أخبار عاجلة

'القاهرة - باريس'.. تاريخ حافل يشهد على قوة العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية

كتب في : الأحد 06 ديسمبر 2020 - 3:34 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

تاريخ طويل من التعاون الثقافي امتد كالنهر الجاري ما بين العاصمتين الكبيرتين القاهرة و باريس عبر العصور، تتعدد تقاطعاته في كافة أشكال وفروع الثقافة والفن تاريخيًا.

ما ساعد على تعزيز تلك العلاقات، هو حرص فرنسا الدائم، على أن تكون من الدول الحاضرة بشكل فعال في الحياة الثقافية ال مصر ية، وقد استطاعت الثقافة الفرنسية أن يكون لها تأثير كبير في الحياة ال مصر ية منذ نشأة الدولة في مصر بالمفهوم الحديث، في فترة ما بعد نابليون وعهد محمد علي .  وعلى الرغم من اختلاف المؤرخين حول تكييف وتصنيف الدور الفرنسي في مصر ، بخاصة في المجالين الثقافي والمجتمعي، ما بين اتجاهين متضادين، إذ يعتبره أولهما دورًا إيجابيًا بشكل كبير، بينما يعتبره طرف آخر دورًا كان له العديد من الجوانب السلبية، بالإضافة بالطبع لمن يقفون على الحياد ما بين الموقفين، فإن الأغلبية أجمعت على أن الثقافة الفرنسية لعبت الدور الكبير في الحياة الثقافية ال مصر ية، كذلك لا يمكن إغفال تأثر أجيال من المثقفين ال مصر يين بكتابات وأفكار مفكرين وأدباء فرنسيين أمثال فولتير، وروسو، وسارتر، وألبير كامو، وأندريه جيد، وأندريه مالرو، وسيمون دي بوفوار (مؤسسة النسوية المعاصرة)، وفرانسوا ساجان، وغيرهم.  ومن أبرز أشكال الاهتمام ال مصر ي بالتعاون الثقافي مع باريس ، مشاركة مصر في معهد العالم العربي ب باريس ، وهو مركز ثقافي جاء ثمرة تعاون بين فرنسا وبين اثنين وعشرين بلدًا عربيًا. ويغدو هذا المعهد اليوم "جسرًا ثقافيًا" حقيقيًا بين فرنسا والعالم العربي.  وتعد الجالية ال مصر ية ب فرنسا من ثاني أكبر الجاليات ال مصر ية الموجودة بأوروبا، حيث يتعدى عدد ال مصر يين ب فرنسا ربع مليون مواطن مصر ي، وهى الجالية الثانية من حيث العدد بعد الجالية ال مصر ية بلندن.  أما عن الإسهام الأثري للدبلوماسية الفرنسية في مصر ، فقد كان قديما ومنتظما عبر العصور، وقد ساهمت البعثات الفرنسية كثيرا في رفع مستوى التنقيب الأثري في مصر .  كما تحتل فرنسا مكانة رئيسية في مجال الآثار من خلال المعاهد والمعامل الفرنسية-ال مصر ية الموجودة في مصر ، منها المعهد الفرنسي للآثار الشرقية (IFAO) مركز الدراسات السكندرية، المركز الفرنسي-ال مصر ي لدراسة معابد الكرنك، وأيضاً من خلال حوالي أربعين بعثة تنقيب فرنسية (سقارة وتونس والرامسيوم،) وغيرها من البعثات التي تتوالى كل عام.  المعهد الفرنسي في مصر يعد من أبرز جسور الاتصال بين الحضارتين العريقتين، وقد نجح خلال العقود الأخيرة في تنشيط التعاون بين البلدين، ويملك المعهد ثلاثة فروع في القاهرة والإسكندرية و مصر الجديدة.  ويتمثّل الحضور الفرنسي في مجال البحوث في القاهرة بوجه خاص في معهد البحوث بشأن التنمية ومركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية اللذين تتناول أعمالهما اختصاصات العلوم الإنسانية والاجتماعية واللذين تتمحور أنشطتهما البحثية حول ثلاثة موضوعات وهي الحوكمة والسياسات العامة، والتطور المدني وتحسين حركة النقل، والإنسانيات الرقمية.

بداية الصفحة