كتاب وآراء

مليشيات حزب الله تستبيح لبنان .

كتب في : الاثنين 29 إبريل 2024 - 2:45 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

نتيجة الأزمة التي يعاني منها حزب الله ، وبعد ان فهم ان المبادرة في الحرب قد انتقلت من يده ويد حماس في غزة الى الكيان الاسرائيلي بعد السابع من اكتوبر - تشرين الاول ، وأن محور الممانعة بات اسير العنف الصهيوني وعمليات التدمير الممنهج إن في قطاع غزة او في لبنان ، اراد ان يوسع مروحة المجموعات المشاركة في حرب الاشغال والاسناد ، فسمح لكل من مليشيا حماس والجهاد الاسلامي في مخيمات الجنوب ، المشاركة بقصف شمال فلسطين المحتلة برشقات صاروخية تعلن عنها كلتا الجهتين . وعلى الصعيد اللبناني ، ساهم بتمويل وتسيلح ذراع الجماعة الاسلامية - قوات الفجر ، والتي كانت قد انسحبت من العمل العسكرية في الجنوب منذ سنواتٍ وسنوات ، فساهم بعودتها لمناطق الجنوب واخذت بين الحين والاخر تتبنى بعض العمليات ، وهذه المجموعات تدور في فلك حزب الله وتعمل بوحيٍ منه وتحت حمايته وإشرافه . وبذلك يكون استعاد حزب الله بعض اليافطات المقاوِمة لكن الفعل الاساسي على عاتقه إن في تحديد توقيت العمليات ونوعية السلاح والاهداف المُراد قصفها ، وبالتالي اعاد الجنوب لإيامٍ خوالي ، حين كانت فصائل المقاومة الفلسطينية تستبيح الجنوب وتقصف شمال فلسطين مما حقق اهداف العدو في اجتياح العام ١٩٨٢ . اليوم وبعد مرور عشرات السنين يستعيد حزب الله ماكان يُسمى حينها فلتان المليشيات والتي على اساسها علت صرخة ونقمة اهل الجنوب على المقاومة الفلسطينية حتى باتوا يتمنون الاحتلال الاسرائيلي للتخلص من الواقع الذين عايشوه لفترةٍ من الزمن ، واليوم عادت قرى وبلدات الجنوب لتكون مسرحاً لعملياتٍ حربية وما ينتج عنها من دمار وخسائر بالارواح والممتلكات . اما الحدث الابرز والذي يُعتبر من نتائج الفلتان الامني واستباحة المليشيات المسلحة ليس في الجنوبية فحسب بل انتقل الى منطقة عكار في الشمال اللبناني . عقب اغتيال المسيرات الاسرائيلية لمسؤلين في قوات الفجر التابعة للجماعة الاسلامية وهما من بينو العكارية منذ ايامٍ قليلة ، واثناء عملية تشييعهما ، اجتاحت المنطقة يوم امس جحافل من مليشيات مسلحة ترتدي زيٍ عسكري موحد وبكامل اسلحتها وعتادها العسكري ، وقد قامت بترويع المواطنين وارهابهم نتيجة إطلاق النار من الاسلحة الفردية والمتوسطة الذي يحملها المسلحون المشاركون في التشييع ولم يقتصر إطلاق النار من الاسلحة الفردي بل تعداه الى قذائف الاربيجي في الهواء ، بكثافة غير معهودة مما سبب بإرهاب المواطنين وما عاشوه من ساعات رعب ادى فيما ادى الى إصابات عددٍ من المواطنين نتيجة الرصاص الطائش . هذا الامر ، وفي هكذا توقيت يُساهم ليس فقط بزيادة الفلتان الامني واستباحة المليشيات لما تبقى من مناطق لبنانية وإرهاب المواطنين الامنين في قراهم وبيوتهم ، بل يفتح الباب على مِصرعيه لزيادة حدة الفلتان الامني وتسرب السلاح لعناصر قد يكون هدفها استعمال السلاح ليس لمقاومة الاحتلال في الجنوب بل لممارسة الاعمال الاجرامية واعمال السلب والسطو المسلح ، والتي تتزايد يوم بعد يوم . بذلك تكون مليشيات حزب الله والتي تنبت في كل مرة يصل فيها الحزب لازمة ، فيخلق مجموعات وتسميات من سرايا المقاومة ومليشيا حزب فلان وتنظيم فلان واليوم قوات الفجر وحماس فرع لبنان او الجهاد فرع لبنان ، ويبقى الهدف عمليات هروب الى الامام لانه يفتقد لمشروعية سلاحه ، والذي بات الشغل الشاغل لاكثرية اللبنانيين الذين ينشدون العيش بسلام في وطنهم بعيدا عن مغامرات وحروب لم تأتي للبنان سوى بالخراب والدمار . محور الممانعة مأزومٌ حتى النخاع ، وقد بات ينتظر من الولايات المتحدة ودول الغرب حلاً لمأساته وازماته المستفحلة ، عل وعسى يحتفظ ببعض من قوته التي بات يفتقدها يوماً بعد يوم نتيجة مغامرات السابع من اوكتوبر في قطاع غزة والثامنه منه في جنوب لبنان .

بداية الصفحة