أخبار مصر

مدارس 30 يونيو تودع زمن الفوضى الذي خلفه الإخوان.. هكذا أصبح الطالب 'نمبر 1'

كتب في : الأحد 21 نوفمبر 2021 - 8:24 مساءً بقلم : نادر مجاهد

 

أنهت وزارة التربية والتعليم، زمن الفوضى الذي خلفه الإخوان في مدارس 30 يونيو، التي كانت تمتلكها الجماعة قبل الحكم القضائي بالاستحواذ عليها، لتجفيف منابع الإرهاب.

طوال السنوات الماضية، كانت تعمل وزارة التعليم لتطهير هذه المدارس من الفوضى والفساد والمحسوبيات، لجعل الطالب هو الحلقة الأهم، فلم تهتم بهيمنة لغة البيزنس، بل إثبات أن الحكومة جادة في الحفاظ على هذه الكيانات التعليمية، وعدم توظيفها إلا في النواحي التربوية.

كان المسار الأول، أن يتم إقصاء كل عناصر الفساد المالي والإداري. وقد حدث، ثم تطهيرها من المتشددين، وقد حدث أيضا، وجاء المسار الثاني بانتقاء عناصر على درجة عالية من الكفاءة والمهنية والولاء للدولة، محل الذين تمت إقالتهم من مناصبهم.

عملت الوزارة خلال الفترة الأخيرة في صمت، لأجل أن تجعل مدارس 30 يونيو، أكثر عالمية، فخصصت ملايين الجنيهات لتطويرها وتحديثها، وترميمها ومدها بأحدث الوسائل التعليمية، وجعلها منافسة لأي مدرسة أخرى، سواء كانت خاصة أو دولية.

توصلت "بوابة الأهرام" لأدق تفاصيل مشروع تحويل مدارس "30 يونيو"  لكيانات تعليمية أكثر تحضرا وتميزا، على المستوى التعليمي والإداري والمالي، بحيث لا تكون هناك ثغرة واحدة في أي مجال، وتكون هناك رقابة لصيقة طوال الوقت على كل عناصر العملية التعليمية.

وابتكرت مجموعة مدارس 30 يونيو، التي يرأسها الوزير طارق شوقي، ويديرها هشام جعفر مدير عام الشؤون القانونية وجهاز المتابعة وتقويم الأداء، مسار تعليمي يعتمد على جزئين في نفس الوقت، الأول الحضور في المدارس، والثاني عبر التعلم الإلكتروني (الأون لاين).

لأول مرة في أيّ مدرسة مصرية، يتم تسجيل محاضرات المعلمين في المدارس وإعادة بثها مرة أخرى للطلاب. هكذا فعلت مدارس 30 يونيو، تجنبا لأن يكون هناك أي طالب لم يستوعب الدرس، أو تغيب عن المدرسة لأي سبب، وفوق كل ذلك، يكون هناك تقييم دوري للطلاب وهم في منازلهم.

وأتاحت مجموعة "30 يونيو" عبر سيستم إلكتروني محترف، أن يتواصل معها أيّ معلم أو طالب أو ولي أمر، للشكوى أو إبداء الرأي، أو الإبلاغ عن مشكلة، وهذا يحدث لأول مرة، بأن تكون كل المدارس متصلة بالوزارة عبر تقنية رقمية، وكأنها "كتاب مفتوح"، دون وسيط أو محسوبيات.

وبإمكان ولي الأمر، عبر هذا السيستم، أن يتابع ابنه طوال فترة وجوده بالمدرسة، طوال الوقت. ليتعرف على مستواه بشكل يومي عبر تقييم المعلمين له، وهل حضر ابنه أم غاب، وهل افتعل مشكلة أم أنه كان ملتزما، وكل ذلك عبر الهاتف المحمول، المتصل بسيستم المدرسة الداخلي.

وأتاحت الوزارة، من خلال هذا التحول الرقمي الشامل، لولي الأمر، أن يعرف: كم مصروفات المدرسة، وكم دفع من أقساط، وكم تبقى عليه، وموعد سدادها، وكل ذلك بغرض غلق "حنفية" التبرعات غير القانونية التي كانت بعض المدارس تفرضها على الأهالي. فلن يدفع الأب إلا المصروفات، وكفى.

ولأول مرة، تنجح وزارة التعليم، عبر مجموعة 30 يونيو، في إتاحة التقديم الإلكتروني للطالب بأي مدرسة تابعة للمجموعة من خلال الهاتف المحمول، وعبر سيستم خاص بذلك، أصبح بإمكان ولي الأمر ملء الأبليكيشن الخاص بالتقديم، وإجراء اختبار القبول إلكترونيا، وبعدها يعرف هل تم قبول الابن أم لا. ثم بعدها يعرف موعد دفع المصروفات وقيمتها، وكل ذلك بدون الحاجة للذهاب إلى المدرسة. والأهم من ذلك، أن "السيستم المركزي" لمجموعة 30 يونيو، هو الذي سيحدد قبول الطالب من عدمه، لمنع أي تلاعب من بعض المدارس، لتكون الأمور كلها قائمة على الشفافية لا الانحياز.

