الأدب

الغيرة فى الإسـلام

كتب في : السبت 19 مايو 2018 - 4:27 مساءً بقلم : محمد عبد الواجد

الغيرة خلق حميد ، وخلة جميلة ، وصفة جليلة وهى سمة عباد الله الصالحين وجنده المفلحين . 

الغيرة سياج منيع لحماية المجتمع من التردي في مهاوي الرذيلة والفاحشة والتبرج والسفور والاختلاط المحرم . 

الغيرة قوة روحية تحمي المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر . 

الغيرة مظهر من مظاهر الرجولة الحقة ، وهي مؤشر على قوة الإيمان ورسوخه في القلب . 

نعم .. إن أشرف الناس وأعلاهم قدرا وهمة ، أشدهم غيرة على نفسه وخاصة وأهله ، ومن حُرِم الغيرة حُرِم طهر الحياة ، ومن حُرِم طهر الحياة فهو أحط من البهيمة الأنعام . 

ورحم الله ابن القيم يوم قال " إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبة بل ترحل الدين كله " [ الفوائد لابن القيم ]

 

وقال الْعُلَمَاء الْغَيْرَة بِفَتْحِ الْغَيْن وَأَصْلهَا الْمَنْع وَالرَّجُل غَيُور عَلَى أَهْله أَيْ يَمْنَعهُمْ مِنْ التَّعَلُّق بِأَجْنَبِيٍّ بِنَظَرٍ أَوْ حَدِيث أَوْ غَيْره، وَالْغَيْرَة صِفَة كَمَالِ .
وقيل: لا كرم في من لا يغار .

 

 

غيرة الإسلام
ومن أجل أن يكون المجتمع نظيفا، أمر الإسلام بعدد من الأوامر والنواهي، ليحفظ هذا المجتمع طاهرا نقيا، وتصبح مظاهر الغيرة فيه جلية واضحة 

 

ومن ذلك الإجراءات التالية
1- فرض الله على المسلمات ستر مفاتنهن وعدم إبداء زينتهن: يقول الله عز و جل: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾، إلى قوله: ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾ [النور: 30]؛ وقال: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: 33].


2- حرم الإسلام الدخول على النساء لغير محارمهن: كما حرم الخلوة بهن، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فقال رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ الله أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قال: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ»
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ وَلَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ» فَقَامَ رَجُلٌ فقال يَا رَسُولَ الله إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا قال: «انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ»
فهذا مجاهد في سبيل الله أمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يعدل عن الغزو في سبيل الله كي يرافق امرأته التي خرجت في سفر فاضل هو سفر الحج، ومع رفقة هم أزكى الناس وأتقاهم، ثم إنها قد خرجت ومضت، ومع كل هذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ».

 

3- أوصى بالحياء: وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «الْحَيَاءَ مِنْ الْإِيمَانِ». وقال: «الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ»
 

4- حض على حماية الأعراض: حتى جعل من قتل فداء للعرض شهيدا، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»
 

5- الأمر بغض البصر: قال الله عز و جل: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ [النور:30-31].
لا فرق في ذلك أن يكون النظر من رجل لامرأة، أو امرأة لرجل: كما جاء عن أُمَّ سَلَمَةَ أم المؤمنين أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ الله صلى الله عليه و سلم وَمَيْمُونَةَ قَالَتْ فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم احْتَجِبَا مِنْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لَا يُبْصِرُنَا وَلَا يَعْرِفُنَا فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه و سلم:«أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا ، ألَسْتُمَا تُبْصِرَانِهٌ»ِ
و عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله قال سَأَلْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه و سلم عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي

 

6- أمر المرأة بعدم الخضوع بالصوت: وهو النهي عن لين الكلام لئلا يطمع أهل الخنى فيهن قال الله عز و جل: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32].
قال السدي وغيره: يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال .

 

 أقسام الناس في الغيرة
ينقسم بنو آدم في غيرتهن أربعة أقسام
1- قوم لا يغارون على حرمات الله بحال ولا على حرمها: مثل الديوث والقواد وغير ذلك ومثل أهل الإباحة الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق ومنهم من يجعل ذلك سوكا وطريقا: ﴿وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [ الأعراف: 28 ].
 

2- وقوم يغارون على ما حرمه الله وعلى ما أمر به: مما هو من نوع الحب والكره يجعلون ذلك غيرة فيكره احدهم من غيره أمورا يحبها الله ورسوله ومنهم من جعل ذلك طريقا ودينا ويجعلون الحسد والصد عن سبيل الله وبغض ما أحبه الله ورسوله غيرة.
 

3- وقوم يغارون على ما أمر الله به دون ما حرمه: فنراهم في الفواحش لا يبغضونها ولا يكرهونها بل يبغضون الصلوات والعبادات كما قال الله عز و جل فيهم: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [ مريم: 59 ].
 

4- وقوم يغارون مما يكرهه الله ويحبون ما يحبه الله: هؤلاء هم أهل الإيمان

 

 

من مظاهر ضعف الغيرة
- تساهل كثير من الرجال في ركوب نسائه متبرجات متعطرات مع السائق: أو سيارة الأجرة بلا محرم، أو سفرهن بدون محرم.
 

