كتاب وآراء

الحرب المفتوحة في البحر الاحمر ونتائجها .

كتب في : الأحد 24 مارس 2024 - 5:50 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

لاشك ان الحرب المفتوحة في البحر الاحمر ، والتي اصابت الملاحة بخطرٍ كبير ، مما تسبب بمأزق عالمي في خطوط الملاحة ، خصوصاً إذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان ١٠% من التجارة العالمية تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الاحمر ومروراً بقناة السويس .
هذا الامر قد اربك التجارة العالمية ، وكل ما قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا من ضربات جوية على مواقع في مناطق تواجد جماعة الحوثي في اليمن ، وخصوصاً في مناطق الحُديدة وصنعاء وغيرها ، وهذا ما لم يؤدي الى اي نتائج تُذكر ، وهذا نتيجة ضعف في  الاستراتيجية الامريكية العسكرية والاستخباراتية ،  كما  في السياسة الامريكية تجاه جماعة الحوثي ومن خلفها إيران .

وهنا لا بد من ان نذكر ، بأن تلك الحرب تجري من باب مساندة المقاومة الفلسطينية في غزة ، ولكن هل فعلاً مايقوم به الحوثي في البحر الاحمر قد ادى الى نجاح تلك العملية ؟
وهل فعلاً ادت نتائجها في  ارهاق 
 الكيان الاسرائيلي ؟ 

حقيقة ان الحرب التي يقوم بها الحوثي في البحر الاحمر ادت الى النتائج التالية : 
* الى ازمة حقيقية في   خطوط الملاحة التجارية البحرية والذي انعكس سلباً على التجارة الدولية نتيجة ارتفاع في التأمين على السفن العابرة عبر مضيق باب المندب ، كما ازدادت الاسعار على السلع والمنتجات في الاسواق العالمية نتيجة المسار الطويل من خلال  التفاف السفن التجارية عبر حول القارة الافريقية من خلال رأس الرجاء الصالح مما يزيد في الوقت والكلفة .
* تأثر الدول المتشاطئة في البحر الاحمر لاسيما اليمن تحديداً مما سبب ازمة في تأمين المواد الاستهلاكية في الاسواق اليمنية  ، وايضاً انعكاس الحرب على عبور السفن من خلال  قناة السويس ، مما اضعف واردات القناة بمعدل ٣٥ % مما انعكس ذلك اكثر في ازمة الاقتصاد المصري ، كما اثرت تلك الحرب على كل دول حوض البحر الاحمر والاقتصاد العالمي ككل .

* عسكرياً :
* لم تؤثر صواريخ ومسيرات الحوثيين على الكيان الاسرائيلي إطلاقاً لانها لم تصل الى اهدافها ، وبالتالي هي مقاومة فاشلة عسكرياً .
* على مستوى غزة لم تقدم اي إضافة جدية للتخفيف في الحرب على غزة ، مثلها كمثل حرب المشاغلة في جنوب لبنان والتي لم تؤدي الى اية نتائج سوى جلب الدمار والخسائر في الارزاق والارواح للبنان وفي جنوبه تحديداً .

لكل ذلك ، وحيث تدور الاعمال العسكرية تجاه السفن التجارية في البحر الاحمر ، تدور مفاوضات سرية بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران في مسقط - عُمان ، بينما الخسائر في غزة وكامل فلسطين وفي لبنان وسوريا واليمن ، بينما ايران تستغل الحروب المشتعلة لتعزيز اوراقها التفاوضية مع الولايات المتحدة والدول الغربية على حساب الدماء  والثروات العربية ، مما يُظهر ان ايران تستغل بعض القيادات والقوى للسياسية والعسكرية العربية ، هي مجرد ادوات بيد طهران لتعزيز حلمها الامبراطوري الفارسي .

************ 

حسين عطايا - كاتب وباحث سياسي ، لبنان .

بداية الصفحة