إضافة إلى ما سبق، من مسارات تعليمية محترفة، إداريا وتربويا. فإن ولي الأمر أصبح بإمكانه أن يعرف جدول الحصص الدراسية، يوميا وأسبوعيا، وطبيعة المناهج الدراسية، وأسماء معلمي الفصل المسجل فيه ابنه أو ابنته، ويصل بسهولة إلى الدروس التي تم شرحها يوميا، ويستمع إليه بالفيديو.

وقررت المجموعة، إلزام المدارس بإجراء امتحانات دورية تفاعلية، على هيئة اختبارات لتحديد المستوى، وكلها إلكترونية منزلية، ليتعرف ولي الأمر على ما وصل إليه الابن من مهارات وقدرات، والميزة الأهم: أن الأب بإمكانه التواصل الإلكتروني عبر السيستم التعليمي، مع المعلم ليعرف أوجه القصور لدى ابنه، في أي مادة، وكيف يمكن علاجها.

وابتكرت الوزارة، عبر مجموعة 30 يونيو، فكرة جديدة لمواجهة العنف في أي مدرسة، بأن يكون ولي الأمر شريكا أصيلا في تقويم السلوك، حيث سيتم تعريفه بشكل دوري، التقييم الخاص بابنه على مستوى السلوك، هل هو عدواني، أو منطوي، بحيث يراقب أولاده حتى لو لم يذهب للمدرسة في أي يوم، وكل ذلك عبر الهاتف المحمول.

حتى بالنسبة للمعلمين أنفسهم. فصار بإمكان وزارة التعليم تتبع تحركاتهم على مدار اليوم، من خلال توقيع بالحضور والانصراف عبر بصمة العين، ويتم إبلاغ المجموعة إلكترونيا، وهناك ميزة أخرى غير موجودة في أي مدرسة. وهي أن الوزارة أصبح يمكنها رقابة أي فصل دراسي بأي مدرسة من مدارس 30 يونيو، في أي وقت، لأنه سيتم وضع كاميرا متصلة بالغرفة المركزية في المجموعة، يمكن لمسؤوليها فتحها إلكترونيا ليعرفوا كيف يشرح المعلم، ويتعامل مع طلابه، وكيف يتفاعل معهم، وهكذا.

وصارت تقدم مدارس مجموعة 30 يونيو، ميزة مضافة على مستوى خدمات الأتوبيسات. فولي الأمر بإمكانه أن يعرف رقم "الباص" وصورة المشرف والسائق، ويتابع ابنه طوال فترة ذهابه من المنزل للمدرسة، والعكس، من خلال "السيستم" الخاص بذلك، حيث تصل إليه رسالة بأن ابنه قد وصل، أو سيتحرك الآن بعد انتهاء اليوم الدراسي، وحتى لو تم تغيير مسار الأتوبيس لأي سبب، سيعرف ولي الأمر بذلك، عبر الهاتف المحمول.

وقال هشام جعفر المدير التنفيذي لمجموعة 30 يونيو لـ "بوابة الأهرام"، إنه سيتم ربط جميع المدارس بخدمات الإنترنت، من رياض الأطفال حتى الثالث الثانوي العام، وسيكون في كل مدرسة برج إنترنت خاص بها، بحيث تكون الشبكات قوية عند استخدامها، تعليميا وإداريا، باعتبار أن أولياء الأمور والطلاب والمعلمين، وجميع العاملين في المدارس، سيتم التعامل معهم في حلقة واحدة، إلكترونية.

تعكس كل هذه التغييرات، كيف تحولت مدارس الإخوان سابقا، من بؤر للتطرف وبث السموم وتوظيفها في أهداف غير مشروعة، لأخرى تستهدف الطالب أولا وأخيرا، وتتعامل مع ولي الأمر بتحضر ورقي، وتشاركه في كل شيء، حتى في التخطيط للسياسة التعليمية. وبعد كل ذلك، يروج الإخوان أن الدولة أفسدت مدارس الجماعة بعد السيطرة عليها. ما يطرح سؤالا مهما: إذا كان ما أنجزته الوزارة في هذا الشأن إفسادا وتدميرا، فكيف كان الفساد والدمار في عهد الجماع الإرهابية؟.

 

إحدى مدارس ٣٠ يونيو بعد تطويرها وتطهيرها من الإخوان

إحدى مدارس ٣٠ يونيو بعد تطويرها وتطهيرها من الإخوان

 

إحدى مدارس ٣٠ يونيو بعد تطويرها وتطهيرها من الإخوان

إحدى مدارس ٣٠ يونيو بعد تطويرها وتطهيرها من الإخوان

 

إحدى مدارس ٣٠ يونيو بعد تطويرها وتطهيرها من الإخوان

إحدى مدارس ٣٠ يونيو بعد تطويرها وتطهيرها من الإخوان

 

إحدى مدارس ٣٠ يونيو بعد تطويرها وتطهيرها من الإخوان

إحدى مدارس ٣٠ يونيو بعد تطويرها وتطهيرها من الإخوان

 

بداية الصفحة