- تساهل بعض الرجال في ذهاب نسائه إلى الطبيب الرجل ليكشف على عوراتهن: بل وأحيانا العورة المغلظة، بدعوى الحاجة إلى العلاج مع عدم مراعاة الضوابط الشرعية، ومنها: الحاجة إلى التداوي، وألا يلجأ إلى الطبيب الرجل إلا إذا عدمت الطبيبة، وألا يلجأ إلى الطبيب الكافر إلا إذا عدم الطبيب المسلم، وأن يكون الكشف بحضور محرم المرأة لعموم تحريم الخلوة والأمر هنا أشد، وأن يقتصر الكشف على موضع الحاجة فقط دون غيره.
 

- تصوير النساء في الأعراس: فيقوم ذوو العروسين بتصويرهما في ليلة زواجهما، وتنتقل هذه الصور بين الرجال والنساء، فتنكشف العروس للرجال الأجانب.
 

- انتشار الألبسة الفاضحة في أوساط النساء: كالألبسة العارية والبنطلونات التي تصف جسد المرأة، بل وحتى العباءة وغطاء الرأس لم يسلما من الحملة الشرسة على شخصية المرأة المسلمة في لباسها وحشمتها وعفافها.
 

- ما يحدث في بعض المجتمعات والأسر من اختلاط الأقارب: وعدم احتجاب المرأة عن أقارب زوجها.
 

- السفر غير المنضبط إلى الدول التي لا تحترم التي لا تلتزم بأحكام اللباس الشرعي: ولا بآداب الحجاب، مما يعرض النساء للاختلاط المحرم، ويزيد الأمر سوءا وفحشا حين يكون ذلك برضا من وليهم وربما بأمره.
 

- تساهل كثير من الرجال في تصوير الأجانب وإرسالها عبر وسائل التواصل إلى محارمه أو من هم في حكمهم .. ولا يراعي حق الله في ذلك .

 

 

أسباب ضعف الغيرة

1- المعاصي: فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعاصي، وبقدر إيمان العبد تكون غيرته وتعظيمه حرمات ربه، ومثل المعصية والغيرة كمثل الماء والنار، فكلما هاجت أمواج المعصية خبت نار الغيرة في القلب.

 

2- الغزو الفكري بوسائله المتعددة: فقد انخدع كثير من المسلمين بحضارة الغرب فأملى لهم الشيطان أن لا حضارة ولا تقدم إلا بنقل أنماط الحياة الغربية على كافة المجالات إلى المجتمعات الإسلامية، ويؤيدهم في هذا ما تسعى إليه الأمم الكافرة من عولمة المجتمعات على الطريقة الغربية.

 

3- ضعف قوامة الرجل: سواء نتيجة ضعف شخصيته، أو نتيجة حبه المفرط لأهله والذي يضعف سلطته عليهم ويقويهم عليه، فيكون الأمر والنهي بيد المرأة، وسواء كان ذلك في حق الزوجة أو البنت:
أما الزوجة: فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «و قال يوسف أيضا: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [يوسف: 33-34]، فدل على أنه كان معه من خوف الله ما يزعه عن الفاحشة ولو رضي بها الناس وقد دعا ربه سبحانه وتعالى أن يصرف عنه كيدهن وقوله: ﴿السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ بصيغة جمع التذكير وقوله: ﴿كَيْدَهُنَّ﴾ بصيغة جمع التأنيث ولم يقل مما يدعينني إليه، دليل على الفرق بين هذا وهذا وأنه كان من الذكور من يدعوه مع النساء إلى الفاحشة بالمرأة، وليس هناك إلا زوجها وذلك أن زوجها كان قليل الغيرة أو عديمها، وكان يحب امرأته ويطيعها، ولهذا لما اطلع على مراودتها قال: ﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾ [يوسف: 29]، فلم يعاقبها ولم يفرق بينها وبين يوسف حتى لا تتمكن من مراودته، وأمر يوسف أن لا يذكر ما جرى لأحد محبة منه لامرأته ولو كان فيه غيرة لعاقب المرأة»
و قال أبو بكر الأصم: إن ذلك لزوج كان قليل الغيرة فاكتفى منها بالاستغفار

 

وأما البنت: فكما قال ابن القيم رحمه الله: «الرجال أغير على البنات من النساء فلا تستوي غيرة الرجل على ابنته وغيرة الأم أبدا وكم من أم تساعد ابنتها على ما تهواه ويحملها على ذلك ضعف عقلها وسرعة انخداعها وضعف داعي الغيرة في طبعها بخلاف الأب ولهذا المعنى وغيره جعل الشارع تزويجها إلى أبيها دون أمها ولم يجعل لأمها ولاية على بضعها ألبتة ولا على مالها»
* وما عجب أن النساء ترجلت ، ولكن تأنيث الرجال عجاب ..!


