوبات ومفيش دولة في الدنيا تسجن في جرائم النشر سوى 3 أو 4 دول وكلها ديكاتورية، ولا يمكن أن تكون مصر من ضمن تلك الدول»، مهاجمًا الأسلوب الذي يتعاملون به «عاقبهم زي العالم المتحضر بأي كفالة مالية تصل إلى مليون جنيه، إنما لا توجد عقوبات سالبة للحرية في أى دولة متقدمة في العالم، ونطالب بالعفو عن أحمد خالد وإسلام بحيري».

 

أثناء إلقاء «عيسى» هذه الكلمات، نشبت مشاداة بينه وبين الصحفي إبراهيم الجارحي، ما جعل الرئيس السيسي يدخل في نوبة من الضحك، وضرب كفًا على كف، وضجت القاعة بالضحك والتصفيق وعلق السيسي قائلًا:«بتتكلموا عن الرأي وتوعية الناس لازم نكون قدوة مش كدا».

رئيس تحرير جريدة المقال، قال إن «التليفزيون فيه غياب للمصداقية ووسائل التواصل كذلك، وإن حل هذه الاشكالية هو التعدد، ولا حرية بدون تعددية وأصوات كثيرة»، مضيفًا خلال كلمته المتقطعة بالمؤتمر «لدينا قوانين معوقة ومعطلة للحرية، موضحا أن حرية المواطن تتمثل في الحصول على آراء، واللي يقول إن الاعلامي مش المفروض يقول رأيه ده ما بيفهمش في الإعلام.. والاعلام خبر ورأي.. ومعلومة وتحليل.. اللي بيقول كده نرجعه الكلية تاني».

 

وتابع عيسى «الإعلام زمان كان في التعليق على الانباء في الاذاعة، والتعليق اليومي في النشرات والتحليلات»، وأن من يختلف في الرأي هو الافتتاحية في كونها ثرثرة أو معلومة، مشيرًا إلى أن السوء المهني للرأي ليس في وجوده وإنما في محتواه، أنا رأيي من حق الأغبياء أن يعبروا عن أنفسهم، لازم نسمع أكتر من صوت».

 

من جانبه، هاجم نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، الأوضاع الإعلامية المصرية الحالية، وذلك لما وصفه بـ«الفوضى» التي تشهدها الساحة من قِبل بعض الوجوه الشهيرة في الوقت الحالي، مؤكدًا «واهم من يعتقد من الإعلاميين أنه لديه قدرة على تحريك المواطن بسبب قدرته على الانتقاد، واستعراض معلومات خاطئة».

أضاف نقيب الصحفيين الأسبق:«الصحفي ليس زعيمًا سياسيًا، ومن يريد أن يكون زعيمًا سياسيًا عليه ترك منصة إلإعلام في الحال»، مشيرًا إلى أن الحل الوحيد للنهوض بالإعلام المصري هو العودة إلى العمل الصحفي الجاد، وهو ما كانت عليه الصحافة المصرية طيلة عصرها.

أوضح جميع الإعلاميين المتواجدين رؤيتهم في الإعلام الحالي خلال الندوة، ولكن دون وضع حلول جذرية أو مناقشة المشاكل للخروج من الأزمة، وقبل أن يعطي الرئيس وعدًا بالإفراج عن الكتاب والصحفيين المسجونين، الذين تحدث عنهم الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، لتصبح نتائج الحوار غير معروفة ومعلومة.

 

وفي نهاية الندوة أعطى أسامة كمال الكلمة للرئيس السيسي الذي قال إنه لم يتحدث مع المواطنين بأي شكل من الأشكال غير الصدق كل الصدق، مضيفًا:«النبي محمد قال إن المرء يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا»، متحدثًا عن نفسه «لم أجد إشكالية في أكون صادقًا وأمين ومتجرد وعايز أقولكم على حاجة خلي بالك أنت هتتحاسب أمام الله، مش المهنية بس لو واقف بتدي كلمة وهتبقى كذب كل من سمعها هتحاسب أمام الله إنك طرحت كذب».

 

وأضاف رئيس الجمهورية:«أنا بتابع وبقرأ الكلام المكتوب عشان أشوف شايفين مصر إزاي وبتقدموها إزاي، أنتوا بتضروا مصر من غير ما تقصدوا، والله العظيم بكلمكم كمسؤولين عن بلد، ووجهت رسائل كثير جدا، معانا جرائد بتقول وبتكتب وكانت أحد أسباب زيادة سعر الصرف واتكلمت على أخبار غير دقيقة، دول فقدت حميمة العلاقة معانا نتيجة أخبار من عندنا، ورغم ذلك لم يتم توجيه أي إعلامي أو مذيع وقولناله هاجم فلان أو الدولة الفلانية».

بداية الصفحة