قال الشيخ الشنقيطي: «إن خروج المرأة وابتذالها فيه ضياع المروءة والدين لأن المرأة متاع هو خير متاع الدنيا وهو أشد أمتعة الدنيا تعرضاً للخيانة لأن العين الخائنة إذا نظرت إلى شيء من محاسنها فقد استغلت بعض منافع ذلك الجمال خيانة ومكراً فتعريضها لأَن تكون مائدة للخونة فيه ما لا يخفى على أدنى عاقل وكذلك إذا لمس شيئاً من بدنها بدن خائن سرت لذة ذلك اللمس في دمه ولحمه بطبيعة الغريزة الإنسانية ولاسيَّما إذا كان القلب فارغاً من خشية الله عز و جل فاستغل نعمة ذلك البدن خيانة وغدراً وتحريك الغرائز بمثل ذلك النظر واللمس يكون غالباً سبباً لما هو شر منه كما هو مشاهد بكثرة في البلاد التي تخلت عن تعاليم الإسلام وتركت الصيانة فصارت نساؤها يخرجن متبرِّجات عاريات الأجسام إلا ما شاء الله ، لأن الله نزع من رجالها صفة الرجولة والغيرة على حريمهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم نعوذ بالله من مسخ الضمير والذوق ومن كل سوء ودعوى الجهلة السفلة أن دوام خروج النساء بادية الرُّؤوس والأعناق والمعاصم والأذرع والسوق ونحو ذلك يذهب إثارة غرائز الرجال لأن كثرة الإمساس تذهب الإحساس كلام في غاية السقوط والخسة لأن معناه إشباع الرَّغبة مما لا يجوز حتى يزول الأرب منه بكثرة مزاولته وهذا كما ترى ولأن الدوام لا يذهب إثارة الغريزة باتفاق العقلاء لأن الرجل يمكث مع امرأته سنين كثيرة حتى تلد أولادهما ولا تزال ملامسته لها ورؤيته لبعض جسمها تثير غريزته كما هو مشاهد لا ينكره إلا مكابر .

 

4- الترف والانغماس في شهوات الدنيا: ومن ذلك ما تقدمت الإشارة إليه في قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز ضعيف الغيرة.

 

5- اعتبار الغيرة جزءا من التقاليد والعادات لا من الشرع والإيمان: وهذا يجعلها قابلة للتغير لا سيما مع طول الأمد وتغير أحوال الناس، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إن الغيرة من الإيمان وإن المذاء من النفاق» والمذاء الديوث.
التساهل في المسئوليات: قال الله عز و جل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]، وذكر القشيري أن عمر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية يا رسول، الله نقي أنفسنا فكيف لنا بأهلينا فقال: «تنهونهم عما نهاكم الله وتأمرونهم بما أمر الله»

 

 قالوا عن الغيرة
•• لأن حفظ الأهل عند ذوي الغيرة أهم من حفظ الأموال

 

•• فإن الله قد جعل فى نفوس بنى آدم من الغيرة ما هو معروف فيستعظم الرجل أن يطأ الرجل امرأته أعظم من غيرته على نفسه أن يزنى فإذا لم يكره أن تكون زوجته بغيا وهو دويث كيف يكره ان يكون هو زان
 

•• كانت العرب تخرج إلى الحرب بظعنهم وأموالهم ليبعثهم الذبّ عن الحرم والغيرة على الحرم على بذل تجهيداتهم في القتال أن لا يتركوا وراءهم ما يحدثون أنفسهم بالانحياز إليه فيجمع ذلك قلوبهم ويضبط هممهم ويوطن نفوسهم على أن لا يبرحوا مواطئهم ولا يخلو مراكزهم ويبذلوا منتهى نجدتهم وقصارى شدتهم
 

•• إنما الغيرة في الحرام ليس في الحلال
 

•• الغيرة إنما تكون بين المحب ومحبوبه كما قال أبو الفتح كشاجم
أغارُ إذا دنتْ مِنْ فيهِ كأسٌ --- على درٍّ يقبـِّـله الزُّجاجُ

 

•• قال ابن القيم: الغيرة لها حد إذا جاوزته صارت تهمة وظنا سيئا بالبريء وإن قصرت عنه كانت تغافلا ومبادىء دياثة
 

•• وقال: الغيرة على المحبوب فهي أنفة المحب وحميته أن يشاركه في محبوبه غيره
 

•• قال أبو حامد الغزالي: إنما خلقت الغيرة لحفظ الأنساب ولو تسامح الناس بذلك لاختلطت الأنساب ولذلك قيل كل أمة وضعت الغيرة في رجالها وضعت الصيانة في نسائها
 

•• قال ابن حزم: إذا ارتفعت الغيرة فأيقن بارتفاع المحبة
 

•• وقيل كل حب بلا غيرة فهو حب كذاب
ما أحْسنَ الغـَـيْرَةَ في حِينِها --- وأقْبــحَ الغَيْرَةَ في كُلِّ حِينِ

 

•• الغَيْرَةُ ثوران الغضب حماية عن الحرم

 

 

وأخيـراً ،،،
فإنَّه بصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية ، وبتدنسه وهو انه ينزل الإنسان إلى أرذل الحيوانات البهيمية ..

وطريق السلامة لمن يريد السلامة بعد الإيمان بالله ورحمته وعصمته في التمسك بشريعته ونهج سلوك سنته .

بداية الصفحة